أبو بكر بن أبي قحافة - علي الخليلي - الصفحة ٤١٦
وبرهن كلما سنحت له الفرصة على غصبهم مقام الخلافة والولاية، وأعظمها اعتراضا على الغاصبين والهاضمين لحقه هي خطبته الشقشقية التي فضح بها جميع أعمالهم بصراحة، فلم يجدوا مناصا من تكذيبه وهو الصديق الأعظم والفاروق الأكبر بشهادة رسول الله، وهو الطاهر المبرأ من أي دنس في آية التطهير. هنا وجم الخصوم ولم يستطيعوا سوى نفي هذه الخطبة وتكذيب أنها صدرت من مقام الوصاية ومن الإمام علي، ونسبوها لغيره، فلم يجد المؤرخون والرادون إلى اثبات أسانيدها الصحيحة غير الاعتراف امام الحق فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير. واليك نبذة من الخطبة العصماء الشقشقية:
" أما والله لقد تقمصها فلان (ابن أبي قحافة) وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير، فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي بين ان أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه.
فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى.
أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول (أبو بكر) لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده... الخ " وقد كان القوم يريدون التظاهر بأن عليا كان راضيا بعمل الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان ولكن هيهات وتراه في الكلمة الأولى التي ألقاها يعبر عن الذين اغتصبوا الخلافة منه بالمنافقين وبعدها بالظالمين ويصرح بهذا الغصب الفظيع وما قاساه من البدء إلى النهاية ويفضح فيما ابان سوء نياتهم ورداءة اعمالهم وتعدياتهم على حدود الله وحدود رسوله. ومن الغريب أن أناسا تمادوا في الظلم واتباع الظالمين وقد بان لهم الحق واطلعوا على الواقع، وان القوم منذ مات رسول الله - كما جاهر سيد الأوصياء علي (عليه السلام) - بعد غصبهم منصب الخلافة لم يألوا جهدا لتثبيت أقدامهم وتظاهرهم في أعمالهم وصبغتها بصبغة الدين، وهم في كل يوم وكل لحظة انما يتلقون اللعنات المتتالية فيما أتوه من ظلم وقتل ونهب واحراق وسبي وهتك
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 419 420 421 422 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 المقدمة: الشكوى 9
3 الدين والسياسة 17
4 ما هو العقل؟ 21
5 من هو العاقل؟ 21
6 ما هو الدين؟ 22
7 من هو الكافر؟ 23
8 من هو الفاسق؟ 23
9 ما هو الظلم؟ 23
10 الجزاء 24
11 السياسة 25
12 الحرية 29
13 النفاق واخفاء الحقيقة 32
14 المسلم 35
15 المؤمن 35
16 العدالة في الجسم الانساني 37
17 نتائج وآثار 43
18 المكر في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعده 46
19 الخلفاء بين الدين والسياسة 51
20 أبو بكر 52
21 سياسته الكبرى المحققة لآماله 57
22 القول في اسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منهما 71
23 أبو بكر من الناحية الدينية 149
24 سابقته في الجاهلية والاسلام 151
25 ايمانه ودينه 159
26 علمه 163
27 جواب معاوية على رسالة محمد بن أبي بكر 173
28 جهاد أبي بكر 177
29 رد اللائحة الأولى من الجاحظ 189
30 اللائحة الثانية 189
31 درجة ثقة رسول الله بأبي بكر 197
32 فضائله وما نزلت في أبي بكر من الآيات وما نعته به رسول الله 203
33 هل اتبع أبو بكر احكام الله وسنن وأوامر رسول الله في حياته وبعد مماته 205
34 سرية اسامة 217
35 تخلف أبي بكر عن امر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومثله عمر 221
36 أعمال أبي بكر الدالة على نواياه الحقيقية 225
37 الراوون في أبي بكر 235
38 معارضة عمر أول عصيان في وجه النبي 243
39 أول عصيان في الإسلام 249
40 أول فتنة يبدأ بها في الإسلام 255
41 السقيفة والشورى والقصيدة 259
42 السقيفة الفتنة الكبرى (أم الفتن) 265
43 الحكومات وأنواعها في العالم 271
44 كيف بدأت الحكومات؟ 272
45 أنواع الحكومات 273
46 أ - الحكومة الشيوعية 277
47 ب - الفاشية 277
48 جمهورية أفلاطون 279
49 أفلاطون 281
50 المقارنة بين جمهورية أفلاطون والاسلام 286
51 السقيفة - الفتنة الكبرى - حكومة الطبيعة 287
52 الانسان (أبدع حكومة عالمية في جسم الانسان) 288
53 أهمية أجهزة البدن 291
54 في علم التربية 297
55 لائحة 302
56 السقيفة - اللائحة الثانية 303
57 الجواب 304
58 1 - الاجماع على خلافة أبي بكر 304
59 2 - أبو بكر أكبر سنا 309
60 3 - واما كلمة عمر بأن النبوة والملك لا يجتمعان 312
61 في الصحابة ظالم ومظلوم وصالح وطالح 319
62 أبو بكر وعمر في نادي الخمرة 320
63 ينقضون العهد ويولون الدبر 322
64 اثبات الغدير ونقضهم له 324
65 كلمة حجة الاسلام الغزالي 328
66 احتجاج فاطمة (عليها السلام) 331
67 المقايسة بين عهد رسول الله وعهدهم 333
68 لو دام العهد النبوي 347
69 أبو بكر يهجو عليا وفاطمة 365
70 رد اللائحة الأولى 373
71 اللائحة الثانية 374
72 عبارة مستظرفة ومستدلة 379
73 فاطمة سيدة نساء العالمين 382
74 أسانيد آية التطهير 383
75 حديث الكساء 386
76 منعه الخمس عن آل البيت 386
77 تقسيم الخمس 387
78 أولاد علي من فاطمة (عليها السلام) أولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته 389
79 منع تدوين الحديث 393
80 ان رسول الله يمنع الكذب عليه 401
81 النصوص القرآنية والسنة بوجوب الحديث 405
82 صبر علي على غصب الغاصبين لمنصب الخلافة 409
83 أولو الأمر 419
84 شكوى مالك بن نويرة وقبيلته 427
85 شهادة أبي بكر على خالد 437
86 المسؤولية الجنائية 447
87 وهذه شكوى مالك بن نويرة في يوم الجزاء 455
88 شكوى المؤلفة قلوبهم من أبي بكر وعمر 461
89 سورة النازعات 467