معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ٢٥
المواهب الشريفة، وشرفهم به من المناقب المنيفة، فإن الله تعالى جعل محبتهم مثمرة السعادات في الأولى والعقبى، وأنزل في شأنهم * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * (1)، وقد قال الإمام الشافعي (رحمه الله) في هذا المعنى مشيرا إلى وصفهم، ومنبها على ما خصهم الله تعالى به من رعاية فضلهم (2):
يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له (3).
وقال غيره:
هم القوم من أصفاهم الود مخلصا * تمسك في أخراه بالسبب الأقوى هم القوم فاقوا العالمين مناقبا * محاسنها تجلى وآياتها تروى (4) موالاتهم فرض وحبهم هدى * وطاعتهم قرب (5) وودهم تقوى (6)

(١) الشورى ٤٢: ٢٣.
(٢) في الأصل: فضله، وما أثبتناه من نسخة (س).
(٣) ديوان الشافعي: ١١٥، الصواعق المحرقة: ٢٦٦، الاتحاف للشبراوي: ٨٣.
(٤) في نسخة (س): محاسنهم تجلى وآياتهم تروى.
(٥) في نسخة (س): قربى.
(٦) هذه أبيات من قصيدة لعلي بن عيسى الأربلي صاحب كتاب كشف الغمة، قال: قد كنت عملت أبياتا من سنين أمدحه - أي الإمام المهدي - وأتشوقه (عليه السلام) وهي:
عداني عن التشبيب بالرشاء الأحوى * وعن بانتي سلع وعن علمي حزوى عزامي بناء عن عزامي وفكرتي * تمثله للقلب في السر والنجوى من النفر الغر الذين تملكوا * من الشرف العادي غايته القصوى هم القوم من أصفاهم الود مخلصا * تمسك في أخراه بالسبب الأقوى هم القوم فاقوا العالمين مآثرا * محاسنها تجلى وآياتها تروى بهم عرف الناس الهدى فهداهم * يضل الذي يقلى ويهدي الذي يهوى موالاتهم فرض وحبهم هدى * وطاعتهم قربى وودهم تقوى أمولاي أشواقي إليك شديدة * إذا انصرفت بلوى أسى أردفت بلوى أكلف نفسي الصبر عنك جهالة * وهيهات ربع الصبر مذ غبت قد أقوى وبعدك قد أغرى بنا كل شامت * إلى الله يا مولاي من بعدك الشكوى انظر: كشف الغمة ٢: ٥٤٩، الفصول المهمة: 29.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 21 22 23 24 25 26 27 28 29 31 ... » »»