إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٤ - الصفحة ٨
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصا * فيغفر لي ربي وأرجع بالفلج إلى معشر خالفت في الله دينهم * فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي وكنت امرءا بالعهر (1) والخمر مولعا * شبابي حتى آذن الجسم بالنهج [فبدلني بالخمر خوفا وخشية * وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجي] (2) فأصبحت همي في الجهاد ونيتي (3) * فلله ما صومي ولله ما حجي (4) [قال مازن] (5) فلما أتيت (6) قومي أنبوني وشتموني، وأمروا شاعرا (7) لهم فهجاني، فقلت: إن رددت (8) عليه فإنما أهجو نفسي (9)، فرحلت عنهم فأتتني منهم أرفلة عظيمة، وكنت القيم بأمورهم، فقالوا: يا ابن عم؟ عتبنا عليك أمرا وكرهنا ذلك، فإن أبيت فارجع فقم بأمورنا، وشأنك وما تدين به، فرجعت معهم وقلت (10):

(1) في (البيهقي): (بالزعب).
(2) هذا البيت ساقط من (البيهقي) في سياق الأبيات، ثم استدركه بعد ذلك.
(3) في (خ)، و (أبي نعيم): (نيتي)، وفي (البيهقي): (نية).
(4) بهذه الأبيات تنتهي رواية (أبي نعيم): 1 / 114 - 117، حديث رقم (63)، قال الحافظ ابن حجر في (الإصابة) في ترجمة مازن بن الغضوبة: أخرجه الطبراني والفاكهي في كتاب (مكة)، والبيهقي في (الدلائل)، وابن السكن، وابن قانع، كلهم من طريق هشام بن الكلبي عن أبيه قال:
حدثني عبد الله العماني. وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد): 8 / 248: رواه الطبراني من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه، وكلاهما متروك.
(5) من قوله: (قال مازن) حتى آخر هذا الأثر من (دلائل البيهقي) و (خ)، وليس في (دلائل أبي نعيم).
(6) في (دلائل البيهقي): (فلما رجعت إلى قومي).
(7) في (دلائل البيهقي): (شاعرهم).
(8) في (دلائل البيهقي): (إن هجوتهم).
(9) في (دلائل البيهقي): (فتركتهم وأنشأت أقول:).
(10) هذه الأبيات في (دلائل البيهقي) هكذا:
وشتمكم عندنا مر مذاقته * وشتمنا عندكم يا قومنا لئن لا ينشب الدهر أن يثبت معايبكم * وكلكم أبدا في عيبنا فطن قال أبو جعفر: إلى هنا حفظت وأخذته من أصل جدي، كأنه يريد الباقي:
فشاعرنا مفحم عنكم وشاعركم * في حربنا مبلغ في شتمنا لسن ما في الصدور عليكم فاعلموا وغر * وفي صدوركم البغضاء والإحن وباقي الأثر كما في (دلائل البيهقي):
فحدثنا موادنا من أهل عمان عن سلفهم أن مازنا لما تنحى عن قومه أتى موضعا فابتنى مسجدا يتعبد فيه، فهو لا يأتيه مظلوم يتعبد فيه ثلاثا، ثم يدعو محقا على من ظلمه، يعني إلا استجيب.
وفي أصل السماع فيكاد أن يعافي من البرص، فالمسجد يدعى مبرصا إلى اليوم. قال أبو المنذر:
قال مازن: ثم إن القوم ندموا، وكنت القيم بأمورهم، فقالوا: ما عسانا أن نصنع به، فجاءني في منهم أرفلة عظيمة فقالوا: يا ابن العم، عبنا عليك أمرا فنهيناك عنه، فإذ أبيت فنحن تاركوك، ارجع معنا، فرجعت معهم فأسلموا بعد كلهم.
قال البيهقي: وقد روي في معنى ما روينا عن مازن أخبار كثيرة، منها حديث عمرو بن جبلة فيما سمع من جوف الصنم: (يا عصام يا عصام، جاء الإسلام وذهبت الأصنام).
* ومنها حديث طارق من بني هند بن حرام: (يا طارق يا طارق، بعث النبي الصادق).
* ومنها حديث ابن دقشة فيما أخبر به رئيه، فنظر إلى ذباب بن الحارث وقال: يا ذباب، اسمع العجب العجاب، بعث محمد بالكتاب، يدعو بمكة ولا يجاب).
ومنها حديث عمرو بن مرة الغطفاني فيما رأى من النور الساطع في الكعبة في نومه، ثم ما سمع من الصوت: (أقبل حق فسطع، ودمر باطل فانقمع).
* ومنها حديث العباس بن مرداس فيما سمع من الصوت.
