الشفا بتعريف حقوق المصطفى - القاضي عياض - ج ١ - الصفحة ١١٢
وكان إذا لقيه جبريل عليه السلام أجود بالخير من الريح المرسلة، وعن أنس أن رجلا سأله فأعطاه غنما بين جبلين فرجع إلى قومه وقال أسلموا فإن محمدا يعطى عطاء من لا يخشى فاقة، وأعطى غير واحد مائة من الإبل، وأعطى صفوان مائة ثم مائة ثم مائة، وهذه كانت خلقه صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وقد قال له ورقة بن نوفل: إنك تحمل الكل وتكسب المعدوم. ورد على هوازن سباياها
____________________
الكاف وكسر المثلثة بعدها مثناة تحتية (قوله أن رجلا سأله) هو صفوان بن أمية (قوله وقد قال له ورقة بن نوفل) بن أسد بن عبد العزى قال الحافظ زين الدين العراقي: ينبغي أن يقال أول من أسلم من الرجال ورقة، لما في الصحيحين من حديث عائشة في قصة بدء الوحي، فإن فيه (أن الوحي تتابع في حياة ورقة وإنه آمن به) وقد ذكر ابن منده: ورقة في الصحابة واختلف في إسلامه انتهى، ونقل الذهبي كلام ابن منده ثم قال: والأظهر أنه مات قبل الرسالة وبعد نبوة (قوله نحمل الكل) الذي في الصحيحين أن خديجة هي التي قالت ذلك، والكل بفتح الكاف وتشديد اللام: الشئ الثقيل، والمراد هنا نحو اليتيم والضعيف ومن لا قدرة له (قوله وتكسب المعدوم) بفتح أوله قال ابن قرقور: هي أكثر الروايات وأصحها ومعناه تكسبه لنفسه وقيل تكسبه غيرك وتعطيه إياه يقال كسبت مالا وكسبته غيري، لازم ومتعد، وروى بضم أوله ومعناه تكسب غيرك المال المعدوم أي تعطيه فحذف أحد المفعولين، وقيل تعطى الناس مالا يجدونه عند غيرك من مكارم الأخلاق وقيل المعدوم الرجل العاجز سماه معدوما لكونه كالميت، وفى النهاية يقال كسبت مالا وكسبت زيدا وأكسبت زيدا مالا أي أعنته على كسبه أو جعلته يكسبه، فإن كان من الأول فتريد خديجة: إنك تصل إلى كل معدوم وتناله فلا يتعذر لبعده عليك وإن جعلته متعديا إلى اثنين فتريد أنك تعطى الناس الشئ المعدوم عندهم وتوصله إليهم وهذا أولى القولين لأنه أشبه بما قبله في باب التفضل والإنعام إذ لا إنعام في أن يكسب هو لنفسه ما كان معدوما عنده وإنما الإنعام أن يوليه غيره وباب الحظ والسعادة في الاكتساب غير باب التفضل والإنعام اه‍. (قوله ورد على هوازن سباياها) وكانت ستة آلاف من الآدميين، وأما الإبل فكانت نحو أربعة وعشرين ألفا، والغنم كانت فوق أربعين ألفا، والورق فأربعة آلاف أوقية من الفضة
(١١٢)
مفاتيح البحث: البعث، الإنبعاث (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 القسم الأول في تعظيم الله تعالى له 11
2 الباب الأول في ثناء الله تعالى عليه 13
3 الفصل الأول فيما جاء من ذلك 14
4 الفصل الثاني في وصفه تعالى 23
5 الفصل الثالث فيما ورد من خطابه 28
6 الفصل الرابع في قسمه تعالى بقدره 31
7 الفصل الخامس في قسمه تعالى جده له 35
8 الفصل السادس فيما ورد من قوله 41
9 الفصل السابع فيما أخبر الله 43
10 الفصل الثامن في إعلام الله 46
11 الفصل التاسع فيما تضمنته سورة الفتح 48
12 الفصل العاشر فيما أظهره الله في كتابه 51
13 الباب الثاني في تكميل محاسنه 54
14 فصل قال القاضي 55
15 فصل إن قلت 57
16 فصل وأما نظافة جسمه الخ 61
17 فصل وأما وفور عقله 66
18 فصل وأما فصاحة لسانه 70
19 فصل وأما شرف نسبه 81
20 فصل وأما ما تدعو ضرورة الحياة إليه 83
21 فصل والضرب الثاني 87
22 فصل وأما الضرب الثالث 92
23 فصل وأما الخصال المكتسبة 96
24 فصل وأما أصل فروعها 102
25 فصل وأما الحلم 103
26 فصل وأما الجود الخ 111
27 فصل وأما الشجاعة 114
28 فصل وأما الحياء 118
29 فصل وأما حسن عشرته 119
30 فصل وأما الشفقة 122
31 فصل وأما خلقه 126
32 فصل وأما تواضعه 129
33 فصل وأما عدله 133
34 فصل وأما وقاره 137
35 فصل وأما زهده 139
36 فصل وأما خوفه ربه 143
37 فصل اعلم وفقنا الله الخ 147
38 فصل قد آتيناك الخ 152
39 فصل في تفسير غريب هذا الحديث 161
40 الباب الثالث في الإخبار بعظيم قدره الفصل الأول 165
41 فصل في تفضيله 176
42 فصل ثم اختلف السلف في إسرائيل 187
43 فصل في إبطال حجج من قال إنها نوم 191
44 فصل وأما رؤيته لربه 195
45 فصل وأما ما ورد من مناجاته 202
46 فصل وأما ما ورد في حديث الإسراء 203
47 فصل في ذكر تفضيله في القيامة 206
48 فصل في تفضيله بالمحبة 210
49 فصل في تفضيله بالشفاعة 216
50 فصل في تفضيله في الجنة بالوسيلة 224
51 فصل في الأحاديث الواردة في النهى عن تفضيله 225
52 فصل في أسمائه 228
53 فصل في تشريف الله له 235
54 فصل قال القاضي الخ 241
55 الباب الرابع فيما أظهره الله على يديه من المعجزات 246
56 فصل اعلم أن الله عز وجل الخ 249
57 فصل في معنى المعجزات 252
58 فصل في إعجاز القرآن 258
59 فصل الوجه الثاني من إعجازه 264
60 فصل الوجه الثالث من الإعجاز 268
61 فصل الوجه الرابع ما أنبأ به الخ 269
62 فصل هذه الوجوه الأربعة بينة 272
63 فصل ومنها الروعة 273
64 فصل ومن وجوه إعجازه 275
65 فصل وقد عد جماعة الخ 277
66 فصل في انشقاق القمر 280
67 فصل في نبع الماء من بين أصابعه 285
68 فصل ومما يشبه هذا 287
69 فصل ومن معجزاته تكثير الطعام 291
70 فصل في كلام الشجر 298
71 فصل في قصة حنين الجذع 303
72 فصل ومثل هذا الخ 306
73 فصل في الآيات في ضروب الحيوانات 309
74 فصل في إحياء الموتى 316
75 فصل في إبراء المرضى 321
76 فصل في إجابة دعائه 325
77 فصل في كراماته 330
78 فصل ومن ذلك الخ 345
79 فصل في عصمة الله تعالى له 346
80 فصل ومن معجزاته الباهرة 354
81 فصل ومن خصائصه 360
82 فصل ومن دلائل نبوته 363
83 فصل ومن ذلك ما ظهر الخ 366
84 فصل قال القاضي قد أتينا 369