جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ١ - الصفحة ٩٦
وعن جابر: أنهم حين رجعوا من " الجعرانة " (1) إلى المدينة، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر علي الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كان ب‍ " العرج " ثوب بالصبح، فلما استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف وقال: هذه رغوة؟ ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أبو بكر: أمير أم رسول؟ قال: لا بل رسول أرسلني رسول الله صلى الله عليه [آله] وسلم ببراءة أقرأها على الناس في مواقف الحج فقدما مكة فلما كان قبل [يوم] التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس حتى إذا فرغ قام علي فقرأ براءة على الناس حتى ختمها ثم خرجنا معه حتى قدمنا " منى " - أو قال: يوم عرفة - قام أبو بكر " رض " فخطب الناس وعلمهم مناسك الحج حتى إذا فرغ قام علي فقرأ براءة حتى ختمها.
ثم لما كان يوم النحر فأفضنا؟ فلما رجع بو بكر؟ خطب الناس فحدثهم عن إفاضتهم ونحرهم وعن مناسكهم، فلما فرغ / 19 / ب / قام علي فقرأ براءة على الناس حتى ختمها.
فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون، وكيف يرمون، وعلمهم مناسكهم، فلما فرغ قام علي رضي الله عنه فقرأ براءة على الناس حتى ختمها.
خرجهما أبو بكر (2) وخرج الثاني النسائي [في الحديث: " 78 " من كتابه خصائص علي عليه السلام ص 148، طبعة بيروت].

(١) الجعرانة والجعرانة - بكسر الجيم والعين ثم الراء المشددة وبكسر الجيم وسكون العين وتخفيف الراء -: ماء بن الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب، نزلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قسم غنائم هوازان، عند مرجعه من غزوة حنين وأحرم منها، وله فيها مسجد.
(٢) الظاهر أن مراده من أبي بكر هو ابن أبي شيبة، وليلاحظ الحديث: " ٧١ " من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل من المصنف: ج ١٢، ص ٨٤ ط ١.
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام - مع حديثين آخرين - تحت الرقم: " ٤٥٧ " من كتاب الأموال ص ٢١٥.
ورواه عنه البلاذري في الحديث: " ٦٤ " من ترجمة علي عليه السلام من كتاب أنساب الأشراف:
ج ٢ ص ١٥٥، ط بيروت بتحقيقنا.
ورواه أيضا عبد الله بن أحمد في مسند علي عليه السلام تحت الرقم: " ١٢٩٦ " من كتاب المسند: ج ١، ص ١٥١، ط ١.
وأيضا رواه عبد الله بن أحمد في الحديث: " ٣٢١ " من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل ص ٢٣٥؟.
وروى أحمد بن حنبل في الحديث الرابع من مسند أبي بكر من مسنده: ج ١ ص ٣ ١، وبتحقيق أحمد محمد شاكر: ج ١، ص ١٥٦، قال:
حدثنا وكيع قال: قال إسرائيل: قال أبو إسحاق، عن زيد بن يثيع عن أبي بكر [قال:] إن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ب‍ " براءة " لأهل مكة [أن] لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجمة إلا نفس مسلمة [و] من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله إلى مدته، والله برئ من المشركين ورسوله.
قال: فسار بها [أبو بكر] ثلاثا، ثم قال لعلي: الحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت. قال: ففعل [علي ذلك] فلما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر بكى وقال: يا رسول الله حدث في شئ؟ قال: ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني.
قال أحمد حمد شاكر في تعليق الحديث: إسناده صحيح.
ورواه الخوارزمي بسنده عن أحمد، في الحديث الثاني من الفضائل: (15) من مناقبته ص 100 ط 2 وروى النسائي في الحديث: (76) من كتابه خصائص علي عليه السلام ص 146، بتحقيقنا، قال:
أخبرنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا أبو نوح قراد [عبد الرحمان بن غزوان] عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع: = عن علي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بعث ب‍ " براءة " إلى أهل مكة مع أبي بكر، ثم أتبعه بعلي فقال له: خذ الكتاب [منه] فامض به إلى أهل مكة. قال: فلحقته وأخذت منه، فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال: يا رسول الله نزل في شئ؟ قال: لا إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي.
