الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٩ - الصفحة ١٥
اليمامة شهيدا كذا قاله أبو معشر وقال ابن إسحاق حيي بن حارثة 11 - الأربسي يعلى بن إبراهيم الأربسي تأدب بالقيروان قال ابن رشيق في الأنموذج كان شاعرا مجودا مليح الكلام حسن النظام لألفاظه حلاوة وعليها طلاوة ويذهب إلى الفلسفة في شعره ويغرب في عباراته وربما تكلف قليلا وكانت له مكانة من الخط والترسل وعلم الطب والهيئة قال اجتمعت به مرة وأنا حديث السن لم أكن قبلها رأيته فأخذ في ذكر الشعراء وغض من عبد الكريم وقال هو مؤلف كلام غير مخترع فأغلظت له لي الجواب فالتفت إلي منكرا علي وقال أنت ما دخولك بين الشيوخ يا بني فقلت ومن يكون الشيخ أباه الله فعرفني بنفسه ثم أخرج رقعة بخطه فيها من شعره (من البسيط) * إياة شمس حواها جسم لؤلؤة * تغيب عن لطف فها ولم تغب * * صفراء مثل النظار السكب لابسة * درعا مكللة درا من الحبب * * لم يترك الدهر منها غير رائحة * تضوعت وسنا ينساح كاللهب * * إذا النديم تلقاها ليشربها * صاغت له الراح أطرافا من الذهب * فقال كيف رأيت فقلت وأردت الاشتطاط عليه أما البيت الأول فناقص الصنعة مسروق المعنى فيه تنافر فقال وكيف ذلك قلت لو كان ذكر الياقوتة مع اللؤلؤة كما قال أبو تمام (من الكامل) * أو درة بيضاء بكر أطبقت * حبلا على ياقوتة حمراء * لكان أتم تصنيعا وأحسن ترصيعا ولو ذكرت روح الخمر مع جسم الكأس لكان أوفق للمعنى ولو قلت مع قولك إياه شمس حواها نهار وعنيت به الكأس كما قال ابن المعتز ويروى للقاضي التنوخي (من المتقارب) * وراح من الشمس مخلوقة * بدت لك في قدح من نهار * لكنت قد ذهبت إلى شيء غريب عجيب وأما قولك تغيب من لطف فها ولم تغب فمن قول البحتري (من الكامل) * تخفي الزجاجة لونها فكأنها * في الكأس قائمة بغير إناء * وأما البيت الثاني فأكثر من أن ينبه عليه وأما البيت الثالث فمن قول ابن المعتز (من
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»