لصاحب الترجمة وأمثاله من الكشفية شطحات وعبارات معميات من خرافات وأمور تلحق بالسخافات تشبه شطحات بعض الصوفية منها ما رأيته صدفة في شرحه للزيارة الجامعة المطبوع وجدته في بيت من بيوت كربلا في بعض أسفاري للزيارة وفيه في أن كل شئ يبكي على الحسين ع ما لا أحب نقله ومنها ما رأيته في رسالة له صغيرة مخطوطة ذهب عني اسمها وقد سأله سائل عن الدليل على وجود المهدي ع ليجيب به من اعترض عليه فيه فاجابه بعبارات لا تفهم تشبه هذه العبارة:
إذا التقى كاف الكينونة مع باء البينونة مع كثير من أمثال هذا التعبير ظهر ما سالت عنه ثم قال له: ابعث بهذا الجواب إلى المعترض فان فهمه فقد أخزاه الله وإن لم يفهمه فقد أخزاه الله فقلت لما رأيت ذلك: إن كان بعث إليه بهذا الجواب فلا شك أنه لم يفهمه وقد أخزاه الله، وفي الناس من يدافع ويحامي عن أمثال هذه الشطحات والعبارات المعميات ويقول لا بد أن يكون لهم فيها مقصد صحيح ولا يجب إذا لم نفهم المراد منها أن نقدح فيها وهو قول من لا يعقل ولا يفهم أو لا يحب أن يعقل ويفهم.
وقال السيد شفيع الموسوي في الروضة البهية في الطرق الشفيعية الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي كان من أهل الأحساء وتوطن برهة من الزمان في يزد ثم انتقل إلى كرمانشاه بطلب من محمد علي ميرزا ابن فتح علي شاة القاجاري وسمعت أنه أعطاه ألف تومان لأداء دينه ونفقة سفره إلى كرمانشاه وجعل له وظيفة في كل سنة سبعمائة تومان ثم انتقل إلى كربلا وتوطن فيها وقام مقامه في كرمانشاه ابنه الشيخ علي والشيخ المذكور كان ذاكرا متفكرا لا يتكلم غالبا إلا في العلم والجواب عن السؤالات العلمية أصولا وفروعا وحديثا وكان مشغولا بالتدريس ويدرس أصول الكافي والاستبصار ولم نر منه إلا الخير إلا أن جمعا من العلماء المعاصرين له قدحوا فيه قدحا عظيما بل حكم بعضهم بكفره نظرا إلى ما يستفاد من كلامه من انكار المعاد الجسماني والمعراج الجسماني والتفويض إلى الأئمة وغير ذلك من المذاهب الفاسدة المنسوبة إليه وما رأيت في كلامه ذلك إلا أن الذين يحكى عنهم استفادوه من كلماته وصار هذا داهية عظمي في الفرقة الناجبة وذهب جمع من الطلبة بل العلماء الكاملين إلى المذاهب الفاسدة المنسوبة إليه وصار هذا سبيلا لاضلال جمع من عوام الناس فالطائفة الشيخية في هذا الزمان معروفة ولهم مذاهب فاسدة وأكثر الفساد نشا من أحد تلامذته السيد كاظم الرشتي والمنقول عن هذا السيد مذاهب فاسدة لا أظن أن يقول الشيخ بها بل المنقول أن السيد علي محمد الشيرازي المعروف بالباب الذي يدعي دعاوى فاسدة هو سماه الباب وكذا سمى بنت الحاج ملا صالح القزويني قرة العين وإن لم يعلم رضاه بما أدعاه الباب وقرة العين والباب صار سببا لاضلال جمع كثير من العوام والخواص وصار سببا لقتل نفوس كثيرة كما وقع في مازندران وزنجان وتبريز وغير ذلك من بلاد المسلمين فان جماعة كثيرة ادعوا البابية وبرزوا وحاربوا السلطان في ترويج مذهبهم وأرادوا قتل السلطان ناصر الدين شاة بالخديعة ولم يظفروا بذلك وقتل السلطان رئيسهم وتابعيهم جميعا قاتلهم الله انى يؤفكون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين وقصصهم معروفة مشهورة لا نطيل بذكرها وذكر مذاهبهم الفاسدة. قال: وهذا الشيخ يدعي أنه إذا أراد الوصول إلى خدمة الأئمة وسؤالهم رآهم في المنام وسألهم وتنكشف عليه العلوم المشكلة اه. وقد ترجمه تلميذه السيد كاظم الرشتي الحائري أحد أركان الكشفية في رسالة له ذكر فيها اختلاف الأصولية