غير واحد من التابعين حديث غدير خم مفصلا وروى عن الأعمش قال شهد عندي عشرة من خيار التابعين ان البراء بن عازب كان يبرأ ممن تقدم على علي ع ويقول إني برئ منهم في الدنيا والآخرة. توفي البراء بالكوفة سنة 72 من الهجرة انتهى وفي كون عمره يوم بدر أربع عشرة سنة نظر تقدم. وفي رجال الكشي روي جماعة من أصحابنا منهم أبو بكر الحضرمي وأبان بن تغلب والحسين بن أبي العلاء وصباح المزني عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع ان أمير المؤمنين ص قال للبراء بن عازب كيف وجدت هذا الدين؟ قال كنا بمنزلة اليهود قبل ان نتبعك تخف علينا العبادة فلما اتبعناك ووقع حقائق الايمان في قلوبنا وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا! الخير قال أبو عمرو الكشي هذا بعد ان أصابته دعوة أمير المؤمنين ع فيما روي عنه من جهة العامة روى عبد الله بن إبراهيم أخبرنا أبو مريم الأنصاري عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش قال خرج علي بن أبي طالب ع من القصر فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم فقالوا السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا مولانا! فقال علي ع من هاهنا من أصحاب رسول الله ص؟ فقام خالد بن زيد أبو أيوب وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وقيس بن سعد بن عبادة وعبد الله بن بديل بن ورقاء، فشهدوا جميعا أنهم سمعوا رسول الله ص يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال علي ع لأنس بن مالك والبراء بن عازب ما منعكما ان تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم ثم قال اللهم إن كانا كتماها معاندة فابتلهما فعمي البراء بن عازب وبرص قدما انس بن مالك، فحلف انس بن مالك ان لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب ولا فضلا ابدا، وأما البراء بن عازب فكان يسال عن منزله فيقال هو في موضع كذا وكذا! فيقول يرشد من أصابته الدعوة انتهى. وعن شرح البخاري روي عن النبي ص ثلاثمائة وخمسة أحاديث نزل الكوفة وتوفي بها أيام مصعب بن الزبير وشهد مع علي ع مشاهدة انتهى وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير عند ذكر من نزل الكوفة من الصحابة البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري من بني حارثة بن الحارث من الأوس ويكنى أبا عمارة وقال عند ذكر الصحابة الذين أسلموا قبل فتح مكة ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج ثم قال كان أبوه عازب قد أسلم أيضا ولم نسمع لعازب يذكر في شئ من المغازي وقد سمعنا بحديثه في الرحل الذي اشتراه منه أبو بكر ثم روى بسنده قال اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر لعازب مر البراء فليحمله إلى رحلي، فقال له عازب لا حتى تحدثنا حديث خروجك مع رسول الله ص والمشركون يطلبونكم فحدثه ثم روى عن البراء قال استصغرنا يوم بدر انا وابن عمر ثم قال قال البراء فلم يقدم علينا رسول الله ص حتى قرأت سورا من المفصل ثم خرجنا نتلقى العير فوجدناهم الد حذروا. وبسنده عن البراء ما قدم علينا رسول الله ص حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سور من المفصل. وبسنده عنه غزوت مع رسول الله ص خمس عشرة غزوة وانا وعبد الله بن عمر لدة وفي رواية صحبت رسول الله ص ثمانية عشر سفرا فما رأيته ترك ركعتين قبل الظهر. وفي رواية غزوت معه ص ثماني عشرة غزوة ما رأيته ترك ركعتين