الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٦ - الصفحة ٣٦٠
2 (العباس)) 3 (عم الرسول صلى الله عليه وسلم)) العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الفضل كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين وقيل بثلاث أمه نثلة وقيل نثيلة ابنة جناب بن كليب بن مالك بن النمر بن قاسط كذا نسبها الزبير وغيره ولدت العباس لعبد المطلب فأنجبت به وهي أول عربية كست البيت الحرام الحرير والديباج وأصناف الكسوة لأن العباس ضل وهو صبي فنذرت كسوة البيت إن وجدته فلما وجدته وفت بنذرها كان العباس رئيسا في الجاهلية وفي قريش وإليه كانت عمارة البيت والسقاية في الجاهلية أما السقاية فمعروفة وأما العمارة فإنه كان لا يدع أحدا يستب في المسجد الحرام ولا يقول فيه هجرا يحملهم على عمارته في الخير لا يستطيعون لذلك امتناعا لأن ملأ قريش اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك وسلموا له ذلك وكانوا له أعوانا وكان العباس ممن خرج مع المشركين يوم بدر فأسر مع الأسارى وشدوا وثاقهم فسهر النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ولم ينم فقال له بعض أصحابه ما يسهرك يا رسول الله فقال اسهر لأنين العباس فقام رجل من القوم فأرخى وثاقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي لا أسمع أنين العباس فقال الرجل أنا أرخيت وثاقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فافعل ذلك بالأسارى كلهم قال ابن عبد البر أسلم العباس قبل فتح خيبر وكان يكتم إسلامه وذلك بين في حديث الحجاج بن علاط أنه كان مسلما يسره ما فتح الله على المسلمين ثم أظهر إسلامه يوم الفتح وشهد حنينا والطائف وتبوك ويقال إن إسلامه قبل بدر وكان يكتب بأخبار المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون بمكة يتقوون به وكان يحب أن يقدم على رسول الله) صلى الله عليه وسلم فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مقامك بمكة خير فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر من لقي منكم العباس فلا يقتله فإنه أخرج كرها وكان العباس أنصر الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي طالب
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»