جانبه جالسا ليس يتكلم رجل منهم بكلمة ما لهم غصبهم الله ما قلوبهم الا قلب رجل واحد ذكره نصر بن مزاحم في كتاب صفين وفيه أيضا انه لما وشي إلى علي ع ان خالد بن المعمر السدوسي قد كاتب معاوية قال زياد بن خصفة يا أمير المؤمنين استوثق من ابن المعمر بالايمان لا يغدر فاستوثق منه. وقال ابن الأثير ان عليا ع يوم صفين كان يأمر الرجل ذا الشرف فيخرج ومعه جماعة من أصحابه ويخرج إليه آخر من أصحاب معاوية فيقتتلان وكرهوا ان يخرجوا بجمع أهل العراق لجمع أهل الشام مخافة الاستئصال ثم ذكر فيمن كان يخرجه علي زياد بن خصفة.
وروى نصر في كتاب صفين بسنده ان زياد بن خصفة اتى عبد القيس يوم صفين وقد عبيت قبائل حمير مع ذي الكلاع وفيهم عبيد الله بن عمر بن الخطاب لبكر بن وائل فقاتلوا قتالا شديدا فخافوا الهلاك فقال زياد بن خصفة لعبد القيس لا بكر بعد اليوم ان ذا الكلاع وعبيد الله أبادا ربيعة فانهضوا لهم والا هلكوا فركبت عبد القيس وجاءت كأنها غمامة سوداء فشدت أزر الميسرة فعظم القتال فقتل ذو الكلاع الحميري قتله رجل من بكر بن وائل اسمه خندف وتضعضعت أركان حمير الخبر.
وفي شرح النهج لابن أبي الحديد ان إبراهيم بن ديزيل الهمداني روى في كتاب صفين ان ربيعة الكوفة شدت يوم صفين وعليها زياد بن خصفة على عبيد الله بن عمر بن الخطاب فقتلته فلما ضرب فسطاط زياد بن خصفة بقي طنب من الاطناب لم يجدوا له وتدا فشدوه برجل عبيد الله بن عمر كان ناحية فجروه حتى ربطوا الطنب برجله وأقبلت امرأتاه أسماء بنت عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي وبحرية بنت هانئ بن قبيصة الشيباني وكان عبيد الله قد أخرجهما معه لينظرا إلى قتاله حتى وقفتا عليه وصاحتا فخرج زياد بن خصفة فقيل له هذه بحرية ابنة هانئ بن قبيصة الشيباني ابنة عمك فقال لها ما حاجتك يا ابنة أخي قالت تدفع زوجي إلي فقال نعم خذيه فجئ ببغل فحملته عليه اه.
خبره في يوم النهروان قال ابن الأثير جاء هانئ بن خطاب حاطب الأزدي وزياد بن خصفة يوم النهروان يحتجان في قتل عبد الله بن وهب الراسبي فقال علي ع كيف صنعتما قالا لما رأيناه عرفناه فابتدرناه وطعناه برمحينا فقال كلاكما قاتل وفي مروج الذهب قتل يوم النهروان من الخوارج عبد الله بن وهب والذي قتله هانئ بن حاطب الأزدي وزياد بن خصفة.
