مقدمة كتابه المذكور بقوله حتى صنفنا كتبنا من ضروب المقالات وأنواع الديانات ككتاب الإبانة عن أصول الديانة وكتاب المقالات في أصول الديانات وكتاب الاستبصار في الإمامة ووصف أقاويل الناس في ذلك من أصحاب النص والاخبار وحجاج كل فريق منهم وكتاب الصفوة في الإمامة اه وألف في ذلك أيضا كتاب اثبات الوصية لأمير المؤمنين علي وأولاده الأحد عشر ع وفيه اثبات ان الأرض لا تخلو من حجة وذكر كيفية اتصال الحجج من الأنبياء من لدن آدم ع إلى نبينا ص وكذلك الأوصياء إلى قائمهم ع وأول رواياته في تعداد جنود العقل والجهل، وسيأتي انه ألف في نقض كتب الجاحظ ككتاب العثمانية وغيره.
ومنها علم أصول الفقه ألف فيه كتاب نظم الأدلة ذكره في مقدمة كتابه المذكور فقال وكتاب نظم الأدلة في أصول الملة وما اشتمل عليه من أصول الفنون وقوانين الاحكام كنفي (1) القياس والاجتهاد في الأحكام ورفع (2) الرأي والاستحسان ومعرفة الناسخ من المنسوخ وكيفية الاجماع وماهيته والنواهي والحظر والإباحة وما أتت به الاخبار من الاستفاضة والآحاد ومعرفة الخاص والعام والأوامر والنواهي وأفعال النبي ص وما الحق بذلك من أصول الفتوى وأنباء مناظرة الخصوم فيما نازعوا فيه وموافقتهم في شئ منه ومنها علم الطبيعة والفلسفة والملاحم وما إلى ذلك.
ولعل من جملة مؤلفاته فيه كتابه سر الحياة المذكور في مقدمة مروج الذهب فان المظنون مناسبته لذلك وفيه شئ من علم الأخلاق وقد أشار في مقدمة الكتاب المذكور إلى مؤلفات اخر له في هذا المعنى بقوله مع سائر كتبنا في ضروب علم الظواهر والبواطن والخفي الداثر وايقاظنا على ما يرتقبه المرتقبون ويتوقعه المحدثون وما ذكروه من نور يلمع في الأرض وينبسط في الجدب والخصب و ما في عقب الملاحم الكائنة الظاهر انباؤها المتجلي أوائلها، وقوله إلى سائر كتبنا في السياسة الطبيعية وانقسام اجزائها والإبانة عن المواد وكيفية تركيب العوالم والأجسام السماوية وما هو محسوس وغير محسوس من الكثيف واللطيف وما قال أهل النحلة في ذلك، وقوله في مقدمة المروج أيضا عند ذكر سنان بن ثابت بن قرة الجرجاني انه انتهج ما ليس من صناعته وألف كتابا استفتحه بجوامع من الكلام في أخلاق النفس وأقسامها من الناطقة والغضبية والشهوانية وذكر لمعا من السياسات المدنية مما ذكره أفلاطون في كتابه في السياسة المدنية وهو عشر مقالات ولمعا مما يجب على الملوك والوزراء إلى أن قال إن عيبه انه خرج عن مركز صناعته وتكلف ما ليس من مهنته ولو اقبل على الذي انفرد به من علم أقليدس والمعظمات والمجسطي والمدورات ولو استفتح بسقراط وأفلاطون وأرسطاطاليس فأخبر عن الأشياء الفلكية والآثار العلوية والمزاجات الطبيعية والنسب والتأليفات والنتائج والمقدمات والصنائع والمركبات ومعرفة الطبيعيات من الإلاهيات والجواهر والهيئات ومقادير الاشكال وغير ذلك من أنواع الفلسفة لكان قد سلم مما تكلفه اه فان هذا يدل على معرفته بهذه الأمور ومنها علم الأخلاق فقد ذكر في كتابه اثبات الوصية جنود العقل وجنود الجهل وبحث في ذلك ومنها علم السياسة وقد أشار إلى ذلك في مقدمة مروج الذهب أيضا فقال إلى سائر كتبنا في السياسة كالسياسة المدنية واجزاء المدنية وانقسام تكون المدنية ومنها علم النجوم وتأثيرها في السفليات وقد أشار إليه فيما مر من كلامه بقوله والأجسام