الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٦ - الصفحة ٢٥٩
في شوال سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة وقام بعده ابنه إسماعيل الذي سفك الدماء وقال إنه أموي وادعى الخلافة وتلقب بالهادي 3 (صاحب دمشق)) طغتكين الأمير أبو منصور المعروف بأتابك من أمراء تاج الدولة زوجه بأم ولده دقاق كان مع تاج الدولة لما سار إلى الري لقتال ابن أخيه فلما قتل تاج الدولة رجع إلى دمشق وصار أتابكا لدقاق فلما مات دقاق تملك دمشق وكان شهما شديدا على الفرنج والمفسدين توفي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة قال ابن القلانسي إن المصحف العثماني حمله عثمان رضي الله عنه من المدينة إلى كبرية فحمله أتابك طغتكين من طبرية إلى الجامع الأموي بدمشق ((طغجي)) 3 (مملوك الأشرف)) طغجي الأمير سيف الدين الأشرفي مملوك الملك الأشرف خليل ابن السلطان الملك المنصور كان من أحسن الترك وأظرفهم شكلا وكان خليل مولاه فأمره وقدمه وأعطاه الأموال والنفائس وخوله ثم كان أميرا في دولة العادل كتبغا والمنصور لاجين فخاف من القتل والحبس فشارك في زوال دولة المنصور وقام وقعد لحينه ثم إنه عمل النيابة أربعة أيام بعد قتلة لاجين فلما قدم القاهرة الأمير بدر الدين أمير سلاح من البيكار تلقاه إلى برا القاهرة فتباله عليه وقال له كان للسلطان عادة يطلع إلينا ويتلقانا فقال وأين هو السلطان قد قتلناه فعرج بفرسه عنه وقال إليك عني أكلما قام سلطان وثبتم عليه وقتلتموه فاعتوره أعوان السلطان الذي قتل بالسيوف فقتلوه ظاهر القاهرة ورمي على مزبلة وحجه الخلق للفرجة والعبرة ثم دفن بتربته وقد نيف على الثلاثين وذلك مسنة ثمان وتسعين وستمائة ومن حلاوة شكله وظرفه ومحاسنه أطلع الناس قماش وسموها طغجي ويقال إنه كان في خدمة الأشرف وهم بالبلاد الحلبية فمر السلطان بحيلان فقال له ما اسم هذه القرية يا طغجي فقال له حيلان فقال له السلطان اقعد فنزل عن الفرس وقعد فقال له السلطان قم واركب فقال السلطان رسم بالقعود وما أقوم فقال له قم فقال ما أقوم فقال قم وخذها لك فباس الأرض ورجله وركب معه
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»