والشيخية من الشيعة وما جرى على شيخه المذكور على ما نقل عنها فقال ما حاصله: العلامة الفيلسوف أحد نوادر الأعصار ونوابغ الأدوار مع عظم مواهبه وعلو فطرته وسمو فكرته ومن ذوي الأنفس الكبيرة الوثابة ولد في الأحساء ونشأ فيها وفارقها بعد استفحال شأن الوهابية في تلك البلاد إلى أن ورد البصرة فترك عياله فيها وخرج إلى زيارة المشهد بطوس وعرج في طريقه إليها على يزد فاعجب به اليزديون وبمشاركته في الآداب والعلوم على اختلافها وأقام بين أظهرهم مدة انتشر فيها ذكره واشتهر أمره حتى استدعاه فتح علي شاة إلى طهران وأراده على الإقامة بها فذهب إلى طهران لكنه امتنع من الإقامة فيها وعاد برضا الشاه إلى يزد واستقدم بمعونته عياله من البصرة إليها وكان يدأب في التدريس وتلقين الناس وبث الدعوة إلى طريقته الروحانية التي ترمي في النظر إلى الأشياء إلى ما لم يكن مألوفا يومئذ من الشذوذ عن الظاهر والتمسك بالباطن ونحو ذلك مما حمل كثيرا من القوم على استغراب تلك الطريقة وكثر القيل والقال حتى اضطر إلى إلقاء خطبة حاول التوفيق فيها بين علوم الظاهر والباطن مستدلا على ذلك ببعض الأحاديث فسكن الخواطر الثائرة واستأنف نشر دعوته بالخطابة والتآليف والكتابة والرحلات فقد خرج إلى المشهد بطوس ثلاث مرات ورحل رحلات كثيرة من مدينة خراسان إلى المشاهد مارا بأصفهان وغيرها ولما وصل العراق رأى أهم أمصارها وكان كلما مر ببلد اجتمع بأهلها على اختلاف طبقاتهم ونشر فيها كتبه وآراءه وعرضها على العلماء في كل فن من الفقهاء والعرفاء والفلاسفة ويقال انه كان موضع اعجاب كل من رآه في رحلاته هذه واجلاله في أخلاقه وآرائه وكتبه وقد اشتهرت هذه الكتب والرسائل عندهم خصوصا شرح الزيارة الجامعة المعروف وشرح الحكمة العرشية وشرح رسالة الفيض لم يأخذوا عليه فيها شذوذ آرائه ومخالفتها للفلاسفة على اختلاف شعبهم من الاشراقيين والمشائين والرواقيين واصراره على ابطال آرائهم اللهم الا الفيلسوف الملا علي النوري فقد وجه إليه كلاما جافيا بعد ما سمع ردوده على الملا صدر الدين الشيرازي فقال له وما هذا الخلط انك لا تفهم كلام الملا صدر الدين وتغير رأيه فيه وذلك في مجلس مناظرتهما في أصفهان وقد أجازه خمسة هم أشهر علماء عصرهم في العراق نعني السيد الطباطبائي والميرزا مهدي الشهرستاني والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء والشيخ حسن آل عصفور والمير السيد علي، وكان يدرس مدة اقامته في كربلاء شرح الرسالة العلمية للملا محسن الفيض، ويحضر مجلس درسه الطلاب والمحصلون والغريب بعد هذا أنه لم يأخذ عن أستاذ قط وليس له شيخ معروف مع أنه حصل أكثر العلوم العقلية والنقلية، وله في أكثرها آراء وأنظار، ولعل ذلك شأن بعض من يتناهى في استقلال النظر ويبالغ في تجريده عن تأثير المعلم والمربي والمخرج كما هو معلوم مشهور، وقد ادعى تلميذه الرشتي ما محصله: أن تحصيله وانشراح صدره على هذه الصورة إنما هو من بعض أنواع الالهامات والنفث في الروع أو من مثل الكشف والاشراق ونحو ذلك من العنايات الخاصة، مما هو خارج عن مألوف عادات البشر، وأورد من أخلاقه وأحواله أنه كان متوجها منقطعا إلى الله معرضا عن كل ما سواه، طالبا للحق بشوق وحب عظيمين بحيث أشغله ذلك عن الطعام والشراب إلا ما يسد به الرمق وعن مخالطة الناس ومعاشرة الخلق، وكان كثير الفكر دائم الذكر والتدبر في عالم الآفاق والأنفس سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق كثير النظر في عجائب حكمة الله وغرائب