أقوال العلماء فيه عن رسالة الشيخ سليمان الماحوزي البحراني في علماء البحرين انه قال في حقه: واحد عصره في الفنون كلها وشعره في غاية الجزالة وكان جدليا حاذقا في علم المناظرة وآداب البحث ما ناظر أحدا الا وأفحمه وله مع السيد العلامة ذي الكرامات السيد حسين بن السيد حسن الغريفي مجالس ومناظرات وسمعت شيخي الفقيه العلامة الشيخ سليمان يقول كان السيد أفضل وأشد إحاطة بالعلوم وأدق نظرا وكان الشيخ داود أشد بديهة وأدق في صناعة علم الجدل فكان في الظاهر يكون الشيخ غالبا وفي الحقيقة الحق مع السيد وكان الشيخ داود يأتي ليلا إلى بيت السيد ويعتذر منه ويذكر ان الحق معه وله رسائل منها رسالة وجيزة في علم المنطق اختار فيها مذهب الفارابي في تحقيق عقد الوضع في المحصورات واختار فيها أيضا ان الممكنة تنتج في صغرى الشكل الأول وله أيضا مذاهب نادرة انتهى وذكره في السلافة فقال الشيخ داود بن أبي شافيز البحراني البحر العجاج الا انه العذب لا الأجاج والبدر الوهاج الا انه الأسد المهاج رتبته في الأنافة شهيرة ورفعته اسمى من شمس الظهيرة ولم يكن في مصره وعصره من يدانيه في مده وقصره وهو في العلم فاضل لا يسامى وفي الأدب فاضل لم يكل الدهر له حساما ان شهر طبق وان نشر عبق وشعره أبهى من شف البرود وأشهر من رشف الثغر البرود وموشحاته الوشاح المفصل بل التي فرع حسنها واصل وفي الطليعة كان واحد عصره في الفضل والأدب وأعجوبة الزمان في الخطابة وهو أستاذ السيد حسين الغريفي البحراني وله معه مكاتبات ورسائل ومطارحات وكان كثير الجدل في المسائل العلمية اه وفي أنوار البدرين كان هذا الشيخ من أكابر العلماء وأساطين الحكماء وهو الذي تصدى لمباحثة الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي والد البهائي لما قدم البحرين وسكن في المصلى فزاره العلماء وأعطوه حقه ثم زارهم في مجمع من محافل أهل الفضل وجرى البحث بينه وبينهم فتصدى الشيخ المذكور لمباحثته وكان حاذقا في صناعة الجدل والمناظرة فلما انقض المجلس ورجع الشيخ حسين إلى بيته كتب هذين البيتين:
أناس في أوال قد تصدوا * لمحو العلم واشتغلوا بلم لم إذا باحثتهم لم تلق فيهم * سوى حرفين لم لم لا نسلم قال وله شرح جيد حسن على الفصول النصرية في التوحيد رأيته وكان سيدنا المعاصر السيد ناصر بن السيد أحمد ابن السيد عبد الصمد يعجب منه ومن دقته ومتانته اه وبيتا والد البهائي يدلان على أن جدله كان في غير محله وهو الخبير العارف وكذلك جدله مع السيد الغريفي وما الذي يدعوه للمجادلة بغير الحق ثم الاعتذار ومن شعره قوله:
انا والله المعنى * بالهوى شوقي أعرب كل آن مر حالي * في الهوى يا صاح أغرب كلما غنى الهوى لي * أرقص القلب وأطرب وغدا يسقيه * كاسات صبابات فيشرب فالذي يطمع في * سلوان قلبي هو أشعب قلت للمحبوب حتام * الهوى للقلب ينهب وبميدان الصبا * واللهو ساه أنت تلعب قال ما ذنبي إذا * شاهدت نار الخد تلهب فهوى قلبك فيها * ذاهبا في كل مذهب قلت هب ان الهوى * هب فألقاه بهبهب أفلا تنقذ من * يهواك من نار تلهب وقوله:
طال في الحب غرامي * إذ رمى المهجة رامي فأصاب القلب * مجروحا بمسموم السهام والهوى فوقي وتحتي * وورائي وأمامي ويميني ويساري * وهو لا شك امامي قائدا قلبي إلى نار * هوان وهيام قلت للمحبوب حتام * بنيران الغرام من ضريع الشوق * والأحزان أكلي وطعامي وشرابي من حميم * الهجر أغرى بي حمامي لا تغني في أراك * الوصل في وقت حمامي قال قف واصبر على * بلوى الهوى صبر الكرام فعسى تحظى بجنات * وصالي وسلامي وله في النبي وأهل بيته عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام هذا الموشح:
بدا يختال في ثوب الحرير * فعم الكون من نشر العبير فقلنا نور فجر مستطير * جبينك أم سنا القمر المنير وقد مائل أم غص بان * تثنى أم قضيب خيزراني عليه بدر تم شعشعاني * بنور في الدياجي مستطير الا يا يوسفي الحسن كم كم * فؤادي من لهيب الشوق يضرم وكم يا فتنة العشاق أظلم * وما لي في البرايا من نصير فهلا يا حبيب القلب أنعم * بجنات التداني يا منعم فقلبي في الهوى صلى وسلم * وصمت وحر أشواقي فطوري وديوان الهوى املاه قلبي * وكل نافذ من فرط حبي وأهل الحب من زفرات كربي * هدوا طرا إلى نار السعير فجد بالوصل يا بدر الدياجي * وصب الراح في كأس الزجاج وغن بحق حسنك يا سراجي * فان الخيل تشرب بالصفير وروح قلب مشتاق كئيب * يريحان الأغاني يا حبيبي ورجع يا ليالي الوصل طيبي * ومن أقداح أفراحي أديري وقصر في الخطى عند التثني * ليعذر عاذل قد نال مني ويخجل كل مياس بغصن * ودع بحياة حسنك يا أميري أتعلم أنني أضحي وأمسي * أكرر فيك درسا بعد درس واصلي من لهيب الشوق نفسي * واتبع فيض دمعي بالزفير فان ضيعت شيئا من ودادي * فحسبي حب احمد خير هادي ومبعوث إلى كل العباد * شفيع الخلق والهادي البشير وهل اصلى لظى نار توقد * وعندي حب خير الخلق احمد وحب المرتضى الطهر المسدد * وحب الآل باق في ضميري به داود يجزى في المعاد * نجاة من لظى ذات القتاد وينجو كل عبد ذي وداد * بحب الآل والهادي البشير