السماوية الخ. وتأتي إشارته إليه في ضمن وصفه لكتاب اخبار الزمان ومر قول ابن طاوس في ذلك ويشتمل كتاب التنبيه والاشراف على قسم من ذلك ومنها الجغرافيا وأشار إليها في ضمن وصفه لكتاب اخبار الزمان أيضا. وذكر مهماته في ضمن كتاب مروج الذهب فمن أبوابه ذكر الأرض والبحار ومبادئ الأنهار والجبال والأقاليم السبعة وما والاها من الكواكب وغير ذلك وذكر مهماته أيضا في كتاب التنبيه والاشراف ومنها النحل والمذاهب فقد أشار إليها في ضمن وصفه لكتاب اخبار الزمان أيضا كما يأتي وعقد لها بابا في مروج الذهب ومما ألفه في ذلك كتاب المقالات في أصول الديانات ومنها علم الرجال وقد أشار إليه في مقدمة مروج الذهب فقال قد آتينا على تسمية جميع أهل الاعصار من حملة الآثار ونقلة السير والاخبار وطبقات أهل العلم من عصر الصحابة ثم من تلاهم من التابعين وأهل كل عصر على اختلاف انواعهم وتنازعهم في آرائهم من فقهاء الأمصار وغيرهم من أهل الآراء والنحل والمذاهب والجدل إلى سنة 332 في كتابنا المترجم باخبار الزمان والكتاب الأوسط اه. ويأتي في مؤلفاته الفهرست والظاهر أنه في الرجال ومنها علم التاريخ وهو أشهر علومه وقد فاق فيه على اقرانه ويدل على تفوقه فيه ما يشير إليه من الحوادث والمطالب التي يحيل فيها على كتابيه اخبار الزمان والأوسط ويدل عليه كتابه المشهور المتداول بين الناس المسمى مروج الذهب ومعدن الجوهر الذي طبع أكثر من مرة وقلما يخلو كتاب في معناه من النقل عنه والذي تفنن فيه في نقل نوادر الاخبار وأحوال الرجال وغرر الحوادث والوقائع وقد قال في أواخر الجزء الثاني منه انه انتهى التصنيف فيه إلى هذا الوقت وهو جمادى الأولى سنة 336 ونحن بفسطاط مصر ثم قال وجميع ما أوردناه في هذا الكتاب لا يسع ذوي الدراية جهله فمن عد أبواب كتابي هذا ولم يمعن النظر في قراءة كل باب منه لم يبلغ حقيقة ما قلناه ولا عرف للعلم مقداره فلقد جمعنا فيه في عدة السنين باجتهاد وتعب عظيم وجولان في الاسفار وطواف في البلدان من الشرق والغرب وكثير من الممالك غير مملكة الاسلام اه وقد قال عن كتابه اخبار الزمان عند وصفه له في مقدمة مروج الذهب وقدمنا القول فيه في هيئة الأرض ومدنها وعجائبها وبحارها وأغوارها وجبالها وأنهارها وبدائع معادنها واصناف مناهلها واخبار غياضها وجزائر البحار والبحيرات الصغار واخبار الأبنية المعظمة والمساكن المشرفة وذكر شأن المبدأ وأصل النسل وتباين الأوطان وما كان نهرا فصار بحرا وما كان بحرا فصار برا وما كان برا فصار بحرا على مرور الأيام وكرور الدهور وعلة ذلك وسببه الفلكي والطبيعي وانقسام الأقاليم بخواص الكواكب ومعاطف الأوتاد ومقادير النواحي والآفاق وتباين الناس في التاريخ القديم واختلافهم في بدئه وأوليته من الهند واصناف الملحدين وما ورد في ذلك عن الشرعيين وما نطقت به الكتب وورد على الديانين ثم اتبعنا ذلك باخبار الملوك والأمم الداثرة من الملوك والفراعنة والأكاسرة واليونانية ومقايل فلاسفتهم واخبار العناصر واخبار الأنبياء والرسل والأتقياء إلى النبي ص فذكرنا مولده ومنشأه وبعثته وهجرته ومغازيه وسراياه إلى وفاته والخلافة ومقاتل من ظهر من الطالبيين إلى الوقت الذي شرع فيه في تصنيف مروج الذهب في خلافة المتقي سنة 332 ومنها علم الأخلاق فسيأتي ان له فيه الكتاب المسمى بطب