سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٤ - الصفحة ١٩٦
ولا نعبد غيره فقال هل معك شيء مما جاء به وقد دعا اساقفتة فأمرهم فنشروا المصاحف حوله فقال له جعفر نعم قال هلم فاتل علي ما جاء به فقرأعليه صدرا من كهيعص فبكى والله النجاشي حتى اخضل لحيته وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم ثم قال إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة التي جاء بها موسى انطلقوا راشدين لا والله لا أردهم عليكم ولا أنعمكم عينا فخرجا من عنده وكان أتقى الرجلين فينا عبد الله بن أبي ربيعة فقال له عمرو بن العاص والله لآتينه غدا بما استأصل به خضراءهم لأخبرنه أنهم يزعمون أن الهه الذي يعبد عيسى بن مريم عبد فقال له عبد الله بن أبي ربيعة وكان أتقى الرجلين لا تفعل فإنهم وإن كانوا خالفونا فإن لهم رحما ولهم حقا فقال والله لأفعلن فلما كان الغد دخل عليه فقال أيها الملك أنهم يقولون في عيسى قولا عظيما فأرسل إليهم فسلهم عنه فبعث إليهم ولم ينزل بنا مثلها فقال بعضنا لبعض ماذا تقولون له في عيسى إن هو سألكم عنه فقالوا نقول والله الذي قاله فيه والذي أمرنا نبينا أن نقوله فيه فدخلوا عليه وعنده بطارقته فقال ما تقولون في عيسى بن مريم فقال له جعفر نقول هو عبد الله ورسوله وكلمته وروحه ألقاها إلى مريم العذراء البتول فدلى النجاشي يده إلى الأرض فأخذ عويدا بين أصبعيه فقال ما عدا عيسى بن مريم مما قلت هذا العود فتناخرت بطارقته فقال وإن تناخرتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي والسيوم الآمنون ومن سبكم غرم
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»