وفت لعلي من ربيعة عصبة * بصم العوالي والصفيح المذكر شقيق وكردوس ابن سيد تغلب * وقد قام فيها خالد بن المعمر وقارع بالشورى حريث بن جابر * وفاز بها لولا حضين بن منذر لأن حضينا قام فينا بخطبة * من الحق فيها منية المتخير أمرنا بمر الحق حتى كأننا * خشاش تفادى من قطام بقرقر وكان أبوه خير بكر بن وائل * إذا خيف من يوم أغر مشهر نماه إلى عليا عكابة عصبة * وأب أبي للدنية أزهر وفي تاريخ دمشق لابن عساكر خالد بن المعمر بن سلمان بن الحارث يتصل نسبه ببكر بن وائل شهد صفين مع علي كرم الله وجهه ثم غدر بالحسن ولحق بمعاوية فقال الشاعر:
معاوي أمر خالد بن معمر * معاوي لولا خالد لم تؤمر قال أبو عبيدة قدم على معاوية فسأله مداجاة على علي فلم يقبل وكان معاوية قد وصله وولاه أرمينية فوصل إلى نصيبين فاحتيل له بشربة فمات بها اه. فانظره مع قول نصر انه ولاه خراسان فمات قبل أن يصل إليها وقوله قدم على معاوية لعل قدومه قبل وقعة صفين ففي ذلك الوقت لم يكن مانع من قدوم أحد من أصحاب علي ع على معاوية وعدم قبوله المداجاة على علي يدل على تشيعه ولا ينافيه انه كان له باطن سوء مع معاوية ولا غدره بالحسن لأن غاية ذلك فسقه وميله إلى الدنيا والظاهر أن الذي احتال له بشربة هو معاوية فوعده ولم يشأ ان ينفذ ذلك وهو أيضا من إمارات تشيعه. قال ولما كان يوم صفين وثب بنو الحارث مع خالد على سفيان بن ثور فانتزعوا الراية منه واستطال لها ابن الكواء اليشكري ورجا ان تدفع إليه فقال قائل ويلكم يا بني ذهب لا تخرجوها منكم وجئ بحضين بن المنذر فدفعت إليه وحكى يزيد بن أبي الصلت ان معاوية كان صرب يوم صفين لحمير بسهمهم على ثلاث قبائل ربيعة ومذحج وهمدان فلما وقع سهم حمير على ربيعة قال ذو الكلاع الحميري قبحك الله من سهم كرهت الضراب اليوم خوفا من ربيعة ثم أقبل ذو الكلاع في حمير ومعهم عبيد الله بن عمر بن الخطاب في أربعة آلاف من رجال الشام قد بايعوا على الموت فلما دنوا من ربيعة وهي حذاء ميمنة أهل الشام وعلى ميمنتهم ذو الكلاع حملوا عليها وهم ميسرة أهل العراق وفيهم يومئذ ابن عباس وهو على الميسرة فحمل ذو الكلاع وعبيد الله بن عمر بخيلهم ورجالهم حملة شديدة فضعضعت رايات ربيعة وثبتوا الا قليلا منهم ثم إن أهل الشام انصرفوا فمكثوا قليلا ثم كروا فشدوا على الناس شدة شديدة وعبيد الله يحرضهم فثبت لهم ربيعة فقاتلوا قتالا شديدا وصاح بهم خالد بن المعمر بأناس من قومه انهزموا يومئذ فتراجعوا وكان معهم من عنزة أربعة آلاف بصفين. قال أبو عبيدة: ولما قتل علي بن أبي طالب أراد معاوية الناس على بيعة يزيد فتثاقلت ربيعة ولحقت بعبد القيس بالبحرين واجتمعت بكر بن وائل إلى خالد بن المعمر فلما تثاقلت ربيعة تثاقلت العرب أيضا فضاق معاوية بذلك ذرعا فبعث إلى خالد فقدم عليه فرحب به وقال كيف ما نحن فيه فقال أرى ملكا طريفا