الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات) - كميت بن زيد الأسدي - الصفحة ٢٩
يشيرون بالأيدي إلي وقولهم * ألا خاب هذا والمشيرون أخيب (1) فطائفة قد كفرتني بحبكم * وطائفة قالوا مسئ ومذنب (2) فما ساءني تكفير هاتيك منهم * ولا عيب هاتيك اللتي هي أعيب يعيبونني من خبهم وضلالهم * على حبكم بل يسخرون وأعجب (3) وقالوا ترابي هواه ورأيه * بذلك أدعى فيهم وألقب (4) على ذاك إجرياي فيكم ضريبتي * ولو جمعوا طرا علي وأجلبوا (5) وأحمل أحقاد الأقارب فيكم * وينصب لي في الأبعدين فأنصب (6)

1 يشيرون أي أعداؤه الذين يعيبون عليه محبته لبني هاشم.
2 فطائفة أي من الخوارج الذين يخطئون عليا عليه السلام. من مذهبها تكفير من يميل لآل البيت. وطائفة تفسقه وتجعله عاصيا مذنبا.
3 الخب الخبث والخداع.
4 ترابي يريد النسبة إلى أبي تراب وهو علي عليه السلام. وفي الحديث قال:
عمار بن ياسر خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة ذات العشيرة فلما قفلنا نزلنا منزلا فخرجت أنا وعلي بن أبي طالب ننظر إلى قوم يعتملون فنعسنا فنمنا فسفت علينا الريح التراب فما نبهنا إلا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لعلي: يا أبا تراب لما عليه من التراب.
5 الإجريا: العادة والوجه الذي تأخذ فيه وتجري عليه. يقال فلان: من إجرياه الكرم أي من طبيعته. والضريبة الطبيعة ويروى وهي ضريبتي. وأجلبوا:
أي تجمعوا علي وتألبوا. ويروى: وأحلبوا بمعنى. يقال أحلب القوم وحلبوا اجتمعوا عليك وتألبوا وجاءوا من كل صوب وأحلب القوم أصحابهم أعانهم.
6 نصب فلان لفلان نصبا إذا قصد له وعاداه. وناصبه الشر والعداوة والحرب مناسبة أظهر له. يقول: أحتمل الأقارب علي من أجلكم وأناصب العداوة لمن يظهر لي العداوة من الأبعدين.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست