إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٩ - الصفحة ١٦٢

المسلمون على إمام. رواه البخاري في تاريخه.
وروى الحميدي والطبراني من حديث صهيب من طريق الستة عنه، قال: لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزاة إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو قط، حتى توفي.
ومات صهيب سنة ثمان وثلاثين. وقيل سنة تسع، وروى عنه أولاده: حبيب، وحمزة، وسعد، وصالح، وصيفي، وعباد، وعثمان، ومحمد، وحفيده زياد بن صيفي.
وروى عنه أيضا جابر الصحابي، وسعيد بن المسيب، و عبد الرحمن بن أبي ليلى، وآخرون.
قال الواقدي: حدثني أبو حذيفة - رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال: مات صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين. (أسماء الصحابة الرواة): 103 ترجمة (93)، (الإصابة): 3 / 449 - 452، ترجمة رقم: 4108، (الثقات): 3 / 194، (حلية الأولياء): 1 / 372.
(8) هي أم أيمن، مولاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحاضنته. قال أبو عمر: اسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان، وكنا يقال لها أم الظباء. وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: أم أيمن اسمها بركة وكانت أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أم أيمن أمي بعد أمي.
وقال أبو نعيم: قيل: كانت لأخت خديجة، فوهبتها للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن سعد: قالوا: كان ورثها عن أمة، فأعتق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم أيمن حين تزوج خديجة، وتزوج عبيد بن زيد، من بني الحارث بن الخزرج، أم أيمن، فولدت له أيمن فصحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فاستشهد يوم خيبر، وكان زيد بن حارثة لخديجة فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأعتقه وزوجه أم أيمن بعد النبوة، فولدت له أسامة.
ثم أسند عن الواقدي، عن طريق شيخ من بني سعد بن بكر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأم أيمن: يا أمه. وكان إذا نظر إليها بقول هذه بقية أهل بيتي.
وقال ابن سعد: أخبرنا أبو أمامة عن جرير بن حازم: سمعت عثمان بن القاسم يقول: لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف ودون الروحاء فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة، فأجهدها العطش، فدلى عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض، فأخذته فشربته حتى رويت، فكانت تقول: ما أصابني بعد ذلك عطش، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر، فما عطشت.
وأخرجه ابن السكن، من طريق هشام بن حسان، عن عثمان بنحوه، وقال في روايته:
خرجت مهاجرة من مكة إلى المدينة وهي ماشية ليس معها زاد، وقال فيه: فلما غابت الشمس إذا أنا بإناء معلق عند رأسي، وقالت فيه: ولقد كنت بعد ذلك أصوم في اليوم الحار، ثم أطوف في الشمس كي أعطش فما عطشت بعد.
أخبرنا عبد الله بن موسى، أخبرنا فضيل بن مرزوق، عن سفيان بن عيينة، قال: كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقدم عليه، فقال: من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن، فتزوجها زيد بن حارثة.
وأخرج البغوي، وابن السكن، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن - وكانت حاضنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لبعض أهله: إياك والخمر.... الحديث. قال ابن السكن: هذا مرسل.
وأخرج البخاري في تاريخه، ومسلم، وابن السكن، من طريق الزهري، قال: كان من شأن أم أيمن أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ما توفي أبوه كانت أم أيمن تحضنه حتى كبر، ثم أنكحها زيد بن حارثة - لفظ ابن السكن.
وأخرج أحمد، والبخاري أيضا، وابن سعد، من طريق سليمان التيمي عن أنس - أن الرجل كان يجعل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم النخلات حتى فتحت عليه قريظة والنضير، فجعل يرد بعد ذلك، فكلمني أهلي أن أسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه، وكان أعطاه لأم أيمن، فسألته فأعطانيه، فجاءت أم أيمن فجعلت تلوح بالثوب وتقول: كلا والله لا يعطيكهن، وقد أعطانيهن، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لك كذا وكذا. وتقول: كلا حتى أعطاها، حسبته قال: عشرة أمثاله أو قريبا من عشرة أمثاله.
وأخرج ابن السكن، من طريق عبد الملك بن حصين، عن نافع بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن أم أيمن، قالت: كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فخارة يبول فيها بالليل، فكنت إذا أصبحت صببتها، فنمت ليلة وأنا عطشانة، فغلطت فشربتها، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنك لا تشتكين بطنك بعد هذا. (الإصابة) 7 / 531 - 532، ترجمة رقم: (10916)، 8 / 169 - 171، ترجمة رقم: 11898، (الإستيعاب):
4 / 1925.
(9) قال الحافظ ابن حجر: أم يوسف التي شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم، تقدم ذكرها في بركة في الباء الموحدة من أسماء النساء، ثم قال: أن كل منهما كانت تكنى أم أيمن، وتسمى بركة ويتأيد ذلك بأن قصة البول وردت من طريق أخرى مروية لأم أيمن، [فالله تعالى أعلم أي ذلك كان]. (الإصابة): 7 / 531، ترجمة بركة الحبشة رقم: (10916)، 8 / 325، ترجمة أم يوسف رقم: (12303).
