معمورة وحكم قزغن زيادة على اثنتي عشرة سنة إلى أن قتل في سنة 759 بيد بعض مقربيه فحكم بعده ولده الأمير عبد الله نحوا من سنة ثم قتل ثم نصب في المملكة أغلان خان من نسل جغتاي خان فلم يتفق معه أمراء ما وراء النهر فخلع سنة 760 ووقع الهرج والمرج في المملكة وصار كل أمير يحكم برأيه ولا يحسب لغيره ووقعت المحاربة والمقاتلة بينهم وصار الناس عرضة للتلف وكان تقلقتمور خان من نسل جغتاي خان له شئ من الاستقلال في الملك فجهز عسكرا في سنة 761 بتمام العظمة والشوكة وتوجه نحو بلاد ما وراء النهر وأكثر أمراء تلك البلاد حضروا إلى خدمته وكان والد الأمير تيمور قد توفي في تلك السنة انتهى.
مبدأ ظهوره إلى أن ملك قال وكان الأمير تيمور قد تزوج ابنة الأمير قزغن وعمره يومئذ 25 سنة فذهب إلى خدمة تقلقتمور خان وحيث رأى فيه ملامح النجابة والقدرة عينه في ديوانه وكان الأمير حسين بن الأمير صلاء أخو زوجة الأمير تيمور وحفيد الأمير قزغن حاكما على بلاد ما وراء النهر فترقى الأمير تيمور في زمانه وبقي الأمير زاده الكبير يعني تقلقتمور والأمير حسين والأمير تيمور مدة على اتفاق في الشدة والرخاء ثم وقع الاختلاف بينه وبين الأمير حسين فمال أمراء النهر إلى جانب الأمير تيمور وقتلوا الأمير حسينا في مدينة بلخ وفي يوم الأربعاء تاسع شهر رمضان المبارك سنة 771 صار الأمير تيمور حاكما على جميع ما وراء النهر مما كان بيد قزغن ونصب سيورغتمش من نسل جغتاي خانا على المملكة. وقال وكانت دولة تيمور بعد هذا في اقبال وترق وتزايد وكلما قصد بلدا فتحه وما قاتل عدوا إلا غلبه وكل من خالفه صار مقهورا ولم يغلب في معركة من المعارك في مدة الست والثلاثين سنة التي ملكها أخذ جميع بلاد ما وراء النهر وتركستان وخوارزم وخراسان وسيستان وهندوستان والعراقين وفارس وكرمان ومازندران وآذربايجان وديار بكر وخوزستان وفتح كثيرا من القلاع والحصون وقهر ملوك تلك الممالك وفوض الحكومة والسلطنة إلى أولاده وأحفاده وأمرائه انتهى وعن ابن حجر كان تيمور من اتباع طقتمش خان آخر الملوك من ذرية جنكيز خان فلما مات وقدر في السلطنة ولده محمود استقر تيمور اتابكه وتزوج أم محمود وصار هو المتكلم في المملكة وكانت همته عالية ويتطلع إلى الملك انتهى وطقتمش هذا ليس له ذكر في كلام غيره ويمكن ان يكون الصواب سيورغتمش أو تقلقتمور بدل طقتمش لأن طقتمش كان ملك القبجاق كما يأتي والذي كان آخر الملوك من اتباعه هو تقلقتمور أو سيورغتمش كما مر ولكن التعدد في طقتمش ممكن فكون ملك القبجاق اسمه طقتمش لا يمنع أن يكون آخر الملوك من ذرية جنكيز اسمه طقتمش، ويبعد كون سيورغتمش هو والد محمود ما سيأتي من أن تيمور كان يطلب إلى من يريد طاعته له أن يخطبوا باسم محمود خان أو سيورغتش وباسم الأمير الكبير تيمور الكركاني وهذا يدل على أنهما كانا موجودين أميرين في وقت واحد، وفي البدر الطالع كان ابتداء ملك تيمور انها لما انقرضت دولة بني جنكيز خان وتلاشت في جميع النواحي ظهر هذا بتركستان وسمرقند وتغلب على ملكهم محمود بعد أن كان أتابكه وتزوج أمه فاستبد عليه انتهى وقد سمعت ان ابن حجر قال محمود هو ابن طقتمش واننا احتملنا أن يكون الصواب تقلقتمور أو سيورغتمش بدل طقتمش ويأتي عن عجائب المقدور ما يدل على أنه تقرب عند السلطان حسين ملك بلخ وهو بيت الملك حتى