فضائل أمير المؤمنين (ع) - ابن عقدة الكوفي - الصفحة ١١٠
وجعل يغرف فيها ويبعث به مع عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عقبة إلى بيوت الأرامل والضعفاء والمساكين من المسلمين والمسلمات، والمعاهدين والمعاهدات، حتى لم يبق يومئذ بالمدينة دار ولا منزل إلا أدخل إليه من طعام النبي (صلى الله عليه وآله). ثم نادى: " هل فيكم رجل يعرف المنافقين؟ " فأمسك الناس، فنادى الثانية فلم يجبه أحد، فنادى: " أين حذيفة بن اليمان؟ ".
قال حذيفة: وكنت في هم من العلة، وكانت الهراوة بيدي، وكنت أميل ضعفا، فلما نادى باسمي لم أجد بدا أن ناديت: لبيك يا رسول الله. وجعلت أدب فلما وقفت بين يديه، قال: يا حذيفة، هل تعرف المنافقين؟ قال حذيفة: ما المسؤول أعلم بهم من السائل. قال: " يا حذيفة، ادن مني ". فدنا حذيفة من النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " استقبل القبلة بوجهك ". قال حذيفة: فاستقبلت القبلة بوجهي، فوضع النبي (صلى الله عليه وآله) يمينه بين منكبي، فلم يستتم وضع يمينه بين كتفي حتى وجدت برد أنامل النبي في صدري، وعرفت المنافقين بأسمائهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم، وذهبت العلة من جسدي، ورميت بالهراوة من يدي، وأقبل علي النبي فقال: " انطلق حتى تأتيني بالمنافقين رجلا رجلا ". قال حذيفة: فلم أزل أخرجهم من أوطانهم، فجمعتهم في منزل النبي (صلى الله عليه وآله) وحول منزله، حتى جمعت مائة رجل واثنين وسبعين رجلا، ليس فيهم رجل يؤمن بالله ويقر بنبوة رسوله.
قال: فأقبل النبي على علي (عليه السلام) وقال: " احمل هذه الصحفة إلى القوم ". قال علي: فأتيت لأحمل الصحفة، فلم أقدر عليها، فاستعنت بأخي جعفر وبأخي عقيل، فلم أقدر عليها، فلم نزل نتكامل حول الجفنة إلى أن صرنا أربعين رجلا فلم نقدر عليها، والنبي (صلى الله عليه وآله) قائم على باب الحجرة ينظر إلينا ويتبسم، فلما أن علم أن لا طاقة لنا بها، قال: تباعدوا عنها، فتباعدنا فطرح ذيل بردته على عاتقه،
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 المقدمة 9
3 الفصل الأول: في أبناء أبي طالب 11
4 الفصل الثاني: في ألقاب علي بن أبي طالب (عليه السلام) 13
5 1 - أمير المؤمنين 13
6 2 - وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أمير المؤمنين، قائد الغر المحجلين، إمام المتقين 14
7 3 - سيد المسلمين، إمام المتقين، قائد الغر المحجلين، يعسوب المؤمنين 17
8 4 - الصديق الأكبر 17
9 5 - أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله)، أول من يصافحه يوم القيامة، الصديق الأكبر، الفاروق يفرق بين الحق والباطل، يعسوب المؤمنين 19
10 6 - أمير المؤمنين، سيد العرب 20
11 الفصل الثالث: في أنه (عليه السلام) أول من أسلم 21
12 الفصل الرابع: في حب النبي (صلى الله عليه وآله) إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه وأذاه 27
13 1 - في أنه (عليه السلام) أحب الرجال إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) 27
14 2 - في تحريض النبي (صلى الله عليه وآله) على محبته ونهيه عن بغضه 28
15 3 - في سبه 33
16 4 - في حساده 34
17 الفصل الخامس: في إيمانه (عليه السلام) 37
18 الفصل السادس: في عدله (عليه السلام) وأمانته 39
19 الفصل السابع: في علمه (عليه السلام) 43
20 1 - قوله (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة الحكمة وعلي بابها 43
21 2 - في أنه (عليه السلام) أعلم الصحابة 44
22 3 - في أنه (عليه السلام) أقضى الصحابة 49
23 الفصل الثامن: في أنه (عليه السلام) أقرب الناس من رسول الله (صلى الله عليه وآله) والخليفة بعده 51
24 1 - قوله (صلى الله عليه وآله): علي أخي، وزيري، وصيي 51
25 2 - قوله (صلى الله عليه وآله): علي خير البشر 53
26 3 - قوله (صلى الله عليه وآله): علي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي 54
27 4 - قوله (صلى الله عليه وآله): علي مني وأنا منه وهو وليكم بعدي 55
28 5 - حديث المنزلة 56
29 6 - ما أخبر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) بما يجري عليه وما جرى عليه 59
30 الفصل التاسع: اختصاصه (عليه السلام) بنجوى النبي (صلى الله عليه وآله) 71
31 الفصل العاشر: حديث الطير 73
32 الفصل الحادي عشر: حديث رد الشمس 75
33 الفصل الثاني عشر: في أن حقه (عليه السلام) على المسلمين كحق الوالد على ولده 77
34 الفصل الثالث عشر: جهاده (عليه السلام) زمن الدعوة 79
35 1 - وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) في جهاده 79
36 2 - يوم الخندق 79
37 3 - فتح خيبر 80
38 الفصل الرابع عشر: جهاده (عليه السلام) بعد زمن الدعوة 83
39 1 - قتاله (عليه السلام) الناكثين والقاسطين والمارقين 83
40 2 - حرب الجمل 86
41 3 - حرب صفين 95
42 الفصل الخامس عشر: منزلته (عليه السلام) في الآخرة 99
43 الفصل السادس عشر: زواجه (عليه السلام) بفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) 105
44 الفصل السابع عشر: في أقواله (عليه السلام) 113
45 1 - وصاياه ومواعظه (عليه السلام) 113
46 2 - خطبه (عليه السلام) 121
47 3 - وصفه (عليه السلام) النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) 123
48 4 - إخباره (عليه السلام) بالمغيبات والفتن 124
49 الفصل الثامن عشر: في شهادته (عليه السلام) 131
50 الفصل التاسع عشر: في موضع قبره (عليه السلام) وزيارته 137
51 1 - تعيين موضع قبره (عليه السلام) 137
52 2 - زيارته (عليه السلام) 141
53 الفصل العشرون: في الإمامة 145
54 1 - ان الأرض لا تخلو من إمام 145
55 2 - وجوب معرفة الإمام ووجوب ولايته 146
56 3 - ان الأئمة (عليهم السلام) هم الهداة إلى الله تعالى 149
57 4 - فيمن أنكر إمامة أحد الأئمة (عليهم السلام) 150
58 5 - النص على الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) وأنهم من قريش 151
59 الفصل الحادي والعشرون: في أهل البيت (عليهم السلام) 171
60 1 - حبهم وبغضهم (عليهم السلام) 171
61 2 - منزلتهم (عليهم السلام) في الدنيا 174
62 3 - منزلتهم (عليهم السلام) في الآخرة 174
63 الفصل الثاني والعشرون: في الآيات النازلة في أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم السلام) 177