فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢١
والجزيرة للأمين وتوفي سنة ست وتسعين ومائة وحدث عن أبيه ومالك بن أنس وكان أفصح الناس وأخطبهم ولم يكن في عصره مثله في فصاحته وصيانته وجلالته قيل ليحيى بن خالد البرمكي وقد ولى الرشيد عبد الملك المدينة كيف ولاه المدينة من بين أعماله قال أحب أن يباهي به قريشا ويعلمهم أن في بني العباس مثله ودخل على الرشيد يوما وقد توفي له ولد وجاءه ولد فقال يا أمير المؤمنين سرك الله فيما ساءك ولا ساءك فيما سرك وجعل هذه بهذه جزاء للشاكر وثوابا للصابر وقيل له إن أخاك عبد الله يزعم أنك حقود فقال * إذا ما امرؤ لم يحقد الوتر لم تجد * لديه لدى النعما جزاء ولا شكرا * ووجه إلى الرشيد فاكهة في أطباق الخيزران وكتب إليه أسعد الله أمير المؤمنين وأسعد به دخلت إلى بستان لي أفادنيه كرمك وعمرته لي نعمك قد أينعت أشجاره وآنت ثماره فوجهت إلى أمير المؤمنين من كل شيء شيئا على الثقة والإمكان في أطباق القضبان ليصل إلي من بركة دعائه مثل ما وصل إلى من كثرة عطائه فقال له رجل يا أمير المؤمنين لم أسمع بأطباق القضبان فقال الرشيد يا أبله إنه كنى عن الخيزران إذ كان اسما لأمنا ولما ودعه الرشيد وقد توجه إلى الشام قال له الرشيد ألك حاجة قال نعم يا أمير المؤمنين بيني وبينك بيت يزيد بن الطثرية حيث يقول * فكوني على الواشين لداء شغبة * كما أنا للواشي ألد شغوب * ثم إن الرشيد جعل ابنه القاسم في حجر عبد الملك بن صالح فقال عبد الملك يحض الرشيد على أن يوليه العهد بعد أخويه الأمين والمأمون * يا أيها الملك الذي * لو كان نجما كان سعدا * * للقاسم اعقد بيعة * وأقد له في الملك زندا *
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»