في رحاب الشيعة - الشيخ باقر شريف القرشي - الصفحة ١٦٥
يخطر على بال واحد منهم مع تقدمهم وسمو أفكارهم وعظم آثارهم وكم من سر دفين ومنفعة جليلة مع موجودات حقيرة وضئيلة لم تزل مجهولة لا تخطر على بال، ولا تمر على خيال وكفى بالبنسلين وأشباهه شاهدا على ذلك، نعم لا تزال أسرار الطبيعة مجهولة إلى أن يأذن الله للباحثين بحل رموزها واستخراج كنوزها، والأمور مرهونة بأوقاتها ولكل كتاب أجل ولكل أجل كتاب، ولا يزال العلم في تجدد، فلا تبادر إلى الإنكار إذا بلغك أن بعض المرضى عجز الأطباء عن علاجهم، وحصل لهم الشفاء بقوة روحية، وأصابع خفية من استعمال التربة الحسينية أو من الدعاء، والاتجاه إلى القدرة الأزلية أو ببركة دعاء بعض الصالحين.
نعم ليس من الحزم البدار إلى الإنكار فضلا عن السخرية بل اللازم الرجوع في أمثال هذه القضايا والحوادث الغريبة إلى قاعدة الشيخ الرئيس المشهور: (كلما قرع سمعك من غرايب الأكوان فذره في بقعة الإمكان حتى يذودك عنه قائم البرهان) (1).

(1) الأرض والتربة الحسينية ص ج 24 25.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 » »»