وقال ابن خلكان كان فقيها شافعي المذهب بل كان شيعيا كما يأتي تفقه بالري على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزان وتكلم في مسائل الخلاف الا انه غلب عليه الأدب ونظم الشعر وأجاد فيه مع جزالة لفظه ذكره الحافظ أبو سعيد السمعاني في كتاب الذيل وأثنى عليه وحدث بشئ من مسموعاته ويقال انه كان فيه تيه وتعاظم وكان لا يكلم أحدا الا بالكلام العربي وكان يزعم أنه من ولد أكثم بن صيفي التميمي حكيم العرب ولم يترك عقبا.
سبب تلقيبه بحيص بيص في معجم الأدباء وتاريخ ابن خلكان وغيرهما: وانما قيل له حيص بيص لأنه رأى الناس يوما في أمر شديد فقال ما للناس في حيص بيص فبقي عليه هذا اللقب اه ومعنى هاتين الكلمتين الشدة والاختلاط يقول العرب وقع الناس في حيص بيص اي في شدة واختلاط.
تشيعه كان شيعيا كما يدل عليه شعره الآتي في أهل البيت ودفنه في مقابر قريش مدفن الامامين الكاظمين ع ومدافن الشيعة وغير ذلك كقوله فيما تقدم وبالله أقسم وبنبيه وآل نبيه وأمور آخر ولكن ابن خلكان قال كما مر كان فقيها شافعي المذهب تفقه بالري على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزان وتكلم في مسائل الخلاف اه. والظاهر أنه قرأ على فقهاء الشافعية وتفقه عليهم فلذلك قيل إنه شافعي المذهب.
اخباره كان يتقعر في كتابته ففي معجم الأدباء: من تقعر الحيص بيص في كتابته ما حدث به بعض أصحابه كما في عيون الأنباء انه نقه من مرض فوصف له صاحبه هبة الله البغدادي الطبيب اكل الدراج فمضى غلامه واشترى دراجا واجتاز على باب أمير وغلمانه يلعبون فخطف أحدهم الدراج فاتى الغلام الحيص بيص وأخبره الخبر فقال له ائتني بدواة وقرطاس فاتاه بهما فكتب إلى ذلك الأمير: لو كان مبتز الدراجة فتخاء كاسر وقف بها السغب بين التدويم والتمطر فهي تعقي وتسف وكان بحيث تنقب أخفاف الإبل لوجب الاغذاذ إلى نصرته (1) فكيف وهو ببحبوحة كرمك والسلام ثم قال لغلامه امض بها وأحسن السفارة بايصالها للأمير فمضى بها ودفعها للحاجب فدعا الأمير بكاتبه وناوله الرقعة فقرأ ثم فكر ليعبر له عن المعنى فقال له الأمير ما هو فقال مضمون الكلام ان غلاما من غلمان الأمير اخذ دراجا من غلامه فقال اشتر له قفصا مملوءا دراجا واحمله إليه ففعل. وكتب إلى أمين الدولة بن التلميذ الطبيب يطلب منه شياف إبار: ازكنك أيها الطب اللب الآسي النطاسي النفيس النقريس أرجنت عندك أم خنور وسكعت عنك أم هو براني مستأخذا شعر في حنادري رطبا رطسا ليس كلسب شبوه ولا كنخر المنصحة ولا كنكر الخضب بل كسفح الزخيخ فانا من التباشير إلى الغباشير لا اعرف ابن سمير من ابن جمير ولا أحسن صفوان من همام بل آونة ارجحن شاصبا وفينة احبنطي مقلوليا وتارة اعرنزم وطورا اسلنقي كل ذلك مع اح واخ وتهم قرونتتي ان ارفع عقيرتي ببعاط عاط إلى هباط ومياط وهالي أول وأهون وجبار ودبار ومؤنس وعروبة وشبار ولا أغرندي ولا اسرندي فبادرني بشياف الابار النافع لعلتي الناقع لغلتي فلما قرأ أمين الدولة رقعته نهض لوقته واخذ حفنة شياف إبار وقال لبعض أصحابه أوصلها إليه عاجلا ولا تتكلف قراءة ورقة ثانية.
