وإذا كان السن هو المناط فإن ابا قحافة أكبر من ابنه سنا وهناك كثير في المسلمين وفي الصحابة من هو أكبر سنا من أبي بكر، سيأتي ذكرهم فيما يلي، هذا إذا قلت إن العلم والحنكة والسابقة والحسب والتقوى والشجاعة والتضحية والخلق السامي والبر والاحسان كلها لا تساوي السن.
فقد بعث النبي وعمر أبي بكر 38 سنة، وأسلم وعمره 45 سنة، في حين ان عليا منذ البعثة وهو صبي صلى مع رسول الله سبع سنين قبل أن يسلم أبو بكر ومدة اسلام أبي بكر هي ثماني عشرة سنة لم يذكر خلالها له كرامة غير السن كي يحتج بها، حتى أنه لم يذكر انه أبدى شجاعة أو أصاب أحدا في احدى الحروب، ولهذا ترى البعض يحتجون بهذه المنقصة فيجعلونها له فضيلة بأن عليا وتر أكثر القوم وأبو بكر لم يتر أحدا، ولهذا رضيه القوم. فانظر إلى هذا المنطق المفلوج وتكرر أن أبا بكر مرت عليه 45 سنة وهو مشرك يسرح فيما يتخبط فيه غيره من مشركي قريش، ورغم انه أسلم بعد هذا فقد كانت تكتنفه عادات الجاهلية الظاهرية والباطنية فنراه يحضر نوادي الخمرة والقمار، ورغم ان القرآن صرح بأن الخمرة إثم فكان أبو بكر وعمر يشربانها ويسكران حتى نزلت الآية الثانية من عدم الصلاة في حالة السكر حتى يعلموا ما يقولون، وكان أبو بكر وعمر يحضران ناديهم للشرب وهم جماعة مر ذكرهم، ويعودان منها وفي الآية الأخيرة التي حرم بها الخمر كانوا قد شربوها وسكروا حتى دخل عليهم الصحابي ونهاهم وقال: انها حرمت، فأجاب عمر انتهينا انتهينا، وكان أبو بكر هو الذي اغضب رسول الله حينما شربها ورثى قتلى قريش في معركة بدر حتى اغضب رسول الله، ويوم قال عمر: انتهينا انتهينا كانت بعد فتح مكة وفيها يظهر ان القوم استمروا على شربها ولم يتركها عمر، واستعمل النبيذ حتى زمن خلافته وكان مدمنا عليها ورغم انه كان يقيم الحد على غيره فهو يجيزها لنفسه باعتبارها لا تسكره لأنه اعتادها، وأحيانا