* ومنها حديث خالد بن سطيح حين أتته تابعته فقالت: (جاء الحق القائم والخير الدائم)، وغير ذلك مما يطول بسياق جميعه الكتاب، وبالله التوفيق (دلائل النبوة للبيهقي): 2 / 257 - 259.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ومن حديث محمد بن كعب القرظي 3
2 فصل في ذكر ما كان من أعلام نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ حملت به أمه آمنة بنت وهب إلى أن بعثه الله برسالته 34
3 إخبار الحبر لعبد المطلب بأن في إحدى يديه ملكا وفي الأخرى نبوة وأن ذلك في بني زهرة 36
4 وأما رؤية النور بين عيني عبد الله بن عبد المطلب 38
5 وأما إخبار آمنة بأنها قد حملت بخير البرية وسيد هذه الأمة 45
6 وأما دنو النجوم منها عند ولادته وخروج النور منها 52
7 وأما ولادته مختونا مسرورا 57
8 وأما استبشار الملائكة وتطاول الجبال وارتفاع البحار وتنكيس الأصنام وحجب الكهان 58
9 وأما ارتجاس إيوان كسرى وسقوط شرفاته وخمود نار فارس ورؤيا الموبذان 60
10 وأما صرف أصحاب الفيل عن مكة المكرمة 63
11 وكان مولده صلى الله عليه وسلم عام الفيل 66
12 وأما الآيات التي ظهرت في مدة رضاعته صلى الله عليه وسلم 84
13 وأما معرفة اليهود له صلى الله عليه وسلم وهو غلام مع أمه بالمدينة، واعترافهم إذ ذاك بنبوته صلى الله عليه وسلم 93
14 وأما توسم جده فيه السيادة لما كان يشاهد منه في صباه من مخايل الرباء 95
15 وأما إلحاق القافة قدمه بقدم إبراهيم عليه السلام وتحدث يهود بخروج نبي من ضئضيء عبد المطلب 97
16 وأما رؤية عمه أبي طالب منذ كفله ومعرفته بنبوته 99
17 وأما تظليل الغمام له في صغره واعتراف بحيرى ونسطورا بنبوته 102
18 فصل في رعاية رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنم قبل النبوة 103
19 فصل في ذكر اشتهار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة قبل بعثته بالرسالة من الله تعالى إلى العباد 106
20 فصل في ذكر عصمة الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم من الجن والإنس والهوام 111
21 فصل في ذكر حراسة السماء من استراق الشياطين السمع عند بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالات الله تعالى لعباده 132
22 فصل في ذكر بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم 136
23 فأما شبهة منكري التكليف 137
24 وأما شبهة البراهمة 137
25 وأما شبهة منكري كون الشرائع من عند الله 138
26 وأما شبهة اليهود 138
27 وأما بعثة الرسول هل هي جائزة أو واجبة؟ 139
28 وأما الأدلة على صحة دين الإسلام وصدق نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 140
29 الحجة الثانية 142
30 الحجة الثالثة 143
31 الحجة الرابعة 144
32 الحجة الخامسة 145
33 الحجة السادسة 146
34 الحجة السابعة 147
35 الحجة الثامنة 148
36 الحجة التاسعة 149
37 الحجة العاشرة 150
38 وأما تقرير نسخ الملة المحمدية لسائر الملل 151
39 وأما التوراة التي هي الآن بأيدي اليهود ليست التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام 161
40 فلحقها ثلاثة أمور 164
41 ومنها أن الله تجلى لموسى في سيناء 166
42 وهذه نبذة من مقتضيات غضب الله تعالى عليهم 168
43 بحث تاريخي عن الأناجيل التي بين يدي النصارى 171
44 المعجزة في رأي المتكلمين 176
45 الآية 179
46 تنبيه وإرشاد لأهل التوفيق والرشاد 182
47 فصل في ذكر موازاة الأنبياء في فضائلهم بفضائل نبينا صلى الله عليه وسلم ومقابلة ما أتوا من الآيات بما أوتي عليه السلام 183
48 وأما إبراهيم عليه السلام 187
49 وأما هود عليه السلام 192
50 وأما صالح عليه السلام 193
51 وأما إدريس عليه السلام 194
52 وأما يعقوب عليه السلام 195
53 وأما ذرية يعقوب عليه السلام الذين هم بنو إسرائيل 197
54 وأما يوسف عليه السلام 198
55 وأما موسى عليه السلام 200
56 وأما ضرب موسى البحر بعصاه وجازه بأصحابه 202
57 وأما هارون عليه السلام 206
58 وأما داود عليه السلام 207
59 وأما سليمان عليه السلام 209
60 وأما يحيى بن زكريا عليهما السلام 212
61 وأما عيسى عليه السلام 214
62 أما القرآن الكريم 225
63 أما إعجاز القرآن الكريم 228
64 وأما كيفية نزوله والمدة التي أنزل فيها 237
65 وأما جمع القرآن الكريم فقد وقع ثلاث مرات 239
66 وأما الأحرف التي أنزل عليها القرآن 249
67 الناسخ والمنسوخ 282
68 القراءات التي يقرأ بها القرآن 287
69 التابعون بالمدينة المنورة من القراء 293
70 التابعون بمكة المشرفة من القراء 297
71 التابعون بالبصرة من القراء 300
72 التابعون بالشام من القراء 303
73 التابعون بالكوفة من القراء 305
74 القراءات المشهورة 315
75 تحريم الصلاة بالقراءة الشاذة 318
76 ترتيب نزول القرآن بمكة 332
77 ترتيب نزول القرآن بالمدينة 334
78 تتمة مفيدة 336
79 فصل في ذكر أخذ القرآن ورؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقلوب حتى دخل كثير من العقلاء في الإسلام في أول ملاقاتهم له 341
80 إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي 357
81 الهجرة الأولى إلى الحبشة 363
82 إسلام أبي ذر 370
83 ذكر إسلام عمر بن عبسة السلمي وما أخبره أهل الكتاب من بعث النبي صلى الله عليه وسلم 378
84 تنبيه مفيد 381
85 فصل جامع في معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل الإجمال 390