وقريبا منه رواه في الحديث (75) بسنده عن أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 91 92 93 95 96 97 99 101 102 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة التحقيق 5
2 مقدمة المؤلف 11
3 الباب الأول: في ذكر نسبه الشريف 25
4 الباب الثاني: في ذكر أسمائه الشريفة 29
5 الباب الثالث: في صفته عليه السلام ومولده وعمره 35
6 الباب الرابع: في أنه عليه السلام كان أول من أسلم 37
7 الباب الخامس: في تربية النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا حال طفولته 39
8 الباب السادس: في كفالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له وإسلامه 41
9 الباب السابع: في هجرته عليه السلام إلى المدينة 47
10 الباب الثامن: في أنه عليه السلام أول من يجثو للخصومة يوم القيامة 49
11 الباب التاسع: في أنه عليه السلام أول من يقرع باب الجنة، وفي ذكر خصائصه عليه السلام وما حباه الله تعالى به 51
12 الباب العاشر: في اختصاصه عليه السلام بأنه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة هارون من موسى 57
13 الباب العاشر: في اختصاصه عليه السلام بإخاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم 69
14 الباب الحادي عشر: أن ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلبه 73
15 الباب الثاني عشر: في أنه ذائد الكفار والمنافقين عن حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي ذكر جملة أخرى من خصائصه عليه السلام منها إنه مولى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مولاه 75
16 الباب الثالث عشر: في أنه عليه السلام مولى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مولاه 83
17 الباب الثالث عشر: أنه عليه السلام ولي كل مؤمن بعده، وأنه منه 87
18 الباب الرابع عشر: في حقه عليه السلام على المسلمين، واختصاصه بأن جبريل منه، واختصاصه بتسليم الملائكة عليه، واختصاصه بتأييد الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم به 91
19 الباب الخامس عشر: في اختصاصه عليه السلام بالتبليغ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم 95
20 الباب السادس عشر: في اختصاصه عليه السلام بإقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياه مقام نفسه في نحر بدنه، وإشراكه إياه في هديه والقيام على بدنه 99
21 الباب السابع عشر: اختصاصه عليه السلام بمغفرة من الله يوم عرفة، وأنه لا يجوز أحد على السراط إلا من كتب له علي الجواز 101
22 الباب الثامن عشر: في أنه سيد العرب وحث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأنصار على حبه عليه السلام 105
23 الباب التاسع عشر: في اختصاصه بالوصاية بالإرث 107
24 الباب العشرون: في اختصاصه عليه السلام برد الشمس عليه 109
25 كتاب كشف اللبس في حديث رد الشمس للحافظ جلال الدين السيوطي 111
26 رسالة مزيل اللبس عن حديث رد الشمس تأليف العلامة أبي عبد الله محمد بن يوسف الدمشقي الصالحي 121
27 الباب الحادي والعشرون: في اختصاصه بتزويج فاطمة رضي الله عنها 147
28 الباب الثاني والعشرون: في أنه وزوجته وبنيه من أهل البيت عليهم السلام 171
29 الباب الثالث والعشرون: في أنه صلى الله عليه وآله وسلم حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم 173
30 الباب الرابع والعشرون: في اختصاصه بإدخال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياه معه في ثوبه يوم مات 175
31 الباب الخامس والعشرون: في إعطائه الراية يوم خيبر 177
32 الباب السادس والعشرون: في اختصاصه بحمل لواء الحمد يوم القيامة وفي لبسه ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف، وفي وقوفه بين سيدنا إبراهيم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم في ظل العرش، وأنه يكسى إذا كسي النبي صلى الله عليه وآله وسلم 181
