مضارها من العلل وأبو الحسن ع ساكت لا يتكلم في شئ من ذلك فقال له المأمون ما تقول يا أبا الحسن في هذا الأمر الذي نحن فيه هذا اليوم والذي لا بد فيه من معرفة هذه الأشياء والأغذية النافع منها والضار وتدبير الجسد فقال أبو الحسن ع عندي من ذلك ما جربته وعرفت صحته بالاخبار ومرور الأيام مع ما وقفني عليه من مضى من السلف مما لا يسع الإنسان جهله ولا يعذر في تركه فإذا أجمع ذلك مع ما يقاربه مما يحتاج إلى معرفته وعاجل المأمون الخروج إلى بلخ وتخلف عنه أبو الحسن ع وكتب المأمون إليه كتابا ينتجزه ما كان ذكره مما يحتاج إلى معرفته من جهته على ما سمعه منه وجربه من الأطعمة والأشربة وأخذ الأدوية والفصد والحجامة والسواك والحمام والنورة والتدبير في ذلك فكتب الرضا ع إليه كتابا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم اعتصمت بالله أما بعد فإنه وصل إلي كتاب أمير المؤمنين فيما امرني به من توقيفه على ما يحتاج إليه مما جربته وسمعته في الأطعمة والأشربة وأخذ الأدوية والفصد والحجامة والحمام والنورة والباه وغير ذلك مما يدبر استقامة أمر الجسد وقد فسرت له ما يحتاج إليه وشرحت له ما يعمل عليه من تدبير مطعمه ومشربه واخذه الدواء وفصده وحجامته وباهه وغير ذلك مما يحتاج إليه من سياسة جسمه وبالله التوفيق: اعلم أن الله عز وجل لم يبتل الجسد بداء الا جعل له دواء يعالج به وذلك أن الأجسام الإنسانية جعلت على مثال الملك ثم ذكر الرسالة بتمامها.
6 كتاب فقه الرضا وهو كتاب في أبواب الفقه وهذا الكتاب لم يكن معروفا قبل زمن المجلسي الأول واشتهر في زمانه إلى اليوم والسبب في اشتهاره ان جماعة من أهل قم أحضروا نسخته إلى مكة المكرمة فرآها القاضي الأمير السيد حسين الأصبهاني فجزم بأنه تاليف الرضا ع فاستنسخه وأحضره معه إلى أصفهان فأراه المجلسي الأول فجزم بصحة نسبته وكذلك ولده المجلسي الثاني جزم بصحة نسبته وفرق أحاديثه على مجلدات كتابه البحار وجعله أحد مصادر كتابه المذكور فاشتهر من ذلك اليوم.
وقال في مقدمات البحار: كتاب فقه الرضا ع أخبرني به السيد الفاضل المحدث القاضي أمير حسين طاب ثراه بعد ما ورد أصفهان قال قد اتفق في بعض سني مجاورتي في جوار بيت الله الحرام ان أتاني جماعة من أهل قم حاجين وكان معهم كتاب قديم يوافق تاريخه عصر الرضا ع وسمعت الوالد ره أنه قال سمعت السيد يقول كان عليه خطه صلى الله عليه وآله وسلم وكان عليه إجازات جماعة كثيرة من الفضلاء وقال السيد حصل لي العلم بتلك القرائن انه تاليف الامام ع فأخذت الكتاب وكتبته وصححته فاخذ والدي قدس الله روحه هذا الكتاب من السيد واستنسخه وصححه وأكثر عباراته موافق لما يذكره الصدوق أبو جعفر بن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه من غير سند وما يذكره والده في رسالته إليه وكثير من الاحكام التي ذكرها أصحابنا ولا يعلم مستندها مذكور فيه اه.
