كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ٣٢
واعرض نقع في السماء كأنه * صبابة دجن ملبس بقتام ونادى ابن (هند) ذا الكلاع ويحصب وكندة في لخم وحي جذام تيممت همذان الذين هم هم * إذا ناب أمر جنتي وسهامي وناديت فيهم دعوة فأجابني (1) * فوارس من همذان غير لئام فوارس من همذان ليسوا بعزل * غداة الوغى من شاكر وشتام (2) لهمذان أخلاق ودين يزينها * وبأس إذا لاقوا وطيب كلام (3) فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمذان ادخلوا بسلامي جزى الله همذان الجنان فإنهم * سمام العدى في كل يوم حمام (4) قال: فلما كان من الغد زحفت الناس بعضهم إلى بعض، وأقبل علي رضي الله عنه على أصحابه فقال (5): أيها الناس! انظروا ولا تقاتلوا القوم حتى يبدأوكم بالقتال، فإنكم بحمد الله على (6) بصيرة ويقين، وإذا أنتم قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تكشفوا عورة، وإذا وصلتم إلى رجال القوم فلا تهتكوا سترا ولا تدخلوا دارا إلا بإذن، ولا (7) تأخذوا من أموالهم شيئا إلا ما أصبتموه في عسكرهم، ولا تكلموا الناس، وإياكم ونساء أمرائكم! فإنهن ضعيفات الأنفس والعقول، هذه وصيتي لكم قبل محاربة القوم، وهذا الآن. فقال الناس:
سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين!
قال: وأقبل مالك بن حرى (8) النهشلي إلى قومه من بني تميم، فقال: اعلموا أن الفرار فيه العار، وأنا قد ابتعت هذه الدار بدار القرار، وهذا وجهي إليها، فإن لم

(١) وقعة صفين ص ٢٧٤: دعوت فلباني من القوم عصبة.
(٢) كذا ولا محل لها، وفي وقعة صفين: " وشبام " وبنو شاكر وبنو شبام بطنان من همدان.
(٣) وقعة صفين: وحد خصام.
(٤) وقعة صفين: كل يوم زحام.
(٥) انظر وصيته في نهج البلاغة رقم ١٤.
(٦) النهج: على حجة، وترككم إياهم حتى يبدؤكم حجة أخرى لكم عليهم.
(٧) النهج: ولا تهيجوا النساء بأذى، وإن شتمن أعراضكم، وسببن أمراءكم فإنهن ضعيفات القوى والأنفس والعقول. وإن كنا لنؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات، وإن كان الرجل ليتناول المرأة بالجاهلية بالفهر أو الهراوة فيعير بها وعقبه من بعده.
(٨) عن الإصابة، وبالأصل: " حوى " وانظر مقالته في وقعة صفين ص ٢٦٥.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191