سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٤ - الصفحة ٢١٢
حديث ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذى قومه 308 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى ابن عروة عن أبيه عروة بن الزبير قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص ما أكثر ما رأيت قريشا أصابت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كانت تظهر من عداوته فقال لقد رأيتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما في الحجر فقالوا فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا وصبرنا منه على أمر عظيم أو كما قال فبينا هم في ذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل يمشي حتى استلم الركن ثم مر بهم طائفا بالبيت فغمزوه ببعض القول فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى فلما مر به الثانية غمزوه بمثلها فعرفتها في وجهه فمضى ثم مر الثالثة فغمزوه بمثلها فوقف ثم قال أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم من رجل الا ولكأنما على رأسه طائر واقع وحتى أن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك لتلقاه بأحسن ما يجد من القول حتى أنه ليقول انصرف يا أبا القاسم راشدا فوالله ما أنت بجهول فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا باداكم بما تكرهون تركتموه فبيناهم على ذلك طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثبوا اليه وثبة رجل فأحاطوا به يقولون أنت الذي تقول كذا وكذا لما يبلغهم من عيب آلهتهم ودينهم فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»