الشفا بتعريف حقوق المصطفى - القاضي عياض - ج ٢ - الصفحة ١٦٠
وبيانا بأن يقال لولا ما كنتم مؤمنين بالقرآن وكنتم ممن أحلت لهم الغنائم لعوقبتم كما عوقب من تعدى، وقيل: لولا أنه سبق في اللوح المحفوظ أنها حلال لكم لعوقبتم، فهذا كله ينفى الذنب والمعصية لأن من فعل ما أحل له لم يعص، قال الله تعالى: (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا) وقيل: بل كان صلى الله عليه وسلم قد خير في ذلك، وقد روى عن علي رضي الله عنه قال جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال خير أصحابك في الأسارى إن شاؤوا القتل وإن شاؤوا الفداء على أن يقتل منهم في العام المقبل مثلهم، فقالوا الفداء ويقتل منا، وهذا دليل على صحة ما قلنا وأنهم لم يفعلوا إلا ما أذن لهم فيه لكن بعضهم مال إلى أضعف الوجهين مما كان الأصلح غيره من الإثخان والقتل فعوتبوا على ذلك وبين لهم ضعف اختيارهم وتصويب اختيار غيرهم وكلهم غير عصاة ولا مذنبين وإلى نحو هذا أشار الطبري، وقوله صلى الله عليه وسلم في هذه القضية (لو نزل من السماء عذاب ما نجا منه إلا عمر) إشارة إلى هذا من تصويب رأيه ورأى من أخذ بمأخذه في إعزاز الدين وإظهار كلمته وإبادة عدوه وأن هذه القضية لو استوجبت عذابا نجا منه عمر وعين عمر لأنه أول من أشار بقتلهم ولكن الله لم يقدر عليهم في ذلك عذابا لحله لهم فيما سبق، وقال الداودي والخبر بهذا لا يثبت، ولو ثبت لما جاز أن يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم حكم بما لا نص فيه ولا دليل من نص ولا جعل الأمر فيه إليه وقد نزهه الله تعالى عن ذلك، وقال القاضي بكر بن العلاء أخبر الله تعالى نبه في هذه الآية أن تأويله وافق ما كتبه له من إحلال
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 القسم الثاني فيما يجب على الأنام 2
2 الباب الأول فرض الإيمان به 5
3 فصل وأما وجوب طاعته 6
4 فصل وأما وجوب اتباعه 8
5 فصل وأما ما ورد عن السلف في اتباعه 13
6 فصل ومخالفة أمره 16
7 الباب الثاني في لزوم محبته 18
8 فصل في ثواب محبته 19
9 فصل فيما روى عن السلف من محبته 21
10 فصل في علامات محبته 24
11 فصل في معنى المحبة 29
12 فصل في وجوب مناصفته 31
13 الباب الثالث في تعظيم أمره 34
14 فصل في عادة الصحابة في تعظيمه 37
15 فصل واعلم أن حرمة النبي الخ 40
16 فصل في سيرة السلف 43
17 فصل ومن توقيره وبره بر آله 47
18 فصل ومن توقيره وبره توقير أصحابه 52
19 فصل ومن إعظامه الخ 56
20 الباب الرابع في حكم الصلاة عليه 60
21 فصل اعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض 61
22 فصل في المواطن التي تستحب فيها 64
23 فصل في كيفية الصلاة 69
24 فصل في فضيلة الصلاة عليه 74
25 فصل في ذم من لم يصل عليه 77
26 فصل في تخصيصه بتبليغ صلاة المصلين 78
27 فصل في الاختلاف في الصلاة على غيره 80
28 فصل في حكم زيارة قبره 83
29 فصل فيما يلزم من دخل مسجد النبي 89
30 القسم الثالث فيما يجب للنبي 95
31 الباب الأول فيما يختص بالأمور الدينية 97
32 فصل في حكم عقد قلب النبي 97
33 فصل وأما عصمتهم من هذا الفن 109
34 فصل قال القاضي قد بان الخ 115
35 فصل الأمة مجتمعة على العصمة 117
36 فصل وأما أقواله عليه السلام 123
37 فصل وقد توجهت ههنا سؤالات 124
38 فصل هذا القول الخ 135
39 فصل في سهوه 137
40 فصل وأما ما يتعلق بالجوارح 143
41 فصل وقد اختلف في عصمتهم قبل النبوة 147
42 فصل هذا حكم ما تكون المخالفة الخ 149
43 فصل في أحاديث السهو 151
44 فصل في الرد على من أجاز عليهم الصغائر 155
45 فصل فإن قلت الخ 169
46 فصل قد استبان لك الخ 172
47 فصل في القول في عصمة الملائكة 174
48 الباب الثاني فيما يخصهم 178
49 فصل في سحره 180
50 فصل هذا حاله في جسمه 183
51 فصل وأما ما يعتقده 185
52 فصل وأما أقواله الدنيوية 187
53 فصل فإن قلت قد تقررت 191
54 فصل في حكمة إجراء الأمراض 195
55 فصل وأما أفعاله الدنيوية 199
56 فصل فإن قلت فما الحكمة 204
57 القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه 210
58 الباب الأول في سبه 213
59 فصل الحجة في إيجاب قتل من سبه 219
60 فصل فإن قلت فلم لم يقتل الخ 223
61 فصل قال القاضي تقدم الكلام 229
62 فصل الوجه الثالث أن يقصد تكذيبه 231
63 فصل الوجه الرابع أن يأتي الخ 232
64 فصل الوجه الخامس أن لا يقصد 235
65 فصل الوجه السادس أن يقول 244
66 فصل الوجه السابع أن يذكر الخ 247
67 فصل ومما يجب على المتكلم 252
68 الباب الثاني في حكم سابه 254
69 فصل إذا قلنا بالاستتابة 258
70 فصل هذا حكم من ثبت عليه 261
71 فصل هذا حكم المسلم 262
72 فصل في ميراث من قتل بسب النبي 267
73 الباب الثالث في ساب الله 270
74 فصل وأما من أضاف إلى الله 272
75 فصل في تحقيق القول في إكفار المتأولين 276
76 فصل في بيان ما هو من المقالات كفر 282
77 فصل هذا حكم المسلم الساب لله 295
78 فصل هذا حكم من صرح بسبه 296
79 فصل وأما من تكلم من سقط القول 299
80 فصل وحكم من سب سائر أنبياء الله 302
81 فصل واعلم أن من استخف بالقرآن 304
82 فصل ومن سب آل بيته الخ 307