جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٧
(وأعلم بحبه المسلمين) وأبان ببغضه المنافقين (1) وها هو ذا مفلق الهام وكاسر الأصنام وصلى والناس مشركون وأطاع وهم كارهون فلم يزل على ذلك حتى قتل مبارزيه وأفنى أهل بدر وأحد والأحزاب وقتل الله به أهل خيبر وفرق به جموعهم (2) فيالها من وقائع زرعت في القلوب شقاقا ونفاقا وزادت المؤمن / 128 / أ / إيمانا ويقينا، وقد اجتهدت لكم في القول وبالغت في النصيحة وبالله التوفيق والسلام.
فقال معاوية: يا أم الخير ما أردت بهذا الكلام إلا قتلي (ولو قتلتك ما حرجت في ذلك. قالت: والله ما يسوؤني أن يجري قتلي) على (يدي) من يسعدني بشقاوته (3).
قال (معاوية): هيهات يا كثيرة الفضول ما تقولين في عثمان؟ قالت: وما عسيت أن أقول (في عثمان) استخلفه الناس وهم به راضون وقتلوه وهم به كارهون.
فقال معاوية: يا أم الخير هذا ثناؤك عليه (4)، قالت: لكن الله يشهد وكفى به شهيدا (أني) ما أردت بعثمان نقصا، ولقد كان سابقا للخير وإنه لرفيع الدرجة غدا.

(١) وفي العقد الفريد: " وجعله باب دينه، وابان ببغضه المنافقين ".
وفي بلاغات النساء: " خلق من طينته وتفرع من نبعته وخصه بسره وجعله باب مدينته، وعلم المسلمين، وأبان ببغضه المنافقين... ".
ومثله في تاريخ دمشق غير أن فيه: " وأعلم بحبه المسلمين وأبان ببغضه المنافقين ".
وهذا هو الظاهر أي جعل للمسلمين وسمة وعلامة وهي حبه فمن لا يحبه فليس بمسلم، وهو من قولهم " علمه علما " - من باب ضرب ونصر، وعلى زنتهما -: وسمه. وأعلم فلانا - على زنة أفعل وبابه -: جعل عليه علامة. وكلام هذه المؤمنة مقتبس من الحديث الصحيح المستفيض بل المتواتر وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " وقد تقدم بعض طرقه في الباب " ٤٠ " ص ٢٠٠ فليراجع تعليقاتنا عليه.
(٢) وقريب منه في العقد الفريد. وفي بلاغات النساء: " فلم يزل كذلك يؤيده الله عز وجل بمعونته ويمضي على سنن استقامته لا يعرج لراحته الدأب؟ ها هو مفلق الهام... ".
وقريب منه في تاريخ دمشق، وفيه: " لا يفرح لراحة اللذات بها... ".
(٣) ما بين المعقوفين أخذناه من كتاب العقد الفريد، وبلاغات النساء وتاريخ دمشق وفيها جميعا:
" بشقائه... ".
(٤) وفي بلاغات النساء وتاريخ دمشق: " فقال معاوية: يا أم الخير هذا والله أصلك الذي تبنين عليه... ".
وفي العقد الفريد: " هذا ثناؤك الذي تثنين... ".
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319