33 الباب السابع والعشرون: في سد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه 185
34 الباب الثامن والعشرون: في تنويه الملائكة باسمه يوم بدر 189
35 الباب التاسع والعشرون: في اختصاصه بالقتال على تأويل القرآن، وفي اختصاصه بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه 191
36 الباب الثلاثون: في أنه حجة الله على أمته، وأنه باب مدينة العلم، وأنه أكثر الأمة علما 193
37 الباب الحادي والثلاثون: في إحالة جميع الصحابة عما يسألون عنه من العلوم عليه 197
38 الباب الثاني والثلاثون: في أنه عليه السلام أقضى الأمة، وفي أنه دعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين ولاه اليمن، وفي أنه لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني سواه 203
39 الباب الثالث والثلاثون: فيما خص به من الاختصاص بما لم يخص به أحد من الصحابة ولا غيرهم سواه، ووقايته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه، ولبسه ثوبه، ونومه مكانه 209
40 الباب الرابع والثلاثون: في وقايته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه ولبسه ثوبه، ونومه مكانه 215
41 الباب الخامس والثلاثون: فيما نزل في شأنه عليه السلام من الآيات 219
42 الباب السادس والثلاثون: في بيان أفضليته عليه السلام 223
43 الباب السابع والثلاثون: في شهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم له بالجنة 227
44 الباب الثامن والثلاثون: في أنه ذائد المنافقين هن حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر ما فيه يوم القيامة، وذكر نبذ من فضائله ومنزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 233
45 الباب التاسع والثلاثون: في منزلته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبة الله ورسوله له، وشفقته عليه، ورعايته، ودعائه له وطروقته إياه ليلا يأمره بالصلاة، وكسوته الثوب الحرير 239
46 الباب الأربعون: في الحث على محبته، والزجر عن بغضه 247
47 الباب الحادي والأربعون: في شوق أهل السماء والأنبياء الذين هم في السماء إليه، وفي ذكر مباهاة الله سبحانه وحملة عرشه به، وفي ما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أنه مغفور له، وفي علمه وفقهه صلوات الله وسلامه عليه 257
48 الباب الثاني والأربعون: في كراماته، وشجاعته، وشدته في دين الله، ورسوخ قدمه في الايمان، وتعبده، وأذكاره وأدعيته عليه السلام 263
49 الباب الثالث والأربعون: في كرمه عليه السلام وما كان فيه من ضيق العيش 271
50 الباب الرابع والأربعون: فيما كان فيه عليه السلام من ضيق العيش وخشونته وورعه وحيائه وتواضعه 279
51 الباب الرابع والأربعون: في شفقته على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما جمع الله فيه من الصفات الجميلة في الجاهلية والاسلام، وإسلام قبيلة همدان على يده، وتخفيف الله عن الأمة بسببه 287
52 الباب الخامس والأربعون: في خلافته عليه السلام، وذكر ما جاء في صحتها، والتنبيه على ما ورد في ذلك من الأحاديث والاخبار والآثار 289
53 الباب السادس والأربعون: في بيعته عليه السلام ومن تخلف عنها 293
54 الباب السابع والأربعون: في ذكر حاجبه عليه السلام، ونقش خاتمه، وابتداء شخوصه من المدينة، وما رواه أبو بكر وعمر في حفه، وما قالا وصرحا به من فضله وخصائصه 295
55 الباب الثامن والأربعون: في ذكر شئ من خطبه، وذكر شئ من كلامه عليه السلام 299
56 الباب التاسع والأربعون: في ذكر شئ من مواعظه عليه السلام 301
57 الباب التاسع والأربعون: في خطبه عليه السلام ومواعظه الجامعة 305
58 الباب الخمسون: في كتبه عليه السلام إلى معاوية وإلى عماله وغيرهم، وفي أجوبة معاوية له، وفيما أوصى عليه السلام به من وصاياه النافعة والكلمات الجامعة 357