وهل من نظرة لعميد قوم * على هام المجرة عاد نازل أبي حسن ونجل سراة قوم * لحفظ العلم والأيتام كافل وقال:
صب إذا ذكرت مرابع عامل * وفد الجوى يسعى إليه بلبه قسما بلبنان وجيرة سفحه * وأقاحه ومياهه وبهضبه والنرجس العطر الشذى وشقائق * النعمان والورد الجني بشعبه اني إذا أم السفيح وأهله * ركب العراق فمهجتي مع ركبه قال وأرسلها إلى الشيخ إبراهيم صادق:
لو كان يعلم نجل صادق ما بي * لأزال ذياك الخليط عذابي يدري فدته نفوس أرباب النهي * اني من الوجد القديم لما بي فلكم قضيت زمان انس قد مضى * في عامل مع جملة الأحباب هلا رعى للمستهام بعامل * أيام شرخ شبيبة وتصابي يا ابن الجحاجحة الكرام ومن غدوا * فصلا لكل قضية وخطاب من معشر أحيوا شريعة احمد * وهدوا بني الدنيا لنهج صواب قوم إذا أم النزيل ربوعهم * يلقونه بالبشر والترحاب والماجد الفذ الذي من فضله * لا زال يأتينا بكل عجاب اني أطيل لك العتاب فهل ترى * يوما فديتك سامعا لعتابي وأطيل مدحك في القريض فهل ترى * يوما تشرفني برد جواب فاعطف علي بحق ود سابق * في عامل وبحق شرخ شباب واذكر زمانا بالسفيح لنا مضى * أفديك يا ابن السادة الأطياب يا حبذا بلد الخيام ومرجها الزاهي * وعهد الأنس والاطراب بل حبذا عصر بعامل قد مضى * ما بين قوم سادة انجاب لو قيل طالب ما يريد من المنى * لأجبت ذكر العاملي طلابي أبقاك ربك لي ملاذا دائما * وسقي ربوع السفح صوب سحاب 1384: الشيخ طالب البغدادي ابن الشيخ حبيب.
مرت ترجمة أبيه في مكانها من هذا الكتاب، والمترجم قضى أكثر حياته في صور وفيها نظم هذه القصيدة مراسلا بعض الطلبة في العراق:
أنسيت موقفنا برملة صور * في الليل عند المركب المكسور مذ غبتم لم يبق لي انس سوى * حزني وتسكاب الدموع سميري حي العراق وأهله من معشر * وردوا من العلياء كل نمير أين العراق من الشام وأين من * ضوء النهار حنادس الديجور لم تلف فيها غير أروع أورع * أو شاعر أو عالم نحرير وببلدتي لم ألق غير مداهن * متملق أو مدع بالزور أو كل مصقول العوارض قد بدا * في شارب كقوادم الزرزور قوم إذا اجتمعوا فجل حديثهم * فخر بأكل أو بلبس حرير من قائل مقطوش ديك عندنا * اني أفضله على القرقور أو قائل سمك البحار مطجنا * فضلت مأكله على الطرطور ويناضلون بذاك حتى أنهم * يصلون للبلوط والزعرور أو قائل عندي البرد مزخرف * وعليه أشكال من البلور ان المساند من دمسكو عندنا * وقياسنا بالسعد لا البابير أو قائل هذا النهار مبارك * فيه شريت النصف من شختور قوم يرون النثر نثر رخائهم * ويرون نظم الشعر خبز شعير أصبحت بينهم وحقك ضائعا * مثل القرآن بكف ذي طنبور ما ذا يشوقك يا أخي من عامل * وصفاؤها قد شيب بالتكدير الكبة من ني لحم فوقها * زيت من الزيتون والجرجير أم للمجدرة التي قالوا لها * ست المنى تهدى لكل أمير أم بقلة الفول التي تدع الفتى * ساهي الفؤاد كشارب مخمور أم في حبلقها تهيم وترمس * في اللون يحكي مقلة المصفور أم للبليلة في مخيض حامض * تطفي الحرارة من حشى المحرور أم للبراغيث التي في عامل * ملكته من يارون للدامور وله يصف جبع ومتنزهاتها ويمدح آل الحر:
لعمرك ما ان شاقني ذات معصم * ولا همت في ظبي بعالج ارثم ولم أتغزل في فتاة وأمرد * يذيل حميا الراح بالخد والفم ولا معلق كف الهوى بأزمتي * ليلعب بي لعب الفطيم بدرهم ولا انا ذو نهجين طورا بمسجد * وطورا بحانات كيحيى بن أكثم فكيف ولي في الفضل جد ووالد * وحلمي أرسى من هضاب يلملم وما لي الا منهج الفضل منهج * ولم يك الا في جباع تتيمي نعم هي كالفردوس حسنا وبهجة * إذا ما بدا زهر الربيع المنمنم فمن بين آس الورد شوكة بأسه * وضرج وجنات الشقائق بالدم كذلك أبدى الأقحوان ابتسامة * ويفتر عن در نضيد منظم كان الخزامي والبنفسج زينا * بنسرينها زين السماء بأنجم كان سقيط الطل فوق ربوعها * قراطيس موشاة بجدول طلسم كان رباها خد عذراء كاعب * له وسمت كف الغمام بميسم إذا ما بكت عين الحيا قالت الربى * لثغر محيا الزهر يا ويك فأبسم ألا انزل برأس العين فانظر ربوعها * وحط عصا التسيار فيها وخيم فمن جدول اضحى يسيل لجدول * وطير غدا يشدو لطير مرخم كان خرير الماء ألفاظ أعجم * عليه هزار الدوح شبه المترجم وتغريده فوق الغصون ولحنه * يهيج أشواق الكئيب المتيم وان جزت في ارض المشارع غدوة * فحي لهاتيك الربوع وسلم واما تنشقت العرار فقف وقل * الا يا عنا اذهب يا سرور تقدم وقل يا سقاك الله أنفع ماطر * مغيث ملث صادق الوبل مرزم وعرج على كرم العنيسي وعج معا * على كفرا واقصد رباها ويمم وانشق شذى ذاك العبير فإنه * لا لطف في الآناف من عطر منشم وجل نظرا يا صاح في لطف ربعها * وناهيك من كفر يطيب لمسلم وعج بعدها للشاكرية شاكرا * وصل ومن ذاك التراب تيمم ودونك رد ماء القبي فإنه * أسى لفؤاد بالهموم مكلم به تحيا أموات المسرات والهنا * كان به برهان عيسى بن مريم مبرده يروي حديث ربيعة * وصفوانه يروي حديث ابن أرقم وانهض إلى نحو المغارة رافلا * بأثواب أفراح وعيش منعم وإياك عين الفضل ان بربعها * ظباء وفي غاباتها كل ضيغم منازل لو أن ابن دارا يحلها * لما هام في عين الحياة ولا ظمي وعج بعد هذا بالمصلى مصليا * وطف حوله سبعا ولب وأحرم ومن حوضه فأنف الشجون بغسلة * كما ينفي ادران الشقا ماء زمزم