عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٦١٤
الحاج شخص من الدلاة لم نعرف اسمه وفي يوم الخميس عملوا الزفة لعباس باشا ونزلوا به من القلعة على الدرب الأحمر على باب الخرق إلى القصر وختنوه في ذلك اليوم وامتلأ طشت المزين الذي ختنه بالدنانير من نقوط الأكابر والأعيان وخلعوا عليه فروة وشال كشميري وانعموا على باقي المزينين بثلاثين كيسا وانقضى ذلك وفي يوم الثلاثاء تاسع عشرينه الموافق لثالث مسرى القبطي أو في النيل اذرعة وكسر السد في صبحها يوم الأربعاء وجرى الماء في الخليج وذلك بحضرة كتخدا بك والقاضي وفي هذا الشهر حضر طائفة من بواقي الامراء المصرية من دنقلة إلى بر الجيزة وهم نحو الخمسة وعشرين شخصا وملابسهم قمصان بيض لا غير فأقاموا في خيمة ينتظرون الاذن وقد تقدم منهم الارسال بطلب الأمان عندما بلغهم خروج التجاريد وحضر ابن علي بك أيوب وطلب أمانا لأبيه فأجيبوا إلى ذلك وارسل لهم أمانا لاجمعهم ما عدا عبد الرحمن بك والذي يقال له المنفوخ فليس يعطيهما أمانا ولما حضرت مراسله الأمان لعلي بك أيوب وتأهب للرحيل حقدوا عليه وقتلوه ووصل خبر موته فعملوا نعيه في بيته سكن زوجته الكائن بشمس الدولة وأكثروا من الندب والصراخ عدة أيام وفي هذا الشهر أيضا حضر اشخاص من بلاد العجم وصحبتهم هدية إلى الباشا وفيها خيول فأنزلوهم ببيت حسين بك الشماشرجي بناحية ستوفة العزى واستهل شهر ذي القعدة بيوم الخميس سنة 1235 في رابعه يوم الأحد وصل قابجي وعلى يده مرسوم تقرير للباشا بولاية مصر على السنة الجديدة وتقرير اخر لولده إبراهيم باشا بولاية جدة وركب القابجي المذكور في موكب من بولاق إلى القلعة وقرئت المراسلين بحضرة كتخدا بك وإبراهيم باشا وأعيانهم وضربوا مدافع
(٦١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 609 610 611 612 613 614 615 616 617 618 619 ... » »»