اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ٣٥
كل امرئ يوما يلاقى شرا * أضربكم ولا أخاف ضرا فنادوا إليه إنه لا يكذب ولا يغر فلم يلتفت إلى ذلك وتكاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح فطعنه رجل من خلفه فخر إلى الأرض فأخذ أسيرا فلما أدخل على عبيد الله لم يسلم عليه فقال له الحرس. سلم على الأمير فقال له: أسكت ويحك والله ما هو لي بأمير فقال ابن زياد، لا عليك، سلمت أم لم تسلم فإنك مقتول فقال له مسلم: إن قتلتني فلقد قتل من هو شر منك من هو خير منى وبعد فإنك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولوم الغلبة لا أحد أولى بها منك، فقال ابن زياد: يا عاق يا شاق خرجت على إمامك وشققت عصا المسلمين وألحقت الفتنة، فقال مسلم: كذبت يا بن زياد! إنما شق عصا المسلمين معاوية وابنه يزيد وأما الفتنة فإنما ألحقها أنت وأبوك زياد بن عبيد عبد بنى علاج من ثقيف وأنا أرجو أن يرزقني الله الشهادة على يدي شر بريته فقال ابن زياد: منتك نفسك أمرا حال الله دونه وجعله لأهله، فقال له مسلم: ومن يا ابن مرجانة؟ فقال أهله يزيد بن معاوية. فقال مسلم: الحمد لله رضينا بالله حكما بيننا وبينكم. فقال له ابن زياد: أتظن ان لك في
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست