أقيم على التقوى وأرضى بفعلها * وكنت من النار المخوفة احذرا وفي الاستيعاب عن الهيثم بن عدي رعت بنو عامر بالبصرة في الزرع فبعث أبو موسى الأشعري في طلبهم فتصارخوا يا آل عامر فخرج النابغة الجعدي ومعه عصابة فاتى به أبو موسى فقال له ما أخرجك قال سمعت داعية قومي فخرجت فضربه أسواطا فقال النابغة يهجوه:
رأيت البكر بكر بني ثمود * وأنت أراك بكر الأشعرينا فان تك لابن عفان أمينا * فلم يبعث بك البر الأمينا فيا قبر النبي وصاحبيه * الا يا غوثنا لو تسمعونا الا صلى إلهكم عليكم * ولا صلى على الامراء فينا وروى بسنده عن عروة بن الزبير فقال أقحمت السنة نابغة بني جعد فدخل على عبد الله بن الزبير في المسجد الحرام فأنشده من أبيات:
اتاك أبو ليلى تجوب به الدجى * دجى الليل جواب الفلاة عرمرم لتجبر منه جانبا دعدعت به * صروف الليالي والزمان المصمم فأعطاه سبع قلائص وفرسا وأوقر له الركاب برا وتمرا وثيابا من مال الصدقة، وفي معجم الشعراء للمرزباني روي أنه لما أنشد النبي ص:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا * وانا لنرجو فوق ذلك مظهرا قال له أين المظهر يا أبا ليلى فقال الجنة قال اجل إن شاء الله تعالى.
قال ثم أنشدته:
فلا خير في حلم إذا لم تكن له * بوادر تحمي صفوه ان يكدرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له * حليم إذا ما أورد الامر أصدرا قال النبي ص أجدت لا يفضضن الله فاك فيقال انه بلغ عشرين ومائة سنة لم تسقط له سن اه وفي المجموع الرائق تأليف هبة الدين ابن أبي محمد الحسن الموسوي في نسخة مخطوطة رأيتها في قم سنة 1353: اخبرني أبو الحسين بن زنجي اللغوي البصري في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة عن أبي عبد الله النمري عن ابن دريد الأزدي وأخبرني أبو الحسين علي بن المظفر العلامة البندنيجي عن أبي أحمد بن عبد الله بن سعيد العسكري عن ابن دريد الأزدي عن أبي حاتم السجستاني عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال قال أبو ذؤيب الهذلي بلغنا ان رسول الله ص عليل الحديث ثم قال وبهذا الاسناد ان النابغة الجعدي خرج من منزله وسال عن حال الناس فلقيه عمران بن حصين وقيس بن صرمة وقد عادا من السقيفة فقال ما وراءكما فقال عمران بن حصين ان كنت أدري فعلي بدنة من كثرة التخليط أف من أفة وقال قيس بن صرمة:
أصبحت الأمة في امر عجب * والملك فيهم قد غدا لمن غلب فقد قلت قولا صادقا غير كذب * ان غدا يهلك اعلام العرب وقال النابغة فما فعل أبو حسن علي قيل مشغول بتجهيز النبي ص فقال:
قولا لأصلع هاشم ان أنتما * لاقيتماه لقد حللت أرومها وإذا قريش بالنجار تسجلت * كنت الجدير به وكنت زعيمها وعليك سلمت الغداة بامرة * للمؤمنين فما رعت تسليمها نكثت على عمد هنالك عهده * فتبوأت نيرانها وجحيمها وتخاصمت يوم السقيفة والذي * فيه الخصام غدا يكون خصيمها وفي الأغاني بسنده دخل النابغة الجعدي على عثمان ليودعه فقال وأين تريد يا أبا ليلى قال الحق بابلي فاشرب من ألبانها فاني منكر لنفسي إلى أن قال فدخل على الحسن والحسين فودعهما الحديث وقد تقدم.
وفي الأغاني بسنده لما خرج علي ع إلى صفين خرج معه نابغة بني جعدة فساق به يوما فقال:
قد علم المصران والعراق * ان عليا فحلها العتاق ابيض جحجاح له رواق * وأمه غالى بها الصداق أكرم من شد به نطاق * ان الأولى جاروك لا أفاقوا لهم سياق ولكم سياق * قد علمت ذلكم الرفاق سقتم إلى نهج الهدى وساقوا * إلى التي ليس لها عراق في ملة عادتها النفاق وفي الأغاني أغار المنتشر الباهلي على اليمن فرجع مظفرا فوجد بني جعدة قد قتلوا ابنا له فأغار على بني جعدة فقتل منهم ثلاثة نفر فتصدعت باهلة فلحقت فرقة منهم يقال لهم بنو وائل بعقال بن خويلد العقيلي فأجارهم فقال النابغة في ذلك قصيدة منها:
أيا دار سلمى بالحرورية اسلمي * إلى جانب الصمان فالمتثلم أقامت به البردين ثم تذكرت * منازلها بين الدخول فجرثم ومسكنها بين الغروب إلى اللوى * إلى شعب ترعى بهن فعيهم ليالي تصطاد الرجال بفاحم * وأبيض كالاغريض لم يتثلم فأبلغ عقالا ان غاية داحس * بكفيك فاستأخر لها أو تقدم تجير علينا وائلا في دمائنا * كأنك عما ناب أشياعنا عمي كليب لعمري كان أكثر ناصرا * وأيسر جرما منك ضرج بالدم رمى ضرع ناب فاستمر بطعنة * كحاشية البرد اليماني المسهم وما يشعر الرمح الأصم كعوبه * بثروة الأبلج المتوسم وقال بحساس أغثني بشربة * تفضل بها طولا علي وانعم فقال تجاوزت الأحص وماءه * وبطن شبيث وهو ذو مترسم وفي الاستيعاب مما يستحسن ويستجاد للنابغة الجعدي قوله:
فتى كملت خيراته غير * انه جواد فما يبقي من المال باقيا فتى تم فيه ما يسر صديقه * على أن فيه ما يسوء الأعاديا وفي الأغاني كان معاوية كتب إلى مروان فاخذ أهل النابغة وماله فدخل النابغة على معاوية وعنده عبد الله بن عامر ومروان فأنشده:
من راكب يأتي ابن هند بحاجتي * على الناي والأنباء تنمي وتجلب ويجبر عني ما أقول ابن عامر * ونعم الفتى يأوي إليه المعصب فان تأخذوا أهلي ومالي بظنة * فاني لحراب الرجال مجرب