جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ١٩٢
والله ما هو فيه ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان (وهو) في صلبه (1).
ثم روى الحاكم عن عمرو بن مرة الجهني - وكانت له صحبة - أن الحكم بن العاصي استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف صوته فقال: ائذنوا له ( عليه) لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمن منهم وقليل منهم يشرفون في الدنيا، ويضعون في الآخرة، ذو مكر وخديعة ليس لهم في الآخرة من خلاق (4).
هكذا ذكره الدميري في (كتاب) حياة الحيوان.
فقد وضح لكل منصف ولكل ذي عقل صحيح أن هؤلاء القوم هم الذين كانوا سببا في فتنة عثمان وإيغار قلوب الحق عليه؟ وأن عليا رضي الله عنه لم يكن فيما نسبوه إليه صحة؟ بل كان من أكره الناس له، وأبعدهم منه، وفي ذلك كفاية، والقيامة تجمعهم وإلى الله مرجعهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

(١) نقله الحاكم في أواسط كتاب الملاحم والفتن من المستدرك: ج ٤ ص ٤٨١. وليلاحظ كتاب الغدير:
ج ٨ ص ٢٥٤
وما حولها، من ط ١.
وإليك تفصيل ما أشرنا إليه من الروايات الواردة، في المقام:
روى البلاذري في عنوان: " مروان بن الحكم " - بعد ختام ترجمة عثمان بن عفان وأولاده - من أنساب الأشراف: ج ٥ ص ١٢٥، ط ١، قال:
حدثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن جعفر بن سليمان، عن سعيد بن زيد، عن علي بن الحكم، عن أبي الحسن الجزري (عبد الحميد بن عبد الرحمان):
عن عمرو بن مرة الجهني قال: استأذن الحكم بن أبي العاص على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ائذنوا له لعنة الله عليه وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمنين؟ - وقليل ما هم - يشرفون في الدنيا ويتضعون في الآخرة؟
و (الحديث) رواه (أيضا) الطبراني عن أحمد بن داود المكي عن مسلم بن إبراهيم، عن جعفر بن سليمان (الضبعي عن سعيد بن زيد، عن علي بن الحكم عن أبي الحسن الجزري، عن عمرو بن مرة الجهني - وكانت له صحبة - قال: استأذن الحكم بن أبي العاصي؟ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف كلامه؟ فقال: ائذنوا له فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وما يخرج من صلبه - إلا الصالحين منهم - وقليل ما هم - يشرفون في الدنيا ويرذلون في الآخرة ذوو مكر وخديعة).
أقول: ما وضع بين المعقوفين قسم السند منه مأخوذ من رواية أبي يعلى وغيره، والمتن مأخوذ مما رواه الهيثمي - عن الطبراني - في مجمع الزوائد ج ٥ ص ٢٤٢.
ورواه الحاكم في أواسط كتاب الفتن والملاحم من المستدرك: ج ٤ ص ٤٨١ ط ١، قال:
حدثني محمد بن صالح بن هانئ حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي (من رجال صحاح أهل السنة) حدثنا علي بن الحكم البناني عن أبي الحسن الجزري (عبد الحميد بن عبد الرحمان الثقة المأمون كما في تهذيب التهذيب ١٢ / ٧٣):
عن عمرو بن مرة الجهني - وكانت له صحبة - (قال:) إن الحكم بن أبي العاص استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فعرف النبي صلى الله عليه وسلم صوته وكلامه فقال: ائذنوا له عليه لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمن منهم - وقليل ما هم - يشرفون في الدنيا ويضعون في الآخرة، ذوو مكر وخديعة يعطون في الدنيا، ومالهم في الآخرة من خلاق.
والحديث رواه أيضا عنه البيهقي في آخر عنوان " ما جاء في رؤياه (أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم) ملك بني أمية " من كتاب النبوة: ج ٦ ص ٥١٦ ط بيروت، قال:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في (شهر) صفر سنة إحدى وخمسين (وثلاث مائة قال:) حدثنا علي بن حمشاذ العدل، حدثنا محمد بن نعيم بن عبد الله، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان السمرقندي الشيخ الفاضل؟ حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد، عن علي بن الحكم، عن أبي الحسن.
عن عمرو بن مرة - وكانت له صحبة - قال: جاء الحكم بن أبي العاص يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فعرف كلامه فقال: ائذنوا له، حية (ظ) - أو ولد حية - عليه لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمنون - وقليل ما هم - يشرفون في الدنيا، ويوضعون في الآخرة، ذوو مكر وخديعة يعظمون في الدنيا ومالهم في الآخرة من خلاق.
(ثم قال البيهقي) قال الدارمي: عبد الله بن عبد الرحمان (السمرقندي من رجال مسلم وأبي داود والترمذي) أبو الحسن هذا حمصي.
ورواه ابن عساكر بسنده عن البيهقي في أخر ترجمة مروان من تاريخ دمشق: ج ١٦ ص ٣٥٧ قال:
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ، أنبأنا علي بن حمشاذ العدل، أنبأنا محمد بن نعيم بن عبد الله، أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمان السمرقندي الشيخ الصالح؟ أنبأنا مسلم بن إبراهيم، أنبأنا سعيد بن زيد - أخو حماد بن زيد - عن علي بن الحكم البناني عن أبي الحسن (الجزري الحمصي)...
وأيضا رواه ابن عساكر في أواخر ترجمة مروان بن الحكم من تاريخ دمشق: ج ١٦ ص ٣٥٧ من المصورة الأردنية - وفي مختصره - باختصار إبراهيم صالح - ج ٢٤ ص ١٩١ ط ١، قال:
أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر ابن المقرى أنبأنا أبو يعلى أنبأنا محمد بن عقبة السدوسي أنبأنا جعفر بن سليمان الضبعي أنبأنا سعيد، عن علي بن الحكم، عن أبي الحسن الجزري، عن عمرو بن مرة، قال: استأذن الحكم بن أبي العاص على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه فقال: ائذنوا له حية (أو ولد) حية - لعنه الله وكل من خرج من صلبه إلا المؤمنون منهم - وقليل ما هم - يشرفون في الدنيا، ويوضعون في الآخرة، ذوو مكر وخديعة، يعظمون في الدنيا ومالهم في الآخرة من خلاق.
قال: (محمد) بن عقبة: عمرو بن مرة هذا له صحبة (و) قال عبد الله بن عبد الرحمان الدارمي:
أبو الحسن هذا حمصي. كذا قال؟.
ورواه أيضا ابن كثير في حوادث سنة (١٣٢) في ختام دولة بني أمية من البداية والنهاية: ج ١٠ ص ٥٠ قال:
قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمان الدارمي (السمرقندي المترجم في تهذيب التهذيب:
ج ٥ ص ٢٩٤
): حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا سعيد بن زيد - أخو حماد بن زيد - عن علي بن الحكم البناني عن أبي الحسن (الجزري و) هو الحمصي:
عن عمرو بن مرة - وكانت له صحبة - قال: جاء الحكم بن أبي العاص يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف كلامه فقال: ائذنوا له صبت عليه لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمنين - وقليل ما هم - يشرفون في الدنيا، ويوضعون في الآخرة، ذوو دهاء وخديعة، يعطون في الدنيا ومالهم في الآخرة من خلاق.
ورواه العلامة الأميني رحمه الله عن مصادر في الغدير ج ٨ ص ٢٥١.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319