أبياتا فاستخلفه عمرو بن الحصين السكسكي أي جاء من خلفه على أن يطعنه فرآه سعيد بن قيس فطعنه وأنشد:
أقول له ورمحي في حشاه * وقد قرت بمصرعه العيون ألا يا عمرو عمر بني حصين * وكل فتى ستدركه المنون أتدرك أن تنال أبا حسين * بمعضلة وذا ما لا يكون قال وخرج معاوية يشير إلى همدان وهو يقول:
لا عيش الا فلق قحف الهام * من أرحب أو شاكر وشبام قوم هم أعداء أهل الشام * كم من كريم بطل همام وكم قتيل وجريح دامي * كذاك حرب السادة الكرام فبرز سعيد بن قيس يرتجز ويقول:
لا هم رب الحل والحرام * لا تجعل الملك لأهل الشام فحمل وهو مشرع رمحه فولى معاوية هاربا ودخل في غمار القوم وجعل سعيد يقول:
يا لهف نفسي فاتني معاوية * على طمر كالعقاب هاويه والراقصات لا يعود ثانيه * الا هوى معفرا في الهاوية وفي مجالس المؤمنين عن كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ان عمرو بن حصين السكوني لما أراد أن يطعن عليا ع من خلفه فقتله سعيد بن قيس وأنشأ سعيد يقول:
الا أبلغ معاوية بن حرب * ورجم الغيب تكشفه الظنون بانا لا نزال لكم عدوا * طوال الدهر ما سمع الحنين ألم تر ان والدنا علي * أبو حسن ونحن له بنون وانا لا نريد سواه مولى * وذاك الرشد والحظ السمين فلما سمع ذلك معاوية جمع جمعا من قبائل يحصب وكندة ولخم وجذام مع ذي الكلاع الحميري وقال اخرج واقصد بحربك همدان خاصة ولما رآهم علي ع نادى يا همدان فأجابوه لبيك لبيك يا أمير المؤمنين فقال عليكم بهذه الخيل فان معاوية قد قصدكم بها خاصة دون غيركم فتوجه سعيد بن قيس في رجال همدان حتى هزمهم والحقهم بسرادق معاوية وبارز في هذه الحرب عدة مبارزات واستمرت الحرب بينهم إلى وقت صلاة العشاء ثم افترقوا فسر علي ع بذلك وأثنى على سعيد بن قيس وقبيلته همدان وقال يا آل همدان أنتم مجني ودرعي بكم استظهر وأنت يا سعيد بمنزلة عيني التي أبصر بها ويدي التي أبطش بها وفي كل وقت وفي كل عمل اعتمد على شجاعتك ورجولتك والله لو كان تقسيم الجنة بيدي لوضعت همدان في أحسن موضع منها فقال له سعيد بن قيس يا أمير المؤمنين انما نفعل هذا طلبا لرضا الله تعالى فمرنا بما تريد وابعث بنا إلى أي جانب أردت تجدنا مطيعين وقلوبنا وأرواحنا بيدك فاثنى عليهم علي ع خيرا.
وروى نصر في كتاب صفين ان معاوية لما تعاظمت عليه الأمور بصفين جمع خواص أصحابه فقال لهم انه قد غمني رجال من أصحاب علي وعد منهم خمسة فيهم سعيد بن قيس في همدان والأشتر والمرقال وعدي بن حاتم وقيس بن سعد في الأنصار وقد عبأت لكل رجل منهم رجل فانا أكفيكم غدا سعيد بن قيس وأنت يا عمرو للمرقال وقد جعلتها نوبا في خمسة أيام وأصبح معاوية في غده فلم يدع فارسا الا حشده ثم قصد لهمدان بنفسه في اعراض الخيل مليا ثم إن همدان تنادت بشعارها وأقحم سعيد بن قيس فرسه على معاوية فهمدان تذكر ان سعيدا كاد يقتنصه الا أنه فاته ركضا فقال سعيد في ذلك:
يا لهف نفسي فاتني معاوية * فوق طمر كالعقاب هاويه والراقصات لا يعود ثانية * الا على ذات خصيل طاويه ان يعد اليوم فكعبي عالية فانصرف معاوية ولم يصنع شيئا وغدا في اليوم الثاني عمرو بن العاص في حماة الخيل فطعن قال وان معاوية أظهر لعمرو شماتة وجعل يقرعه ويوبخه وقال لقد أنصفتكم إذ لقيت سعيد بن قيس في همدان وفررتم وانك لجبان يا عمرو فغضب عمرو وقال فهلا برزت إلى علي إذا دعاك ان كنت شجاعا كما تزعم قال وان القرشيين استحيوا مما صنعوا وشمت بهم اليمانية من أهل الشام فقال معاوية يا معشر قريش مم تستحيون انما لقيتم كباش العراق وما لك علي من حجة لقد عبأت نفسي لسيدهم وشجاعهم سعيد بن قيس ولكنه عاد منهزما فانقطعوا عن معاوية أياما فقال معاوية من أبيات:
لعمري لقد أنصفت والنصف عادتي * وعاين طعنا في العجاج المعاين أتدرون من لاقيتم فل جيشكم * لقيتم ليوثا أصحرتها العرائن فلما سمع قوم ما قاله معاوية اتوه فاعتذروا إليه واستقاموا على ما يحب.
وخرج بسر بن أرطاة فقال مرتجزا:
أكرم بجند طيب الأردان * جاءوا ليكونوا أولياء الرحمن اني أتاني خبر شجاني * ان عليا نال من عثمان فبرز إليه سعيد بن قيس قائلا:
بؤسا لجند ضائع الايمان * أسلمهم بسر إلى الهوان إلى سيوف لبني همدان * فانصرف بسر من طعنته مجروحا وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص 171 انه لما كان يوم صفين اختلط الناس في سواد الليل وتبدلت الرايات بعضها ببعض ووجد أهل العراق لواءهم مركوزا وليس حوله الا ربيعة وعلي بينها وهو لا يعلم من هم ويظنهم غيرهم فلما صلى علي الفجر أبصر وجوها ليست بوجوه أصحابه بالأمس فقال من القوم قالوا ربيعة وقد بت فيهم تلك الليلة فقال فخر طويل لك يا ربيعة ثم قال لهاشم خذ اللواء فوالله ما رأيت مثل هذه الليلة ثم خرج نحو القلب حتى ركز اللواء به فإذا سعيد بن قيس على مركزه فلحقه رجل من ربيعة يقال له نضر فقال له ألست الزاهم لئن لم تنته ربيعة لتكونن ربيعة ربيعة ومضر مضر فما أغنت عنك مضر البارحة فنظر إليه علي نظر منكر وروى نصر انه لما اشتد القتال بصفين ارسل معاوية إلى عمرو بن العاص ان قدم عكا والأشعريين إلى همدان فقدمهم فنادى سعيد بن قيس يا لهمدان خدموا اي اضربوا موضع الخدمة وهي الخلخال يعني اضربوا السوق فأخذت السيوف أرجل عك فنادى أبو مسروق العكي يا لعك بركا