(10) هو ماعز بن مالك الأسلمي، قال ابن حبان: له صحبة، وهو الذي رجم في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثبت ذكره في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد وغيرهما، وجاء ذكره في حديث أبي بكر الصديق وأبي ذر، وجابر بن سمرة، وبريدة بن الحصيب، وابن عباس، ونعيم بن هزال، وأبي سعيد الخدري، ونصر الأسلمي وأبي برزة:
سماه بعضهم، وأبهمه بعضهم، وفي بعض طرقه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لقد تاب توبة لو تابها طائفة من أمتي لأجزأت عنهم.
وفي صحيح أبي عوانة وابن حبان وغيرهما من طريق أبي زبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما رجم ماعز بن مالك قال: لقد رأيته يتحضحض في أنهار الجنة. ويقال:
إن اسمه عريب، وماعز لقب، وفي حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
استغفروا لماعز، (الإصابة): 5 / 705، ترجمة رقم (7593)، (الإستيعاب):
4 / 1345.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 160 161 162 162 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فصل في ذكر عمرات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي اعتمرها بعد هجرته 3
2 عمرة القضاء 17
3 عمرة الجعرانة 22
4 فصل في ذكر حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة 25
5 فصل في ذكر من حدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم 38
6 فأما ما أخبر به صلى الله عليه وسلم عن رب العزة جلت قدرته 38
7 وأما الأحاديث الإلهية 46
8 وأما الحكمة وهي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم 48
9 وأما مجيء الجبال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 51
10 وأما إنزال الملك يبشره بالفاتحة وبالآيتين من سورة البقرة 52
11 وأما الملك الذي نزل بتصويب الحباب 52
12 وأما اجتماعه بالأنبياء ورؤيتهم في ليله الإسراء 53
13 وأما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إبراهيم عليه السلام 53
14 وأما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تميم الدارس 62
15 وأما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قس بن ساعدة 68
16 وأما حديثه صلى الله عليه وسلم عن أبي كبشة 70
17 فصل في ذكر من حديث وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه 70
18 إسلام الجن وإنذارهم 70
19 وأما الصحابة رضوان الله عليهم 81
20 أما المهاجرون 85
21 ذكر هجرة الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة 87
22 وأما السابقون الأولون 88
23 وأما الذين أسلموا إلى أن خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من دار الأرقم 91
24 وأما المستضعفون الذين عذبوا في الله 105
25 وأما المهاجرون إلى الحبشة 115
26 وأما من أسلم قبل الفتح 117
27 وأما الذين شهدوا بدرا وبيعة الرضوان 121
28 وأما رفقاؤه النجباء 128
29 وأما أهل الفتيا من أصحابه صلى الله عليه وسلم 130
30 فصل في ذكر أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم 169
31 فصل في ذكر نزول الأوس والخزرج بيثرب 171
32 فصل في ذكر بطون الأوس والخزرج 175
33 فصل في ذكر ما أكرم الله تعالى به الأوس والخزرج 178
34 أول من لقيه من الأوس سويد بن الصامت 184
35 ثم لقى صلى الله عليه وسلم بعد لقاء سويد بن الصامت فتية من بني عبد الأشهل 185
36 وكان من خبر يوم بعاث 187
37 فصل في ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وهجرته إلى المدينة 193
38 فصل في ذكر مواساة الأنصار المهاجرين بأموالهم لما قدموا عليهم المدينة 204
39 فصل في ذكر من بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الأنصار وغيرهم القرآن ويفقهم في الدين 206
40 عقوبة من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 209
41 فصل في التنبيه على شرف مقام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 221
42 وأما وصاياه صلى الله عليه وسلم 222
43 فصل في ذكر أمراء سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم 223
44 فأما اعتذاره عن التخلف 223
45 فصل في ذكر من أستخلفه رسول اله صلى الله عليه وسلم على المدينة في غيبته عنها في غزو، أو حج، أو عمرة 226
46 فصل في ذكر من استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيوشه عند عودته صلى الله عليه وسلم 228
47 فصل في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعب 237
48 فصل في ذكر شورة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرب وذكر من رجع إلى رأيه 240
49 فصل في ذكر ما كان يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا 267
50 فصل في ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة ورى بغيرها 268
51 فصل في وقت إغارة رسول الله صلى الله عليه وسلم 269
52 فصل في ذكر الوقت الذي يقاتل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم 271
53 فصل في ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين في محاربتهم 272
54 فصل في ذكر شعار رسول الله صلى الله عليه وسلم في حروبه 275
55 فصل في ذكر المغازي التي قاتل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم 277
56 فصل في ذكر ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم من الغنيمة 279
57 فصل في ذكر من جعله النبي صلى الله عليه وسلم على مغانم حروبه 290
58 فصل في ذكر من كان على ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم 301
59 فصل في ذكر من حدا برسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره 302
60 فصل في ذكر وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم 318
61 فصل في ذكر صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم 322
62 فصل في ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يختم به 335
63 فصل في ذكر ما كان يختم به رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه 337
64 فصل في ذكر صاحب خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم 338
65 فصل في ذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابة الجيش وقسمة العطاء فيهم وعرضهم وعرفائهم 339
66 فصل في ذكر ما أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأرضية ونحوه 358
67 فصل في ذكر أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزية والخراج 365
68 فصل في ذكر عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجزية 375
69 فصل في ذكر عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزكاة 376
70 فصل في ذكر الصدقة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم 380
71 فصل في ذكر الخارص على عهد رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم 381
72 فصل في ذكر من ولى السوق في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعرف هذه الولاية اليوم بالحسبة، ومتوليها له المحتسب 386