فساروا على اسم الله في دعة الذي * أحاط باعلان البرية والنجوى والقى العصا في النبك منهم عصابة * كرام إذا مل الكرام من الجدوى وقال رحمه الله وهي من الشاميات يشكو الزمان:
أكفكف دمع العين وهو غزير * واكتم نار القلب وهي تفور وانتشق الأرواح من نحو عامل * وفيها لمثلي سلوة وسرور وانهض من شوق إلى ذلك الحمى * وكيف نهوضي والجناح كسير منازل أحباب إذا ما ذكرتهم * شرقت بماء المزن وهو نمير وبي ظما برح وفيها موارد * وما هي الا أوجه وثغور ولي عندها أفلاذ قلب تركتها * ومنها صغير باغم وكبير وقد كان يشجيني تفرق ساعة * فكيف وقد مرت علي شهور ولي أمل أن يجمع الله بيننا * وينظم هذا الشمل وهو نثير فقد زال صبري عنهم وتصبري * وإن كان شئ منه فهو يسير وغراء من عليا نزار تطلعت * إلي بعين الظبي وهو غرير تسائل عني لا بألفاظ ناطق * ولكن بأغصان اللجين تشير فقلت لها والعين يرفض دمعها * وقد بادرتني أنة وزفير كريم رماه الدهر في دار غربة * فأصبح في دور الضلال يدور صبور على جور الزمان وقلما * يخيب وإن طال البلاء صبور تروح عليه النائبات وتغتدي * وليس يبالي بالرياح ثبير قضى ما قضى في عامل وتصرمت * حبال الأماني والحياة غرور وقوض عنها حين أظلم جوها * وغابت من الحي الحلال بدور وكيف يطيب العيش بين منازل * وفيهن كلب للكرام عقور وأعجبني منها أمور ورابني * أمور بها مشنوءة وأمور منازل أشرار إذا ما سبرتها * وجدت قصورا حشوهن قصور هي النار لو زال الغطاء وإن بدا * لعينيك منها جنة وحرير لها عند أرباب البصائر باطن * وظاهر حال مظلم ومنير إذا جعجع المقدار فيها مهذبا * عزيزا أصاب الذل حيث يسير خليلي أن الظلم طال ظلامه * فهل من تباشير الصباح بشير سئمت مقامي في دمشق وقلما * يسر وما زال الوثاق أسير أروح وأغدو ظاميا في ربوعها * وللماء حولي صيحة وخرير لحى لله دهرا سامني خطه الردى * وجار وبعض المالكين يجور وحملني ما لا أطيق احتماله * الا كل شئ لا يطاق عسير وأخلى سماء المجد من زهرة العلا * وكان لها نور يضوع ونور وبدد أنصاري على الدهر حيث لا * يصاب لمثلي في الزمان نصير وصيرهم ما بين حي مروع * يطير مع العنقاء حيث تطير وبين قتيل يشهد الله أنه * شهيد له قبل النشور نشور كان لم يكونوا في مقام من العلى * علي يرد الطرف وهو حسير ولا خطبوا بكر العلا ونفوسهم * لها وهي أغلى ما يساق مهور ولا فاز منهم بالأمان وبالمنى * غني اتاهم خائفا وفقير ولا نال ما يرجو من الدهر عنوة * رئيس ثوى في ظلهم وأمير ولا خفقت اعلامهم فوق فيلق * كما رفرفت فوق الفضاء طيور ولا سمعوا صوت المنادي فبادروا * كبير كسرحان الغضا وصغير ولا طوقوا بالمشرفية والقنا * وزيرا غشوما يقتفيه وزير ولا ارغموا من آل قيس معاطسا * لها العز شرب والثناء سمير وما انس لا انس الغداة وقد اتوا * لهم عدد فيما يرون كثير ألموا بنا راد الضحى ثم هجهجوا * بنا فتلاقى زائر ومزور فما واقفوا الا قليلا وأدبروا * فقل في هشيم دغدغته دبور يشلهم من آل نصار ضيغم * وصل إذا سيم الهوان يثور وأبلج ميمون النقيبة وجهه * إذا ما دجا ليل القتام منير طويل إذا ما طاولته بنو العلى * وإن طلب الأوتار فهو قصير فغادرهم صرعى كان جسومهم * زقاق جرى منها الغداة خمور وجب سنام المجد منهم فأصبحوا * وللذل فيهم روحة وبكور ومن نكد الأيام أن شهابهم * له بعد ما زال النهار ظهور فلا تعذلاني ان شكوت فإنما * يجرجر من حمل الثقيل بعير ولا تأنفا لي أن شكرت عصابة * بهم طاب عيشي فالكريم شكور وما عذر مثلي ان يضن بشكره * على منعم اني إذا لكفور وعندي مما خول الله مقول * يدور البديع الفرد حيث يدور قواف إذا جرت جلابيب حسنها * تطامن حسان لها وجرير وإن كثر المستشعرون فعندنا * لباب وعند المدعين قشور ولا تستوي والحق أبلج واضح * قصور تناجيها الصبا وقبور ولا أرتجي بل الغليل من الورى * فقد قل ورد فيهم وصدور وما لي لا أرجو كريما نواله * يريك المحيط الغمر وهو غدير أمد له كلتا يدي لأنه * لمثلي من الذنب العظيم طهور عناء لعمري نالني بعد راحة * وللدهر ظل مرة وحرور سأصبر أو تنجاب كل ملمة * وللصبح من بعد الظلام سفور وقال حين فارق وطنه بعد وقعة الجزار يتشوق إلى أهله ووطنه ويذم الزمان ويذكر هموما جاش بها صدره وأغراضا اعتلجت في فكره وختمها بمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ع ومدح سادات آل المرتضى الموسويين الشهيرين:
من لي برد مواسم اللذات * والعيش بين فتى وبين فتاة ورجوع أيام مضين بعامل * بين الجبال الشم والهضبات عهدي بهاتيك المعاهد والدمى * فيهن مثل الحور في الجنات والروض افيح والجناب ممنع * والورد صاف والزمان مواتي والشمل مجتمع واخوان الصفا * احنى من الآباء والأمهات إذ لا ترى إلا كريما كفه * والوجه عين حيا وعين حياة أو مولعا بالجود تفهق قدره * ويداه بالمعروف في اللزبات تختال في المغني الرحيب ضيوفه * إن الكرام رحيبة الساحات أو فارسا يغشى الوغى بمهند * ينقض مثل النجم في الهبوات يجلو بهمته الهموم إذا دجت * ان الهموم تزول بالهمات ما دام في قيد الحياة فدهره * يومان يوم وغى ويوم هبات وإذا مضى لم يبق غير مكرم * ومطهم ومخذم وقناة أو عالم حبر إذا باحثته * حشد المحيط عليك بالغمرات وإذا اقتبست النور من مشكاته * اهدى إليك البدر في الظلمات أو عابد لله تعظيما له * لم يعن بالرغبات والرهبات يخشى الاله وما أصاب محرما * فكانه يخشى من الحسنات حتى إذا سيم الهوان رأيته * كالليث أيقظه نطاح الشاة أو شاعرا ذرب اللسان تخاله * قحا ترعرع في الزمان العاتي طبا بكل غريبة وحشية * نشأت مع الارام في الفلوات ويصوغ كل بديعة حضرية * مصقولة الألفاظ كالمرآة