يتشيع وكان أبوه أحد من اعتزل حرب الجمل وصفين وما بعدهما من الأحداث فلم يحضرها انتهى وفي تهذيب التهذيب أيمن بن خريم بن الأخرم بن شداد الأسدي أبو عطية الشامي الشاعر مختلف في صحبته عنه فاتك بن فضالة والشعبي والسبيعي وعبد الملك بن عمير قال العجلي تابعي ثقة رجل صالح انتهى وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين كان أيمن رجلا عابدا مجتهدا قد كان معاوية جعل له فلسطين على أن يبايعه على قتال علي فبعث اليه أيمن ولست مقاتلا رجلا يصلي * على سلطان آخر من قريش له سلطانه وعلي إثمي * معاذ الله من سفه وطيش أ أقتل مسلما في غير جرم * فليس بنافعي ما عشت عيشي ويأتي انه قالها حين دعاه مروان بن الحكم للقتال معه يوم مرج راهط ولعله قالها أولا ثم أنشدها ثانية. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر أيمن بن خريم بالتصغير وذكر نسبه كما مر وقال أبو عطية الأسدي له صحبة روى عن النبي ص حديثين اختلف في أحدهما وروى عن أبيه وعمه سبرة بن فاتك، وكانا صحابيين وكان شاعرا وروى عنه الشعبي وفاتك بن فضالة وروى سفيان بن زياد عنه ولم يسمع منه وكان يسكن دمشق في محلة القصاعين (1) ثم تحول إلى الكوفة، واخرج الحافظ ابن عساكر من طريق البغوي عنه قام رسول الله ص خطيبا فقال يا أيها الناس عدلت شهادة الزور الشرك بالله ثم قرأ واجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ثم قال وقد اختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد ولا يعرف لأيمن بن خريم سماع من النبي ص وقال المرزباني ان لخريم بن فاتك صحبة وقيل إن لأيمن أيضا صحبة وقال العجلي هو تابعي ثقة صالح انتهى.
تشيعه يدل عليه قول أبي الفرج الأصبهاني كما تقدم انه كان يتشيع ووجدت في مسودة الكتاب انه كان هواه مع علي ع الا انه لم يكن نافذ البصيرة وأقول ان النظر في مجموع أحواله يدل على ذلك اما ان هواه كان مع علي ع فيدل عليه شماتته بمعاوية وأهل الشام لما عبا معاوية لكل رجل من المعروفين في أصحاب علي رجلا من أصحابه فلم يفلحوا وكان النصر لأصحاب أمير المؤمنين وأبياته العينية في ذلك وشعره الذي خاطب به ابن الزبير لما اجابه ابن عباس وانتصر عليه وعدم قبوله ان يحارب مع معاوية وقد جعل له فلسطين وأبياته السينية التي قالها يوم الحكمين وقول نصر انه كان هواه ان يكون هذا الأمر لأهل العراق وأبياته الرائية التي يطري فيها أهل العراق ويذكر فرار معاوية. ويدل على أن هواه لم يكن مع بني أمية عدم قتاله مع مروان يوم مرج راهط وغير ذلك. وأما انه كان غير نافذ البصيرة فلاعتزاله الفريقين يوم صفين وربما دل على ذلك مدحه ورثاؤه بني أمية وقوله فيهم لما أجلاهم ابن الزبير عن الحجاز كما يأتي ذلك كله مفصلا عند ذكر أحواله. لكن يمكن ان يكون ذلك مداراة وطمعا في الجوائز كما مدح السيد الحميري ملوك بني العباس مع شدة تشيعه وكما مدحهم أبو تمام مع ظهور تشيعه.
* (هامش؟ * (1) هي المعروفة اليوم بمحلة القصاع والظاهر أنها كانت تعمل فيها القصاع فسميت بمحلة القصاعين. (*) اخباره المتعلقة بصفين وببني هاشم ذكر نصر بن مزاحم في كتاب صفين انه لما تعاظمت الأمور على معاوية يوم صفين دعا خواص أصحابه فقال لهم انه قد غمني رجال من أصحاب علي وانه عبا لكل رجل منهم رجلا من أصحابه هو لسعيد بن قيس الهمداني، وعمرو بن العاص للمرقال، وبسر بن أرطأة لقيس بن سعد بن عبادة، وعبيد الله بن عمر بن الخطاب للأشتر، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد لعدي بن حاتم، وجعل الحرب بينهم نوبا خمسا فلم يفلحوا وكان النصر لأصحاب أمير المؤمنين ع فغم ذلك معاوية وكسره وان أيمن بن خريم الأسدي لما بلغه ذلك شمت وكان انسك رجل من أهل الشام وأشعره وكان في ناحية معتزلا فقال في ذلك معاوي ان الامر لله وحده * وانك لا تستطيع ضرا ولا نفعا عبأت رجالا من قريش لمعشر * يمانية لا تستطيع لها دفعا فكيف رأيت الامر إذ جد جده * لقد زادك الرأي الذي جئته جدعا تعبي لقيس أو عدي بن حاتم * والأشتر يا للناس أغمارك الخداعا تعبئ للمرقال عمرا وانه * لليث لقى من دون غايته ضبعا وان سعيدا إذ برزت لرمحه * لفارس همدان الذي يشعب الصدعا ملي بضرب الدار عين بسيفه * إذا الخيل أبدت من سنابكها نقعا رجعت فلم تظفر بشئ أردته * سوى فرس أعيت وأبت بها ظلعا فدعهم فلا والله لا تستطيعهم * مجاهرة فانظر تطيقهم خدعا وقال نصر انه لما تراضى الناس بالحكمين يوم صفين وأراد علي ابن عباس وأراد أهل العراق أبا موسى للحكومة بعث أيمن بن خريم الأسدي وهو معتزل لمعاوية بهذه الأبيات وكان هواه ان يكون هذا الأمر لأهل العراق فقال لو كان للقوم رأي يعظمون به * بعد الخطار رموكم بابن عباس لله در أبيه أيما رجل * ما مثله لفصال الخطب في الناس لكن رموكم بشيخ من ذوي يمن * لم يدر ما ضرب أخماس لأسداس ان يخل عمرو به يقذفه في لجج * يهوي به النجم تيسا بين أتياس أبلغ لديك عليا غير عائبه * قول امرئ لا يرى بالحق من باس فاصدم بصاحبك الأدنى زعيمهم * ان ابن عمك عباس هو الآسي فلما بلغ الناس قول أيمن طارت أهواؤهم إلى عبد الله بن عباس وأبى القراء الا أبا موسى. وقال نصر في حديث عمر بن سعد قال بسر بن أرطأة لقد رضي معاوية بهذه الهدنة ولئن أطاعني لينقضنها فقال أيمن بن خريم بن فاتك وكان قد اعتزل عليا ومعاوية ثم قارب أهل الشام ولم يبسط يدا اما والذي أرسى ثبيرا مكانه * وأنزل ذا الفرقان في ليلة القدر لئن عطفت خيل العراق عليكم * ولله لا للناس عاقبة الأمر تقحمها قدما عدي بن حاتم * والأشتر يهدي الخيل في وضح الفجر وطاعنكم فيها شريح بن هانئ * وزحر بن قيس بالمثقفة السمر وشمر فيها الأشعث اليوم ذيله * تشبهه بالحارث بن أبي شمر لتعرفه يا بسر يوما عصبصبا * يحرم أطهار النساء من الذعر يشيب وليد الحي قبل مشيبه * وفي بعض ما أعطوك راغية البكر وعهدك يا بسر بن أرطأة والقنا * رواء من أهل الشام أظماؤها تجري