عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ٣٢
وكان في عزمه النزول في المراكب بعد صلاة الجمعة فلما تكاملوا عنده قبض على الرهائن وهم عثمان بك المرادي المعروف بالطنبرجي وحسين بك شفت وعبد الرحمن بك الإبراهيمي ثم أمر بالقبض على حسن كتخدا الجربان وسليمان كاشف قنبور فهرب حسن كتخدا وساق جواده فتبعه جماعة من العسكر فلم يزل رامحا وهم خلفه حتى دخل بيت حسن بك الجداوي ودخل إلى باب الحريم وكان حسن بك بالقصر فرجع العسكر وأخبروا الباشا بحضرة إسماعيل بك فطلب حسن بك وسأله إسماعيل بك فقال ان كان في بيتي خذوه فأرسلوا واحضروه ووضعوه صحبة المقيدين وفي يوم السبت ثالث عشرينه سافر حسن باشا من مصر وأخذ معه الرهائن وسافر صحبته إبراهيم بك قشطة ليشيعه إلى رشيد وزار في طريقه سيدي احمد البدوي بطندتا ولم يحصل من مجيئه إلى مصر وذهابه منها إلا الضرر ولم يبطل بدعة ولم يرفع مظلمة بل تقررت به المظالم والحوادث فإنهم كانوا يفعلونها قبل ذلك مثل السرقة ويخافون من إشاعتها وبلوغ خبرها إلى الدولة فينكرون عليهم ذلك وخابت فيه الآمال والظنون وهلك بقدومه إليها ثم التي عليها مدار نظام العالم وزاد في المظالم التحرير لأنه كان عندما قدم أبطل رفع المظالم ثم أعاده بإشارة إسماعيل بك وسماه التحرير فجعله مظلمة زائدة وبقى يقال رفع المظالم والتحرير فصار يقبض من البلاد خلاف أموال الخراج عدة أقلام منها المضاف والبراني وعوائد الكشوفية والفرد المتعددة ورفع المظالم والتحرير ومال الجهاد وغير ذلك ولو مات حسن باشا بالإسكندرية أو رشيد لهلك عليه أهل الإقليم اسفا وبنوا على قبره مزارا وقبة وضريحا يقصده للزيارة من مات في هذه السنة من الأعيان توفي الامام العالم العلامة أوحد وقته في الفنون العقلية والنقلية شيخ
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»