وممن جزم بصحة نسبته السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي في فوائده الرجالية والشيخ يوسف البحراني وغيرهم وممن جزم بذلك من المعاصرين المحدث الشيخ ميرزا حسين النوري فأدرجه في كتابه مستدركات الوسائل وفرق ما فيه على أبوابه وعده صاحب الوسائل من الكتب المجهولة المؤلف وكذا صاحب الفصول في الأصول وغيرهما وجماعة توقفوا فيه وربما احتمل بعضهم أن يكون هو رسالة علي بن بابويه والد الصدوق لولده لأن اسمه علي بن موسى وإن وجد في أوله يقول عبد الله علي بن موسى الرضا أما بعد لاحتمال أن يكون زيادة من النساخ لتبادر الذهن إلى الفرد الأكمل ولكن ينافيه أن الأصل عدم السهو في لفظ الرضا وإن فيه: مما نداوم به نحن معاشر أهل البيت، وبعد ذكر آية الخمس فتطول علينا بذلك امتنانا منه ورحمة، وعند ذكر ليلة تسع عشرة من شهر رمضان هي التي ضرب فيها جدنا أمير المؤمنين. وفي كتاب الزكاة روي عن أبي العالم وفي باب الربا أمرني أبي ففعلت وفي باب الحج قال أبي أن أسماء بنت عميس، وفيه ليس الموقف هو الجبل وكان أبي يقف حيث يبيت وفيه أبي عن جدي عن أبيه قال رأيت علي بن الحسين يمشي ولا يرمل وفيه قال أبي من قبل امرأته، وذكر احكاما كثيرة صدرها بقوله قال أبي وفيه: العالم انا سمعته يقول عند غروب الشمس، والعالم كان لقبا للكاظم ع. وكيف كان فجمهور المحققين من العلماء لم يثبتوا صحته وتوقفوا فيه وجعلوا ما أسند فيه إلى الرضا ع أو إلى العالم ع رواية مرسلة تصلح مؤيدا ومرجحا ويؤيده أنه لو كان من تاليفه ع لأشتهر أمره وتواتر لأنه ع كان في عصره ظاهر الأمر معروف الفضل مشهور الذكر حتى أنه لما روى حديثا لعلماء نيسابور كتبه عنه أربعة وعشرون ألفا من أهل المحابر فضلا عن أهل الدوي.
7 صحيفة الرضا ع. في مقدمات البحار: صحيفة الرضا مع اشتهارها في مرتبة المراسيل لا المسانيد وإن شاهدت في بعض النسخ لها اسنادا إلى أبي علي الطبرسي لكنه غير معلوم عندي وفي مستدركات الوسائل: صحيفة الرضا ع ويعبر عنه أيضا بمسند الرضا كما في مجمع البيان وبالرضويات كما في كشف الغمة وهو من الكتب المعروفة المعتمدة التي لا يدانيها في الاعتبار والاعتماد كتاب صنف قبله أو بعده اه. أقول: من العجيب مع هذا ما سمعت من البحار أنها في مرتبة المراسيل لا المسانيد وعندي منها نسخة مخطوطة وقد أتى الشيخ عبد الواسع اليماني الزيدي بنسخة منها معه من اليمن وطبعها في دمشق وأجاز لي روايتها عنه بالسند الموجود في أولها وقد ذكرته في القسم الثاني من الرحيق المختوم وهي مختلفة في المتن عن النسخة التي عندي. ثم قال في المستدركات: وهو أي كتاب صحيفة الرضا ع داخل في فهرست كتاب الوسائل إلا أن له نسخا متعددة وأسانيد مختلفة يزيد متن بعضها على بعض واقتصر صاحب الوسائل على نسخة الطبرسي وروايته إلى أن قال وقد جمع الفاضل الآميرزا عبد الله في رياض العلماء طرقها قال فمن ذلك ما رأيته في بلدة أردبيل في نسخة من هذه الصحيفة وكان صدر سندها هكذا:
قال الشيخ الامام الاجل العالم نور الملة والدين ضياء الاسلام والمسلمين أبو أحمد اناليك العادل المرزوي قرأ علينا الشيخ القاضي الامام الاجل الأعز الأمجد الأزهد مفتي الشرق والغرب بقية السلف أستاذ الخلف صفي الملة والدين ضياء الاسلام المسلمين وارث الأنبياء والمرسلين أبو بكر محمود بن علي بن محمد السرخسي في المسجد الصلاحي بشادياخ نيسابور عمرها الله غداة يوم الخميس الرابع من ربيع الأول من شهور سنة عشر وستمائة قال أخبرنا الشيخ الامام الاجل السيد الزاهد ضياء الدين حجة الله على خلقه أبو محمد الفضل بن محمد بن إبراهيم الحسيني تغمده الله بغفرانه وأسكنه أعلى جنانه في شهور سنة سبع وأربعين وخمسمائة قراءة عليه قال أخبرنا أبو المحاسن أحمد بن عبد الرحمن اللبيدي قال أخبرنا أبو لبيد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن لبيد قال حدثنا الأستاذ الإمام أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب رضوان الله عليه سنة خمس وأربعمائة بنيسابور في داره قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة قال حدثني أبي في سنة ستين ومائتين قال حدثنا علي بن موسى الرضا ع إمام المتقين وقدوة أسباط سيد المرسلين مما أورده في مؤلفه المعنون