سمي نبينا لم يبق منهم * سواه فعنده حصل الرجاء تغيب غيبة من غير موت * ولا قتل وسار به القضاء وبين الوحش يرعى في رياض * من الآفاق مرتعها خلاء فحل فما بها بشر سواه * بعقوته له عسل وماء إلى وقت ومدة كل وقت * وان طالت عليه لها انقضاء فقل للناصب الهاوي ضلالا * تقوم وليس عندهم غناء كذا فداء لابن خولة كل نذل * يطيف به وأنت له فداء كانا بابن خولة عن قريب * ورب العرش يفعل ما يشاء يهز دوين عين الشمس سيفا * كلمع البرق أخلصه الجلاء تشبه وجهه قمرا منيرا * يضئ له إذا طلع السناء فلا يخفى على أحد بصير * وهل بالشمس ضاحية خفاء هنالك تعلم الأحزاب انا * ليوث لا ينهنهها لقاء فندرك بالذحول بني أمي * وفي درك الذحول لهم فناء وقال المرزباني في النبذة المختارة من تلخيص اخبار شعراء الشيعة المتقدم ذكرها. كان السيد رحمه الله يرى رأي الكيسانية في محمد بن الحنفية وهو القائل من ابيات: وما ذاق ابن خولة طعم موت وذكر الأبيات الثلاثة المتقدمة وقال إنه تاب بعد ذلك وقال:
تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت ان الله يعفو ويغفر ودنت بدين غير ما كنت دائنا * به ونهاني سيد الناس جعفر والابيات مشهورة أقول وتمامها كما في المناقب وغيرها:
فقلت فهبني قد تهودت برهة * والا فديني دين من يتنصر فاني إلى الرحمن من ذاك تائب * واني قد أسلمت والله أكبر فلست بعاد ما حييت وراجعا * إلى ما عليه كنت أخفي واضمر ولا قائلا قولا بكيسان بعدها * وان عاب جهال معابا وأكثروا ولكنه مما مضى لسبيله * على أحسن الحالات يقفى ويؤثر قال المرزباني: وقال السيد كان أبو بجير يرى رأي الامامية وكنت أرى رأي الكيسانية فكان يعيبني ويناظرني ولما رجعت إلى مذهب الإمامية اجتمعت به فاخذ يناظرني على ما كنت عليه فعرفته اني رجعت وأنشدته:
أيا راكبا نحو المدينة جسرة * عذافرة يطوي بها كل سبسب إذا ما هداك الله عاينت جعفرا * فقل لأمين الله وابن المهذب إليك رددت الأمر غير مخالف * وفئت إلى الرحمن من كل مذهب سوى ما تراه يا ابن بنت محمد * فان به عقدي وزلفى تقربي وما كان قولي في ابن خولة مطنبا * معاندة مني لنسل المطيب ولكن روينا عن وصي محمد * وما كان فيما قال بالمتكذب بان ولي الأمر يفقد لا يرى * سنين كفعل الخائف المترقب فتقسم أموال الفقيد كأنما * تغيبه بين الصفيح المنصب ويمكث حينا ثم يشرق شخصه * مضيئا بنور العدل إشراق كوكب يسير بنصر الله من بيت ربه * على قدر ما يأتي بأمر مسبب يسير إلى أعدائه بلوائه * فيقتل فيهم قتل حران مغضب فلما رأوا أن ابن خولة غائب * صرفنا اليه قولنا لم نكذب وقلنا هو المهدي والقائم الذي * يعيش بجدوى عدله كل مجدب فإذ قلت لا فالقول قولك ما على * رضاك بدين الحق من متعتب وأشهد ربي ان قولك حجة * على الخلق طرا من مطيع ومذنب بان ولي الأمر أول قائم * سيظهر أخرى الدهر بعد ترقب له غيبة لا بد ان سيغيبها * فصلى عليه الله من متغيب يكون كذا حينا ويظهر بعده * فيملأ عدلا كل شرق ومغرب بذاك أدين الله سرا وجهرة * ولست وان عوتبت فيه بمعتب قال: فسجد أبو بجير وقال الحمد لله الذي لم يذهب بك باطلا ثم امر لي بمال جزيل ورقيق وكراع. قال ومما روي في رجوعه قوله:
صح قولي بالإمامة * وتعجلت السلامه وأزال الله عني * إذ تجعفرت الملامه قلت من بعد حسين * بعلي ذي العلامه أصبح السجاد للإسلام * والدين دعامه قد أراني الله امرا * اسال الله تمامه كي ألاقيه به في * وقت أهوال القيامة انتهى كلام المرزباني. وفي ارشاد المفيد ان السيد إسماعيل بن محمد الحميري رجع عن مذهب الكيسانية لما بلغه انكار أبي عبد الله ع قوله ودعاؤه إلى القول بنظام الإمامة وقال يمدحه وذكر الأبيات وهي أقل مما مر وفي بعضها زيادة أو مخالفة لما مر: أيا راكبا البيت:
إذا ما هداك الله عاينت جعفرا * فقل لولي الله وابن المهذب الا يا ولي الله وابن وليه * أتوب إلى الرحمن ثم تاوبي إليك من الذنب الذي كنت مبطنا * أجاهد فيه دائبا كل معرب وما كان قولي لابن خولة دائبا * معاندة مني لنسل المطيب ولكن روينا البيت بان ولي الأمر البيت:
فإذ قلت لا فالحق قولك والذي * تقول فحتم غير ما متعصب وأشهد ربي البيت:
فان ولي الأمر القائم الذي * تطلع نفسي نحوه وتطربي له غيبة البيت:
فيمكث حينا ثم يظهر امره * فيملأ عدلا كل شرق ومغرب قال وفي هذا الشعر دليل على رجوع السيد عن مذهب الكيسانية وقوله بامامة الصادق ع انتهى وفي فوات الوفيات للكتبي:
كان السيد الحميري يرى رجعة محمد بن الحنفية في الدنيا وكان كثير الشاعر يرى هذا الرأي وكان السيد يعتقد ان ابن الحنفية لم يمت وانه في جبل بين أسد ونمر يحفظانه وعنده عينان نضاحتان يجريان بماء وعسل ويعود بعد الغيبة فيملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا ويقال ان السيد اجتمع بجعفر بن محمد الصادق ع فعرفه خطاه وانه على ضلالة فتاب انتهى ومر قول ابن شهرآشوب: انه كان في بدء الامر خارجيا ثم كيسانيا ثم اماميا ولم يذكر أحد غيره انه كان خارجيا وانما ذكروا انه كان كيسانيا وان أبويه كانا خارجيين. وبعضهم قال ثم صار اماميا ولكن العادة في مثله ان يتبع أولا مذهب أبويه ولا يرجع عنه الا بعد ان يميز التمييز الكافي خصوصا ان رجوعه كان من قبل نفسه لا بارشاد مرشد بل كان أبواه يقهرانه على مذهب الخوارج ويعذبانه ويتهددانه بالقتل ومع ذلك رجع من قبل نفسه كما يدل