الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ٢٧٢
* فالحب حيث العدا والأسد رابضة * حول الكناس لها غاب من الأسل * * نؤم ناشئة بالجزع قد سقيت * نصالها بمياه الغنج والكحل * * قد زاد طيب أحاديث الكرام بها * ما بالكرائم من جبن ومن بخل * * تبيت نار الهوى منهن في كبد * حرى ونار القرى منهم على قلل) * (يقتلن أنضاء حب لا حراك بها * وينحرون كرام الخيل والإبل * * يشفى لديغ العوالي في بيوتهم * بنهلة من غدير الخمر والعسل * * لعل إلمامة بالجزع ثانية * يدب منها نسيم البرء في علل * * لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت * برشقة من نبال الأعين النجل * * ولا أخاف الصفاح البيض تسعدني * باللمح من صفحات البيض في الكلل * * ولا أخل بغزلان تغازلني * ولو دهتني أسود الغيل بالغيل * * حب السلامة يثنى حب صاحبه * عن المعالي ويغري المرء بالكسل * * فإن جنحت إليه فاتخذ نفقا * في الأرض أو سلما في الجو فاعتزل * * ودع غمار العلا للمقدمين على * ركوبها واقتنع منهن بالبلل * * رضى الذليل بخفض العيش يخفضه * والعز عند رسيم الأينق الذلل * * فادرأ بها في نحور البيد جافلة * معارضات مثاني اللجم والجدل * * إن العلا حدثتني وهي صادقة * فيما تحدث أن العز في النقل * * لو كان في شرف المثوى بلوغ منى * لم تبرح الشمس يوما دارة الحمل * * أهبت بالحظ لو ناديت مستمعا * والحظ عني بالجهال في شغل * * لعله إن بد فضلي ونقصهم * لعينه نام عنهم أو تنبه لي * * أعلل النفس بالآمال أرقبها * ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل * * لم أرض بالعيش والأيام مقبلة * فكيف أرضى وقد ولت على عجل * * غالى بنفسي عرفاني بقيمتها * فصنتها عن رخيص القدر مبتذل * * وعادة النصل أن يزهى بجوهره * وليس يعمل إلا في يدي بطل * * ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني * حتى أرى دولة الأوغاد والسفل * * تقدمتني أناس كان شوطهم * وراء خطوي إذ امشي على مهل * * هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا * من قبله فتمنى فسحة الأجل * * وإن علاني من دوني فلا عجب * لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل * * فاصبر لها غير محتال ولا ضجر * في حادث الدهر ما يغني عن الحيل *
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»