تفسير الغريب في كلامه المبتز الغاصب والدراج كرمان الحجل أو نوع منه والفتخاء العقاب اللينة الريش والكاسر من كسر الطائر إذا ضم جناحيه يريد الوقوع والسغب الجوع والتدويم من دوم الطائر بتشديد الواو إذا حلق في الهواء أو من الدومان وهو حومان الطائر والتمطر من تمطرت الطير إذا أسرعت في هويها وتعقي بالقاف المشددة من عقى الطائر إذا ارتفع في طيرانه أو من عقى إذا حام وارتفع كالعقاب وتسف من اسف الطائر إذا دنا من الأرض في طيرانه بحيث تنقب أخفاف الإبل اي في مكان تنقب أخفاف الإبل في مسيرها إليه لبعده والاغذاذ من أغذ السير إذا أسرع فيه وبحبوحة المكان وسطه والشياف ككتاب أدوية للعين وأشياف الابار بفتح الهمزة وتشديد الباء دواء للعين وأزكنك أعلمك وأفهمك والطب بالفتح الماهر الحاذق بعمله واللب بالفتح الرجل اللازم للامر والآسي الطبيب والنطاسي بالفتح والكسر العالم والنقريس الطبيب الماهر النظار المدقق وأرجنت أقامت وأم خنور بفتح الخاء والنون وتشديد الواو كتتور النعمة وسكعت ذهبت في أرض الله لا تدري أين تأخذ وأم هوبر لم نجد في القاموس ما يناسبها فكأنها محرفة نعم فيه أم الهنبر الضبع والأتان ومستأخذ المستأخذ المطأطئ رأسه من وجع وحنادري جمع حندورة وهي حدقة العين رطبا اي رطوبة من رطب بالضم ككبر كبرا أو عظم عظما وفي نسخة رطسا بالسين من ارطست بتاء التأنيث عليه الحجارة إذا تطابق بعضها فوق بعض واللسب اللسع وشبوة العقرب والنخر الجرح والمنصحة بالكسر المخيطة والنكز بالفتح الغرز بشئ محدد الطرف وكشداد حية لا ينكز اي لا يلسع الا بأنفه ليس له فم ولا يعرف ذنبه من رأسه لدقته وهو من أخبث الحيات والخضب بالضم نوع من الحيات والسفع اللطم ولفح النار والسموم والزخيخ من زخ الجمر يزخ زخا وزخيخا برق والتباشير أوائل الصبح والغباشير ما بين الليل والنهار من الضوء وابنا سمير وابنا جمير الليل والنهار وابن سمير وابن جمير أحدهما أي لا يعرف الليل من النهار وصفوان أول أيام البرد وهمام اليوم الثالث من البرد وارجحن اهتز ومال ووقع بمرة وشاصبا من الشصب بالكسر وهو الشدة والجدب وعيش شاصب شاق والفينة الساعة والحين واجنطى انتفخ بطنه أو قدم بطنه وآخر صدره واقلولى قلق وتجافى وانكمش واعرنزم تجمع وانقبض واسلنقى نام على ظهره والقرونة بفتح القاف النفس والعقيرة هنا صوت الباكي ويعاط متلئة الأول مبنية بالكسر زجر للذئب وللخيل وعاط من التعيط وهو الجلبة والصياح ولعل المراد من يعاط عاط الكلام المختلط الذي لا معنى له والهياط أشد السوق في الورد والمياط ككتاب الدفع والزجر والميل والإباء وأشد السوق في الصدر والمراد بهما هنا الكلام المختلط كيعاط عاط وها حرف للتنبيه وأول إلى شبار هذه الأسماء السبعة السماء لأيام الأسبوع اي ان لي