زها اللوى وبأنه * وأزهرت كثبانه وبالورود روضه * تلونت ألوانه وكلما هبت صبا * تلاعبت أغصانه وكلما بكى الحيا * يضحك أقحوانه أخجل بانات اللوى * مهما تثنى بأنه وتخجل الورقاء في * ألحانها ألحانه واصفر روض آسه * واحمر أرجوانه صب صبا إلى الصبا * وقد مضى ريعانه ولم يزل يشتاقهم * قلبي وهم سكانه ولم يزل يرتادهم * طرفي وهم انسانه لم يسلهم قلبي ولا * عن له سلوانه وقال:
أعد الوصال فقد قضيت صدودا * ودع الوعيد وأنجز الموعودا قسما بحبك وهو أكرم مقصد * عندي وان لم أدرك المقصودا ان غبت عن عيني فإنك لم تزل * تلقاء قلبي شاهدا مشهودا حملتني ما لو تحمل بعضه * الجلمود منك لصدع الجلمودا وانا الذي ان جف مجرى عينه * اجرى فؤادا بالهوى مفئودا كم فيك أنشر ما طويت من الهدى * شغفا وأنظم ما نثرت عقودا ان كنت تنكر فيك فرط صبابتي * فمدامعي كانت عليك شهودا قد كنت اقنع بالخيال يزورني * لو كنت تمنح ناظري رقودا يا نازح الأوطان قربك الهوى * فأراك أقرب ما تكون بعيدا كانت ليالي الوصل بيضا فاغتدت * أيام هجرك كالليالي سودا ما عن لي شوق إليك على النوى * الا بعثت لك الدموع بريدا بأبي شريدا في البلاد مغربا * عن طرفه امسى الرقاد شريدا وله يمدح الحاج محمد صالح كبة وقد جعل لها الشيخ إبراهيم ابن يحيى العاملي الطيبي مقدمة لا باس بايرادها قال: انه لما ورد إلى الغري جناب التقي النقي والماجد المهذب الصفي فريد الزمان وثمرة فؤاد أهل الايمان وقرة عين العلماء الأعيان الحاج محمد صالح كبة صرف تمام الوسع والاجتهاد في اسعاف من لاذ بذلك الناد من الفضلاء الأمجاد وبذل منتهى طوقه في انجاح مآرب الطلاب والمشتغلين وسائر السكنة والمجاورين حيث أوجب على كل فرد منهم ان يمده بصالح الأدعية ويقابل ما غمرهم به بجميل الثناء فكان أول منتدب لأداء واجب شكر تلك النعماء أشعر العلماء واعلم الشعراء ذو الحسب الزكي والنسب العلي السيد صالح الحسيني الشهير بالقزويني فامتدح المشار إليه بهذه القصيدة الغراء فقال:
تجلى بآفاق العلى كوكب السعد * فجلى نحوس المجتلي ثاقب الوقد وقام على ساق الهنا ساقيا طلا * قد اتقدت بالكاس من خده الوردي ويردي بلا غمز مثقف قده * ويسفك ماضي جفنه وهو في الغمد وان فوقت فوق الحواجب أسهم * قضت بورود الحتف في الأمد الورد وبالكرخ خشف قد رماني على النوى * بسهم الردى من مقلتيه على عمد يمازح تيها مازجا صرف كأسه * بعذب لماه خالط الهزل بالجد فأقطف غض الورد من روض خده * ومن ثغره أجني الجني من الشهد وضاع بمعتل الصبا كل ما سرت * أريج الأقاحي الغض والشيح والرند وقد طرزت أيدي النسيم مطارفا * لها نسجتها السحب بالبرق والرعد فرد ماءها علا ونهلا مبادرا * فقد ساع من سلسالها سائغ الورد فلا منهل عذب سواه لوارد * ولا مرتع خصب عداه لمستجدي له في العلى القدح المعلى وفي النهى * له الغاية القصوى من الفضل والمجد وينتج أشكال القضايا عقيمة * بها يستوي عكس النقيض على الطرد وروج سوق المجد بعد كساده * فقامت به سوق من الشكر والحمد فيا عيلم المعروف يا علم التقي * ويا عصمة الملهوف يا كعبة الوفد وقادح زند السعد بالجود والجد * وفاتح باب المجد بالجد والجد ومانح وفاد الأماني جوانحا * بانجاحها من قبل سؤالك بالرفد أخذت بضبعي عند كل ملمة * وأكرمتني بالشكر في القرب والبعد وأثقلت ظهري بالأيادي فلم ينؤ * بأثقالها ظهري ولم يحصها عدي وحليت جيدي بعد ما كان عاطلا * كما قد تحلى عاطل الجيد بالعقد وأوليتني منك الجميل تفضلا * علي بما أوليت من منن الولد وطوقتني طوق الحمام فواضلا * منحت الرضا فيها وباقر والمهدي وكثرت حسادي بمالك من يد * بها لم أجد الا الثنا لك من بد رفعت بخفض العيش نصب كسيرهم * وفي الرفع قد نوديت بالعلم الفرد فما صالح للغير ودي بعد ما * قصرت على ابن المصطفى صالح الود جمعت المعالي الغر بعد شتاتها * بصنعك جمع السيف منتظم العقد ولم يقض من قصد سواك ولم يكن * ببابك الا للورى منتهى القصد فدم مامنا يأوي له كل خائف * وكثر ندى يثري به كل مستجدي وقد قرض هذه القصيدة الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي بشئ من النثر ختمه بهذين البيتين فقال ارتجالا:
فرائد أهداها فريد زمانه * لأكرم أرباب العلى واجلها فقلت نفيسات الجواهر أهديت * إلى أهلها من أهلها في محلها وشطرها أيضا وخمسها الشيخ عبد الحسين آل محيي الدين وعارضها السيد مهدي ابن السيد داود بقصيدة ذكرت في ترجمته.
وقال أيضا يمدح الحاج محمد صالح كبة ويعرض بذكر السيد راضي ولد الناظم:
كم لاح في فلك الرصافة كوكب * بسعوده شمل النحوس مشعب وبوجهه شق الصباح عموده * لما استشاط من الجعود الغيهب وكأنما الشمس المنيرة خده * والنجم قرط فوقه يتذبذب يا من غنى طويس ومعبد * وبه استثار مهلهل ومهلب وبسيف جفنيه تقلد عامر * وبرمح قامته تقدم مرحب أمزج بعذب لماك كأسك واسقني * جهرا فمن كاسيك ساع المشرب أوما ترى يا سعد سلسال الطلا * وافى إليك به الغزال الربرب شمس عليك يديرها بدر الدجى * والكاس مشرقها وفوك المغرب لو ذاق ذو القرنين ماء حياتها * ما كان ماء حياته يتطلب بأثيثه متدرع وبجفنه * متقلد ولقوسه متنكب يصمي قلوب العاشقين بأسهم * الأجفان وهو إلى القلوب محبب ويذب من أصداغه وجعوده * أفعى عن الكنز المصون وعقرب ويموج ماء الحسن في وجناته * والنار في أمواجه تتلهب قاني الخدود كأنما بكؤوسه * من حمرة الخدين أمست تسكب روض إذا أطرى الصبالي ورده * للكرخ أطري بالغري وأطرب