حين تزيغ الشمس في حضر ولا سفر. قال محمد بن عمر أجاز رسول الله ص براء بن عازب يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة ولم يجزه قبلها. وفي الاستيعاب البراء بن عازب بن حارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج الحارثي الخزرجي روي شعبة وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن البراء سمعته يقول استصغرت انا و ابن عمر بدر وكان المهاجرون يومئذ نيفا على الستين وكان الأنصار نيفا على أربعين ومائة هكذا في الحديث ويشبه ان يكون البراء أراد الخزرج خاصة قبيله ان لم يكن ابن إسحاق غلط عليه والصحيح عند أهل السير ما قدمنا في أول هذا الكتاب في عدد أهل بدر يعني 313 أو 314 قال وقال الواقدي أستصغر رسول الله ص يوم بدر جماعة منهم البراء بن عازب وروى بسنده ان رسول الله ص يقدم علينا رسول الله ص استصغر يوم أحد البراء بن عازب. وذكر الدولابي عن الواقدي أول غزوة شهدها البراء بن عازب الخندق. قال أبو عمر وهذا أصح في رواية نافع. وقال أبو عمرو الشيباني افتتح البراء بن عازب الري سنة 24 صلحا أو عنوة وقال أبو عبيدة افتتحها حذيفة سنة 22 وقال حاتم بن مسلم افتتحها قرظة بن كعب الأنصاري وقال المدائني افتتح بعضها أبو موسى و بعضها قرظة. وشهد البراء بن عازب مع علي الجمل وصفين والنهروان ثم نزل الكوفة ومات بها أيام مصعب بن الزبير انتهى وفي أسد الغابة البراء بن عازب إلى قولنا ابن الأوس ثم قال الأنصاري الأوسي الحارثي رده رسول الله ص عن بدر استصغره وأول مشاهده أحد وقيل الخندق وغزا مع رسول الله ص أربع عشرة غزوة، وهو الذي أفتتح الري وقيل افتتحها غيره، وشهد غزوة تستر مع أبي موسى وشهد مع علي بن أبي طالب الجمل وصفين والنهروان، ونزل الكوفة وابتنى بها دارا ومات أيام مصعب بن الزبير، ثم روى بسنده عن البراء استصغرني رسول الله ص يوم بدر فلم أشهدها، وزاد في رواية أخرى وشهدت أحدا.
وكان البراء يقول انا الذي أرسل معه النبي ص السهم إلى قليب الحديبية فجاش بالري وقيل هو ناجية بن جندب وهو أشهر انتهى وفي الإصابة البراء بن عازب، إلى قولنا الأوسي، ثم روى حديث استصغار رسول الله ص إياه يوم بدر بطريقين زيد في أحدهما وشهدت أحدا. ثم قال روي عنه انه غزا مع رسول الله ص أربع عشرة غزوة، وفي رواية خمس عشرة وقال إسناده صحيح. وعنه سافرت مع رسول الله ص ثمانية عشر سفرا، أخرجه أبو ذر الهروي، وشهد البراء مع علي الجمل وصفين وقتال الخوارج انتهى وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين شهد البراء بن عازب صفين مع أمير المؤمنين ع انتهى. وفي تهذيب التهذيب البراء بن عازب روى عن النبي ص وعن أبي بكر وعمر وعلي وأبي أيوب وبلال وغيرهم، وعنه عبد الله بن زيد الخطمي وأبو جحيفة ولهما صحبة وعبيد والربيع ويزيد ولوط أولاد البراء وابن أبي ليلى وعدي بن ثابت وأبو إسحاق ومعاوية بن سويد بن مقرن وأبو ردة وأبو بكر أبنا أبي موسى وخلق، وشهد مع علي الجمل وصفين والنهروان، وكان يلقب ذا الغرة، كذا قيل وعندي ان ذا الغرة آخر انتهى.
قال وروى أبو بكر الجوهري في كتاب السقيفة قال حدثني المغيرة بن محمد المهدي من حفظه وعمر بن شبة من كتابه باسناد رفعه إلى أبي سعيد الخدري قال سمعت البراء بن عازب يقول اني لم أزل لبني هاشم محبا فلما قبض رسول الله ص تخوفت أن تتمالأ قريش على اخراج هذا الامر من بني هاشم فاخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة