كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ١٢٧
رضي الله عنهما ورؤوس إخوته ورأس علي بن الحسين ورؤوس أهل بيته وشيعته رضي الله عنهم أجمعين. ودعا علي بن الحسين أيضا فحمله وحمل أخواته عماته وجميع نسائهم إلى يزيد بن معاوية. قال: فسار القوم بحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الكوفة إلى بلاد الشام على محامل بغير وطاء من بلد إلى بلد ومن منزل إلى منزل كما تساق أسارى الترك والديلم.
قال: وسبق زحر بن قيس الجعفي برأس الحسين إلى دمشق حتى دخل على يزيد فسلم عليه ودفع إليه كتاب عبيد الله بن زياد. قال: فأخذ يزيد كتاب عبيد الله بن زياد فوضعه بين يديه، ثم قال: هات ما عندك يا زحر! فقال زحر:
أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله عليك وبنصره إياك، فإنه ورد علينا الحسين بن علي في اثنين وثلاثين رجلا من شيعته وإخوته وأهل بيته (1)، فسرنا إليهم وسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم عبيد الله بن زياد (2)، فأبوا علينا فقاتلناهم من وقت شروق الشمس إلى أن أضحى النهار، فلما أخذت السيوف مأخذها من الرجال (3) جعلوا ينقصون (4) إلى غير وزر، ويلوذون منا بالآكام والحفر، كما يخاف الحمام من الصقور، فو الله يا أمير المؤمنين! ما (5) كان إلا جزر جزور أو نومة قائل (5) حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم بالعراء مجردة، وثيابهم بالدماء مرملة، وخدودهم بالتراب معفرة (6). قال: فأطرق يزيد ساعة ثم رفع رأسه فقال: يا هذا! لقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين بن علي، أما والله! لو صار إلي لعفوت عنه، ولكن قبح الله ابن مرجانة! قال: وكان عبد الله بن الحكم (7) أخو مروان بن الحكم قاعدا عند يزيد بن معاوية فجعل يقول شعرا (8). فقال يزيد: نعم، لعن الله ابن

(١) في الطبري ٥ / ٤٥٩ وابن الأثير ٢ / ٥٧٦ في ثمانية عشر من أهل بيته وستين من شيعته.
(٢) زيد في الطبري: أو القتال.
(٣) الطبري: من هام الرجال، ابن الأثير: من هام القوم.
(٤) الطبري: يهربون.
(٥) عن الطبري وابن الأثير، وبالأصل: كانوا عندنا إلا كقهوة الحامل.
(٦) زيد في الطبري وابن الأثير، تصهرهم الشمس، وتسفي عليهم الريح، زوارهم العقبان والرخم بقي سبسب.
(٧) في الطبري ٥ / ٤٦٠ وابن الأثير ٢ / ٥٨٠ " يحيى بن الحكم " وزيد في ابن الأثير والبداية والنهاية ٨ / ٢١٣ أن مروان بن الحكم أتاهم فقال: كيف صنعتم؟ ولما علم ما جرى: قام فانصرف عنهم.
(٨) في الطبري: فقال يحيى بن الحكم أخو مروان بن الحكم:
لهام بجنب الطف أدنى قرابة * من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل سمية أمسى نسلها عدد الحصى * وبنت رسول الله ليس لها نسل و في ابن الأثير: وليس لآل المصطفى اليوم في نسل.
وفي البداية والنهاية ٨ / 213 أن يحيى بن الحكم قال لهم: حجبتم عن محمد (ص) يوم القيامة، لن أجامعكم على أمر أبدا، ثم قام فانصرف. وزيد في الطبري بعدما قال يحيى شعره: قال: فضرب يزيد بن معاوية في صدر يحيى بن الحكم وقال: اسكت.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169