أخباره في حرب الخريت بن راشد في شرح النهج ص 24 267 عن إبراهيم بن هلال الثقفي في كتاب الغارات ان الخريت بن راشد الناجي كان من الخوارج وفارق أمير المؤمنين عليا ع مع جماعة من أصحابه فلما بلغه ذلك قال أبعدهم الله كما بعدت ثمود في كلام له فقام إليه زياد بن خصفة فقال يا أمير المؤمنين انه لو لم يكن من مضرة هؤلاء إلا فراقهم إيانا لم يعظم فقدهم علينا فإنهم قلما يزيدون في عددنا لو أقاموا معنا وقلما ينقصون من عددنا بخروجهم منا ولكنا نخاف ان يفسدوا علينا جماعة كثيرة ممن يقدمون عليهم من أهل طاعتك فائذن لي في اتباعهم حتى أردهم عليك إن شاء الله فقال له ع فاخرج في أثارهم راشدا فلما ذهب ليخرج قال له وهل تدري أين توجهوا قال لا والله ولكني اخرج فاسال واتبع الأثر فقال اخرج رحمك الله حتى تنزل دير أبي موسى ثم لا تبرحه حتى يأتيك أمري فإنهم ان كانوا خرجوا ظاهرين فان عمالي ستكتب إلي بذلك وان كانوا مستخفين فذلك اخفى لهم فخرج زياد بن خصفة حتى اتى داره فجمع أصحابه وخطبهم وقال يا معشر بكر بن وائل ان أمير المؤمنين ندبني لأمر من امره مهم له وأنتم شيعته وأنصاره وأوثق حي من احياء العرب في نفسه فانتدبوا معي الساعة وعجلوا فوالله ما كان الا ساعة حتى اجتمع إليه 130 رجلا فخرج واتى دير أبي موسى ينتظر امر أمير المؤمنين ع فجاءه كتاب من قرظة بن كعب الأنصاري أحد عماله يخبره فيه بقتلهم زاذان فروخ كما مر في ترجمته فكتب علي ع إلى زياد بن خصفة مع عبد الله بن وال التميمي اني كنت أمرتك ان تنزل دير أبي موسى حتى يأتيك أمري لأني لم أكن علمت أين توجه القوم وقد بلغني انهم اخذوا نحو قرية من قرى السواد فاتبع آثارهم فارددهم إلي فان أبوا فناجزهم قال عبد الله بن وال فمضيت بالكتاب إلى زياد وانا على فرس رائع كريم وعلى السلاح فقال لي يا ابن أخي والله ما لي عنك من غنى وانا أحب ان تكون معي في وجهي هذا فقلت اني قد استأذنت أمير المؤمنين في ذلك فاذن لي فسر بذلك ثم خرجنا فاتينا الموضع الذي كانوا فيه فقيل اخذوا نحو المدائن فلحقناهم وقد أقاموا بها يوما وليلة واستراحوا وعلفوا خيولهم واتيناهم وقد تقطعنا وتعبنا فلما رأونا وثبوا على خيولهم فاستووا عليها فنادى الخريت يا عميان القلوب والأبصار أمع الله وكتابه أنتم أم مع القوم الظالمين فقال له زياد بن خصفة بل مع الله وكتابه وسنة رسوله ومع من الله ورسوله وكتابه آثر عنده من الدنيا ثوابا ولو أنها له منذ يوم خلقت إلى يوم تفنى لأثر الله عليها أيها العمي الأبصار الصم الاسماع فقال الخريت فاخبرونا ما تريدون فقال له زياد وكان مجربا رفيقا قد ترى ما بنا من النصب واللغوب والذي جئنا له لا يصلح فيه الكلام علانية على رؤوس أصحابك ولكن تنزلون وننزل ثم نخلو جميعا فنتذاكر أمرنا وننظر فيه فان رأيت فيما جئنا له حظا لنفسك قبلته وان رأيت فيما اسمع منك أمرا أرجو فيه العافية لنا ولك ولم أرده عليك فقال الخريت انزل فنزل فاقبل إلينا زياد فقال انزلوا على هذا الماء فنزلنا فأكلنا وشربنا وقال لنا زياد علقوا على خيولكم فعلقنا عليها مخاليها ووقف زياد في خمسة فوارس أحدهم عبد الله بن وال بيننا وبين القوم واقبل إلينا زياد فلما رأى تفرقنا قال سبحان الله أنتم أصحاب حرب والله لو أن هؤلاء جاءوكم الساعة على هذه الحالة ما أرادوا من غرتكم أفضل من أعمالكم التي أنتم عليها عجلوا قوموا إلى خيولكم فلما فرغنا من أعمالنا أتينا زيادا فقال يا هؤلاء ان القوم لفي عدتكم واني أرى امركم وأمرهم سيصير إلى القتال فلا تكونوا أعجز الفريقين ليأخذ كل رجل منكم بعنان فرسه فإذا دنوت منهم وكلمت صاحبهم فان تابعني والا فإذا دعوتكم فاستووا على متون خيلكم ثم أقبلوا معا غير متفرقين ثم استقدم امامنا فدعا صاحبهم الخريت فقال اعتزل ننظر في أمرنا فاقبل في خمسة نفر وزياد في خمسة فقال له زياد ما الذي نقمت على أمير المؤمنين وعلينا حتى فارقتنا فقال له لم ارض صاحبكم إماما ولم ارض بسيرتكم سيرة فرأيت أن اعتزل وأكون مع من يدعو إلى الشورى فإذا اجتمع الناس على رجل هو لجميع الأمة رضا كنت مع الناس فقال زياد ويحك وهل يجتمع الناس على رجل يداني عليا عالما بالله وبكتابه وسنة رسوله مع قرابته وسابقته في الاسلام فقال الخريت هو ما أقول لك قال ففيم قتلتم الرجل المسلم يعني زاذان فروخ