جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٩
ثم نزل فقال له معاوية لم تبين (يا) أبا يزيد (على من اللعنة)؟ قال: والله لا أزيد على هذا حرفا واحدا والنية للمتكلم. فسكت (معاوية). (1) وكان (عقيل) قد وجد على أخيه فآوى إلى معاوية فقال معاوية يوما: يا أهل الشام إن أبا يزيد رآني خيرا له من أخيه فآوى إلي. قال (عقيل): نعم أنت خير لي في دنياي وأخي خير لي في ديني (2).
وقال له ليلة صفين: أنت الليلة معنا أبا يزيد. قال: نعم ويوم بدر كنت أيضا معكم!!! (3) وما أحسن ما قال أبو فراس بن حمدان من جملة قصيدة طويلة:
نعم دعت الدنيا إلى الغدر دعوة * أجاب إليها عالم وجهول وفارق عمرو بن الزبير شقيقه * وخلا أمير المؤمنين عقيل وقال رجل من العلماء (4) لولده: يا بني إن الدنيا لم تبن شيئا إلا هدمه الدين وإن

(1) هذا موجز ما ذكره ابن عبد ربه في عنوان: " معاوية وعقيل في أمر علي ". - في أواسط كتاب المجنبة في الأجوبة من العقد الفريد: ج 4 ص 114، ط المكتبة العلمية ببيروت.
(2) الظاهر إن هذا موجز ما أورده ابن عبد ربه - في عنوان: " جواب عقيل بن أبي طالب لمعاوية وأصحابه " - في أواسط كتاب المجنبة من العقد الفريد: ج 4 ص 90 ط بيروت وهذا لفظه:
لما قدم عقيل بن أبي طالب على معاوية أكرمه وقربه وقضى حوائجه وقضى عنه دينه، ثم قال له في بعض الأيام: والله إن عليا غير حافظ لك (حق الاخوة) قطع قرابتك وما وصلك ولا اصطنعك. (ف‍) قال له عقيل: والله لقد أجزل العطية وأعظمها، ووصل القرابة وحفظها، وحسن ظنه بالله إذ ساء به ظنك، وحفظ أمانته وأصلح رعيته إذ خنتم وأفسدتم وجرتم، فاكفف لا أبا لك، فإنه عما تقول بمعزل.
وقال له معاوية يوما: (يا) أبا يزيد أنا لك خير من أخيك علي! قال (عقيل): صدقت إن أخي آثر دينه على دنياه، وأنت آثرت دنياك على دينك، فأنت خير لي من أخي وأخي خير لنفسه منك.
وقال له (معاوية) ليلة الهرير: أبا يزيد أنت الليلة معنا. قال (عقيل): نعم ويوم بدر كنت معكم!!.
(3) لم يثبت لحوق عقيل بمعاوية أيام حرب صفين إن صح أصل لحوقه به، وما ذكره ابن عبد ربه غير واجد لشرائط الحجية.
(4) ومثله جاء في أوائل عنوان: " أخبار معاوية " من كتاب العسجدة الثانية من العقد الفريد: ج 3 ص 127، طبع مصر سنة (1346).
ورواه أيضا في أوائل فضائل علي عليه السلام من كتاب اليتيمة الثانية من العقد الفريد ج 3 ص 278 من الطبعة الثانية بمصر، سنة (346) قال:
قال الرياشي: انتقص ابن حمزة بن عبد الله بن الزبير عليا (عليه السلام) فقال له أبوه: يا بني إنه والله ما بنت الدنيا شيئا إلا هدمه الدين، وما بنى الدين شيئا فهدمته الدنيا، أما ترى عليا وما يظهر بعض الناس من بغضه ولعنه على المنابر فكأنما والله يأخذون بناصيته رفعا إلى السماء!!
(أ) وما ترى بني مروان وما يندبون به موتاهم من المدح بين الناس فكأنما يكشفون عن الجيف!!
وقريبا منه رواه البيهقي في آخر عنوان: " مساوئ من عادى علي بن أبي طالب.... " من كتاب المحاسن والمساوئ ص 40، وفي ط دار إحياء العلوم ببيروت ص 77 قال:
قال الأصمعي: سمع عامر بن عبد الله بن الزبير ابنه ينال من علي رضي الله عنه، فقال: يا بني إياك وذكر علي رضي الله عنه، فإن بني أمية تنقصته ستين عاما فما زاده الله بذلك إلا رفعة!!!
وروى الجاحظ في كتاب البيان والتبيين: ج 2 ص 173، وفي ط في أواسط ص 301 قال:
وتنقص ابن لعبد الله بن عروة بن الزبير عليا - رضي الله عنه - فقال له أبوه: والله ما بنى الناس شيئا قط إلا هدمه الدين، وما بنى الدين قط شيئا فاستطاعت الدنيا هدمه، ألم تر إلى علي كيف يظهر بنو مروان من عيبه وذمه والله لكأنما يأخذون بناصيته رفعا إلى السماء... (أ) وما ترى ما يندبون به موتاهم من التأبين والمديح والله لكأنما يكشفون عن الجيف؟!!.
وقريبا منه جدا رواه عنه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن عروة كما في مختصر تاريخ دمشق - لسكينة الشهباني - ج 13 ص 140، قال:
قال مصعب بن عبد الله: جمع عبد الله بن عروة بنيه ثم قال: يا بني إن الله تعالى لم يبن شيئا فهدمه (الناس) وإن الناس لم ينوا شيئا قط إلا هدموه وإن بني أمية من عهد معاوية إلى اليوم يهدمون بشرف علي فلا يزيده الله إلا شرفا وفضلا ومحبة في قلوب المؤمنين!! يا بني فلا تشتموا عليا.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 220 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319