والوجه الثاني: وهو غير متجه، أنه رآه من حين ما خلق آدم إلى زمان نبينا، فعلى هذا الوجه لم يتجه، لأن من خلق آدم إلى نبينا ستة آلاف بالاتفاق من المؤرخين وأهل السير والأخبار، نعم إن فيما بينهم اختلافا في الزيادة على الستة آلاف بمقدار من السنين، فبعضهم يزيد مائة سنة وبعضهم أقل وبعضهم أكثر (1).
وقال السيد المذكور في رسالته: نقل أنه قد خطط ذلك المسجد أبو البشر آدم (عليه السلام) لما ذكر من حديث جبرئيل (عليه السلام).
ثم قال: ولا ينافي ما ذكرنا من أنه خطه آدم بناء على ما نقل واشتهر: أنه كان من ابتداء خلق آدم إلى زمان نبينا (صلى الله عليه وآله) ستة آلاف سنة أو قريب منها، فلو كان المسجد مبنيا من زمانه (عليه السلام) لكان رؤية جبرئيل إياها من زمانه إلى زمان نبينا (صلى الله عليه وآله) اثنتي عشرة مرة، وذلك لجواز كون الباقي ثماني وعشرين مرة أخرى في زمان خلافة الملائكة والجن قبل آدم، وعمارته في زمانهما يمكن أن تكون بالعبادة أو مع البناء الظاهر.
انتهى.
فاتضح: أن مسجد الكوفة كان قبل خلق أبينا آدم (عليه السلام) بألوف من السنين، وأنه كان قبل آدم معبدا للملائكة ولمن شاء الله من خلقه.