وبغضا تليدا فقال معاوية قل ما بدا لك فقد عفونا عنك ولكن ما بال ربيعة أول الناس في حربنا وآخرهم في سلمنا قال له خالد انما اتيتك مستأمنا ولم آتك مخاصما ولست للقوم تجري في حجتهم. وان ربيعة ان تدخل في طاعتك تنفعك وان تدخل كرها تكن قلوبها عليك وأبدانها لك فاعط الأمان عامتهم شاهدهم وغائبهم وان ينزلوا حيث شاؤوا فقال افعل فانصرف خالد إلى قومه بذلك ثم إن معاوية بدا له فبعث إلى خالد فدعاه فلما دخل عليه قال كيف حبك لعلي فقال اعفني يا أمير المؤمنين مما أكره فأبى أن يعفيه فقال أحبه والله على حلمه إذا غضب ووفائه إذا عقد وصدقه إذا اكد وعدله إذا حكم ثم انصرف ولحق بقومه وكتب إلى معاوية:
معاوي لا تجهل علينا فإننا * نذلك في اليوم العصيب معاويا متى تدع فينا دعوة ربعية * تجبك رجال يخضبون العواليا أجابوا عليا إذ دعاهم لنصره * وجروا بصفين عليكم الدواهيا فان تصطنعنا يا ابن حرب لمثلها * نكن خير من تدعو إذا كنت داعيا ألم ترني أهديت بكر بن وائل * إليك وكانوا بالعراق أفاعيا إذا نهشت قال السليم لأهله * رويدا فاني لا أرى لك راقيا فاضحوا وقد أهدوا ثمار قلوبهم * إليك وإفراق الذنوب كما هيا ودع عنك شيخا قد مضى لسبيله * على أي حاليه مصيبا وخاطبا فإنك لا تستطيع رد الذي مضى * ولا دافعا شيئا إذا كان جائيا وكنت امرأ تهوى العراق وأهله * إذ أنت حجازي فأصبحت شاميا وكتب الأعور الشني إلى معاوية:
اتاك بسلم الحي بكر بن وائل * وأنت منوط كالسقاء الموكر معاوي أكرم خالد بن معمر * فإنك لولا خالد لم تؤمر فخادعته بالله حتى خدعته * ولم يك خبا خالد بن المعمر فلم تجزه والله يجزي بسعيه * وتشييده ملكي سرير ومنبر فدعاهما معاوية فوصلهما فقال الشني:
معاوي اني شاكر لك نعمة * رددت بها رشدي علي معاوي وكم من مقام غائظ لك قمته * وداهية أسعرتها بعد داهية فموتها حتى كان لم أقم بها * عليك وأوتاري بصفين باقيه فأبلعتني ريقي وكانت مقالتي * بكفيك لو لم يكفف السهم باريه فقال معاوية:
لقد رضي الشني من بعد عتبه * فأيسر بما يرضي به صاحب العتب والتقى رجلان من بكر بن وائل أحدهما من شيبان والآخر من بني ذهل فكلاهما ادعى انه أفضل من الآخر فتحاكما إلى رجل من همدان فقال من أيكما علي بن الهيثم المقتول يوم الجمل وهو سيد ربيعة وكان يأخذ الاسلام ألفين وخمسمائة ومن أيكما حسان بن مخدوج المقتول يوم الجمل وهو سيد ربيعة وكندة ونزع عنها الأشعث بن قيس ومن أيكما كان خالد بن المعمر الذي بايعته ربيعة بصفين على الموت حتى اعتقل لأهل الوبر ولأهل المدر ونجا الله به أهل اليمامة ومن أيكما كان حضين بن المنذر صاحب الراية السوداء الذي قيل فيه:
لمن راية سوداء يخفق ظلها * إذا قيل قدمها حضين تقدما قال الذهلي كانوا كلهم منا فقال له أنتم أنتم اه. ومن الغريب ان بعض المعاصرين عد فيما كتبه في بعض المجلات خالد بن المعمر من