تزوج أخته ثم غاضبته فقتلها وانه حمل مرة إلى السلطان حسين فأراد قتله فشفع فيه ولده غياث الدين وصار في خدمة غياث الدين ثم فارقه وعبر جيحون مع أصحابه وفتح مدينة نخشب وانه عصى على السلطان حسين وتحارب معه عدة مرات حتى قتل السلطان حسينا سنة 771 وأقام مقامه شخصا يدعى سيورغتمش من بيت المملكة من ذرية جنكيز وأنه حارب غياث الدين بن السلطان حسين سلطان هراة وأخذ هراة منه. وفي أعلام النبلاء عن تاريخ ابن خلدون أو غيره ما ملخصه ان غياث الدين اصطحبه وزوجه أخته وقربه حتى صار من وزرائه فلما ملك غياث الدين بعد أبيه حسين ازدادت منزلة تيمور عنده ثم وقع بينه وبين زوجته أخت غياث الدين شئ أغضبه فقتلها وعصى على غياث الدين إلى أن حاصره بهراة وملكها وحبس غياث الدين حتى مات جوعا وعطشا انتهى أقول في كلام هؤلاء المؤرخين من التنافي ما لا يخفى أولا ان كلام ابن عربشاه دال على أن حسينا الذي كان تيمور متزوجا بأخته كان هو ملك التتار فحاربه تيمور حتى قتله وأقام بعده على المملكة سيورغتمش من ذرية جنكيز والذي مر عن التاريخ الفارسي دال على أن الذي تزوج تيمور أخته هو الأمير حسين ابن الأمير صلاء ابن الأمير قزعن ولم يكن سلطانا بل حاكما على بلاد ما وراء النهر والسلطان العام هو تقلقتمور خان من ذرية جنكيز وان تيمور كان من اتباع تقلقتمور لا من أتباع الأمير حسين حتى يقال أنه عصى عليه بل كان من أقران الأمير حسين ونظرائه أو أعلى منه والظاهر أن الصواب ما في التاريخ الفارسي وان ما في عجائب المقدر أشبه بأقاصيص المخترعين منه بأقوال ثقات المؤرخين ثانيا نسبة التلصص إلى تيمور الظاهر أنها غير صحيحة لما عرفت من أنه كان هو وآباؤه أصحاب حشمة وإمارة من أول عمره ثالثا الظاهر أن القول بأنه تزوج أخت غياث الدين اشتباه وانما تزوج أخت الأمير حسين والله أعلم. وفي عجائب المقدور كان في أول أمره إذا نزل بأحد مستضيفا استنسبه وحفظ اسمه ونسبه وقال له إذا بلغك اني استوليت على الممالك فائتني بعلامة كذا أكافئك فلما ملك هرعت الناس بالعلائم اليه فكان ينزل كل أحد منزلته. وانه كان في أول أمره استمال اليه نحو أربعين رجلا مثل العباس وجهانشاه وقمارى وسليمان شاه وايدكو تيمور وسيف الدين وغيرهم وكان يذكر لهم انه طالب ملك وانه سيقهر ملوك الدنيا فيسخرون منه، وفي غيره فيسخر منه بعضهم ويصدقه البعض لما يرون من شدة حزمه وشجاعته إن المقادير إذا ساعدت * ألحقت العاجز بالحازم فشرع فيما يقصده والمقادير تساعده لا يؤيسنك من مجد تباعده * فان للمجد تدريجا وتدريبا إن القناة التي شاهدت رفعتها * تنمو فتنبت أنبوبا فأنبوبا قال وقيل إنه في بعض أسفاره ضل الطريق وكاد يهلك جوعا و عطشا إلى أن وقع على خيل السلطان وكان عارفا بصفاتها وسماتها فطلب منه القيم عليها أن يصحبه ففعل وجهزه إلى السلطان ومعه خيل واعلمه حاله فانعم السلطان عليه ووصى القيم به ورده اليه فلم يلبث القيم ان مات فتولى تيمور مكانه ولم يزل يترقى عند السلطان حتى تزوج أخت السلطان ثم جرى بينه وبينها منافرة فعيرته بما كان عليه فقتلها وعصى على السلطان وكان السلطان اسمه حسين وهو من بيت الملك وقاعدة ملكه مدينة بلخ وأوامره جارية في ممالك ما وراء النهر إلى أطراف تركستان قال وكان للسلطان أربعة وزراء كل واحد من قبيلة احدى هذه القبائل تسمى ارلات