عباس قال ولدت خديجة لرسول الله ص غلامين وأربع نسوة القاسم وعبد الله وفاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق: روى الزبير بن بكار عن ابن عباس في سبب نزول انا أعطيناك الكوثر ان خديجة ولدت عبد الله بن رسول الله ص ثم أبطأ عليها الولد من بعد فبينما رسول الله ص يكلم رجلا والعاص بن وائل والد عمرو بن العاص ينظر إليه إذا قال له رجل من هذا قال هذا الأبتر فأنزل الله تعالى ان شانئك هو الأبتر اي مبغضك هو الأبتر الذي بتر من كل خير ثم ولدت له زينب فرقية فالقاسم فالطاهر فالمطهر فالطيب فالمطيب فأم كلثوم ففاطمة وكانت أصغرهم وكانت خديجة إذا ولدت ولدا دفعته لمن يرضعه فلما ولدت فاطمة لم ترضعها أحدا غيرها وجميع أولاده ص من خديجة الا إبراهيم ويقال ان الطاهر هو الطيب وهو عبد الله ويقال ان الطيب والمطيب ولدا في بطن والطاهر والمطهر في بطن اه فتحصل من ذلك أقوال خمسة 1 انه لم يولد لها من النبي ص ذكر الا القاسم 2 انها ولدت له القاسم والطاهر 3 انها ولدت القاسم وعبد الله والثاني يلقب بالطيب والطاهر 4 انها ولدت القاسم والطيب والطاهر 5 انها ولدت عبد الله ثم زينب فرقية فالقاسم فالطاهر فالمطهر فالطيب فالمطيب ولا يبعد كون الطيب والمطيب والطاهر والمطهر ألقابا فظن البعض انهما أسماء فعداهما من الأسماء اسلامها في الاستيعاب مسندا عن جماعة انها أول من آمن بالله ورسوله من الرجال والنساء صلى رسول الله ص يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وذكر انه روي مسندا عن ابن عباس: كان علي بن أبي طالب أول من آمن بالله من الناس بعد خديجة اه. والذي ترويه الشيعة أن عليا ع أسلم قبل خديجة ثم أسلمت خديجة لكنهم رووا أن رسول الله ص بعث يوم الاثنين واسلم علي يوم الثلاثاء فان صح الخبر المتقدم ان خديجة أسلمت آخر يوم الاثنين كان اسلامها متقدما على اسلامه بليلة والاعتبار يقضي بان لا يتقدم اسلامها لأنها وان كانت زوجته لم تكن أشد خلطة به من علي ولا أطوع له منه ولم يكن ليؤخر رسول الله ص دعوته لعلي إلى الاسلام ولم يكن علي ليتأخر عن اجابته إلى ذلك ولعل رواية تقدم اسلامها كانت ممن لم يتركوا وسيلة للغض من علي الا توسلوا بها وكيف كان فخديجة أول من أسلم من النساء وعلي أول من أسلم من الرجال ولم يسبق عليا وخديجة أحد إلى الاسلام فلم يكن في الأرض من يعبد الله الا ثلاثة:
رسول الله ص وعلي ع وخديجة رضوان الله عليها فكان يصلي رسول الله ص وعلي عن يمينه متأخرا عنه وخديجة عن يمين علي متأخرة عنه.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عفيف بن عمرو أو ابن قيس كنت امرأ تاجرا وكنت صديقا للعباس بن عبد المطلب في الجاهلية فقدمت لتجارة فنزلت على العباس بمنى فجاء رجل فنظر إلى الشمس حين مالت فقام يصلي ثم جاءت امرأة فقامت تصلي ثم جاء غلام حين راهق الحلم فقام يصلي فقلت للعباس من هذا فقال هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي يزعم أنه نبي ولم يتابعه على امره غير هذه المرأة وهذا الغلام وهذه المرأة خديجة بنت خويلد امرأته وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب قال عفيف الكندي واسلم وحسن اسلامه لوددت اني كنت أسلمت يومئذ فيكون لي ربع الاسلام. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وله شاهد معتبر من أولاد عفيف بن عمرو. وروى الحاكم في المستدرك وابن إسحاق واللفظ للثاني بسنده عن عروة عن عائشة أول ما بدئ به رسول الله ص من الوحي الرؤيا الصادقة لا يرى من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به رؤيا في نومه الا جاءت كفلق الصبح. ثم روى ابن إسحاق بسنده عن عبيد بن عمير بن قتادة الليثي: كان رسول الله ص يجاور في حراء وهو جبل من كل سنة شهرا وكان ذلك مما تتحنث به قريش في الجاهلية. والتحنث والتبرر وقال الحاكم التحنث التعبد حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله به فيه ما أراد من كرامته خرج إلى حراء كما كان يخرج ومعه أهله حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله تعالى فيها برسالته جاءه جبريل بأمر الله تعالى إلى أن قال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق الآية فقرأتها وهببت من نومي فكأنما كتبت في قلبي كتابا فخرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتا من السماء: يا محمد أنت رسول الله وانا جبريل، فرفعت رأسي فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول يا محمد أنت رسول الله وانا جبريل إلى أن قال فما زلت واقفا حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي فبلغوا أعلى مكة ورجعوا إليها وانا واقف في مكاني ثم انصرف عني وانصرفت راجعا إلى أهلي حتى اتيت خديجة فقال يا أبا القاسم أين كنت فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي ثم حدثتها بالذي رأيت فقالت ابشر يا ابن عم وأثبت فوالذي نفس خديجة بيده اني لأرجو ان تكون نبي هذه الأمة ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عمها وكانت ورقة قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من أهل التوراة والإنجيل فأخبرته بما أخبرها به رسول الله ص انه رأى وسمع فقال ورقة بن نوفل قدوس قدوس والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وانه لنبي هذه الأمة فقولي له فليثبت فرجعت خديجة إلى رسول الله ص فأخبرته بقول ورقة. وفي أسد الغابة ومستدرك الحاكم عند ذكر هذا الحديث: قال يعني جبريل ع اقرأ باسم ربك الذي خلق فرجع بها رسول الله ص يرجف فؤاده وفي رواية الحاكم ترجف بوادره فدخل على خديجة فقال زملوني فزملوه حتى ذهب عند الروع وقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت له كلا والله لا يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم وتصدق في الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق وانطلقت به إلى عمها ورقة بن نوفل بن أسد وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب العربية ويكتب الكتاب العبراني ويكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة اي عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة ماذا ترى فأخبره رسول الله ص فقال يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك وفي رواية المستدرك هذا الناموس الذي انزل على موسى. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
أقوال العلماء في حقها في سيرة ابن هشام ج 2 ص 19 كانت لرسول الله ص وزير صدق على الاسلام وفي الاستيعاب: كانت تدعى في الجاهلية الطاهرة وفي الإصابة عن الزبير بن بكار كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة. وفي السيرة الهشامية عن ابن إسحاق: آمنت خديجة برسول الله ص وصدقت بما جاء به من الله ووازرته على امره وكانت أول من آمن بالله وبرسوله وصدق بما جاء به فخفف الله بذلك عن نبيه ص لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه