الشفا بتعريف حقوق المصطفى - القاضي عياض - ج ٢ - الصفحة ١٨٨
مغازيه لئلا يأخذ العدو حذره وكما روى من ممازحته ودعابته لبسط أمته وتطبيب قلوب المؤمنين من صحابته وتأكيدا في تحببهم ومسرة نفوسهم كقوله لأحملنك على ابن الناقة وقوله للمرأة التي سألته عن زوجها: (أهو الذي بعينه بياض؟) وهذا كله صدق لأن كل جمل ابن ناقة وكل إنسان بعينه بياض؟) وقد قال صلى الله عليه وسلم (إني لأمزح ولا أقول إلا حقا، هذا كله فيما بابه الخبر * فأما ما بابه غير الخبر مما صورته صورة الأمر والنهى في الأمور الدنيوية فلا يصح منه أيضا ولا يجوز عليه أن يأمرا أحدا بشئ أو ينهى أحدا عن شئ وهو يبطن خلافه وقد قال صلى الله عليه وسلم (ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين) فكيف أن تكون له خائنة قلب؟ فإن قلت فما معنى قوله تعالى في قصة زيد (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك) الآية؟ فاعلم أكرمك الله ولا تسترب في تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الظاهر وأن يأمر زيدا بإمساكها وهو يحب تطليقه إياها كما ذكر عن جماعة من المفسرين وأصح ما في هذا ما حكاه أهل التفسير عن علي بن حسين أن الله تعالى كان أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه فلما
____________________
(قوله ودعابته) بضم الدال المهملة أي مزاحه (قوله لأحملنك على ابن الناقة) هو بكسر الكاف خطاب لحاضنته أم أيمن لما روى سعد بإسناده أن أم أيمن جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت احملني قال (أحملك على ولد الناقة) فقالت إليه إنه لا يطيقني. فقال (لا أحملك إلا على ولد الناقة والإبل كلها ولد النوق) (قوله خائنة الأعين) قال ابن الصلاح في مشكله قيل هي الإيماء بالعين وقيل مفارقة النظر (قوله في قصة زيد) هو ابن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه في غزوة مؤنة (قوله أن زينب) هي بنت جحش وفى أزواجه عليه السلام زينب أخرى بنت
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 القسم الثاني فيما يجب على الأنام 2
2 الباب الأول فرض الإيمان به 5
3 فصل وأما وجوب طاعته 6
4 فصل وأما وجوب اتباعه 8
5 فصل وأما ما ورد عن السلف في اتباعه 13
6 فصل ومخالفة أمره 16
7 الباب الثاني في لزوم محبته 18
8 فصل في ثواب محبته 19
9 فصل فيما روى عن السلف من محبته 21
10 فصل في علامات محبته 24
11 فصل في معنى المحبة 29
12 فصل في وجوب مناصفته 31
13 الباب الثالث في تعظيم أمره 34
14 فصل في عادة الصحابة في تعظيمه 37
15 فصل واعلم أن حرمة النبي الخ 40
16 فصل في سيرة السلف 43
17 فصل ومن توقيره وبره بر آله 47
18 فصل ومن توقيره وبره توقير أصحابه 52
19 فصل ومن إعظامه الخ 56
20 الباب الرابع في حكم الصلاة عليه 60
21 فصل اعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض 61
22 فصل في المواطن التي تستحب فيها 64
23 فصل في كيفية الصلاة 69
24 فصل في فضيلة الصلاة عليه 74
25 فصل في ذم من لم يصل عليه 77
26 فصل في تخصيصه بتبليغ صلاة المصلين 78
27 فصل في الاختلاف في الصلاة على غيره 80
28 فصل في حكم زيارة قبره 83
29 فصل فيما يلزم من دخل مسجد النبي 89
30 القسم الثالث فيما يجب للنبي 95
31 الباب الأول فيما يختص بالأمور الدينية 97
32 فصل في حكم عقد قلب النبي 97
33 فصل وأما عصمتهم من هذا الفن 109
34 فصل قال القاضي قد بان الخ 115
35 فصل الأمة مجتمعة على العصمة 117
36 فصل وأما أقواله عليه السلام 123
37 فصل وقد توجهت ههنا سؤالات 124
38 فصل هذا القول الخ 135
39 فصل في سهوه 137
40 فصل وأما ما يتعلق بالجوارح 143
41 فصل وقد اختلف في عصمتهم قبل النبوة 147
42 فصل هذا حكم ما تكون المخالفة الخ 149
43 فصل في أحاديث السهو 151
44 فصل في الرد على من أجاز عليهم الصغائر 155
45 فصل فإن قلت الخ 169
46 فصل قد استبان لك الخ 172
47 فصل في القول في عصمة الملائكة 174
48 الباب الثاني فيما يخصهم 178
49 فصل في سحره 180
50 فصل هذا حاله في جسمه 183
51 فصل وأما ما يعتقده 185
52 فصل وأما أقواله الدنيوية 187
53 فصل فإن قلت قد تقررت 191
54 فصل في حكمة إجراء الأمراض 195
55 فصل وأما أفعاله الدنيوية 199
56 فصل فإن قلت فما الحكمة 204
57 القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه 210
58 الباب الأول في سبه 213
59 فصل الحجة في إيجاب قتل من سبه 219
60 فصل فإن قلت فلم لم يقتل الخ 223
61 فصل قال القاضي تقدم الكلام 229
62 فصل الوجه الثالث أن يقصد تكذيبه 231
63 فصل الوجه الرابع أن يأتي الخ 232
64 فصل الوجه الخامس أن لا يقصد 235
65 فصل الوجه السادس أن يقول 244
66 فصل الوجه السابع أن يذكر الخ 247
67 فصل ومما يجب على المتكلم 252
68 الباب الثاني في حكم سابه 254
69 فصل إذا قلنا بالاستتابة 258
70 فصل هذا حكم من ثبت عليه 261
71 فصل هذا حكم المسلم 262
72 فصل في ميراث من قتل بسب النبي 267
73 الباب الثالث في ساب الله 270
74 فصل وأما من أضاف إلى الله 272
75 فصل في تحقيق القول في إكفار المتأولين 276
76 فصل في بيان ما هو من المقالات كفر 282
77 فصل هذا حكم المسلم الساب لله 295
78 فصل هذا حكم من صرح بسبه 296
79 فصل وأما من تكلم من سقط القول 299
80 فصل وحكم من سب سائر أنبياء الله 302
81 فصل واعلم أن من استخف بالقرآن 304
82 فصل ومن سب آل بيته الخ 307