الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٧ - الصفحة ٢٦٠
* فأوهلني حتى بقيت مغيبا * ولم يبق لي سعدان يا صاح من عقل * * وفي كل ذا قد بان نقف دماغه * فأهون بشخص ناقص العقل مختل * * وأخرب ببيت منه في الخلق ما يرى * سريعا وأولى بالهوان وبالأزل * * واقليدس لو عاش أعيا انحلاله * عليه لأن الشكل ممتنع الحل) * (فحينئذ أقسمت بالله خالقي * وهود أخي عاد وشيث وذي الكفل * * وسورة يس وطه ومريم * وصاد وحم ولقمان والنمل * * لئن لم أجد في المزلقان ملاسة * توافي كراعي لا جعلناه في حل * * ولا قلت شعرا في دمشق ولا أرى * أعاتب إسكافا بجد ولا هزل * * دهيت به خلا ينغص عيشتي * فلا بارك الرحمن لي فيه من خل * * وكم آلم الإسكاف قلبي بمطله * ولاقيت ما لاقاه موسى من العجل * * وكان أرسطاليس يدهى بمعشر * يرومون منه أن يوافق في الهزل * * وبقراط قد لاقى أمورا كثيرة * ولكنه لم يلق في أهله مثلي * * وقد كان جالينوس إن عض رجله * شمشك يدواي العقد بالمرهم النخلي * * وقسطا بن لوقا كان يحفى لأجل ذا * وما كان يصغي في حفاه إلى عذل * * وكان أبو نصر إذا زار معشرا * وضاع له نعل يروح بلا نعل * * وأرباب هذا العلم ما فتئوا كذا * يقاسون ما لا ينبغي من ذوي الجهل * * كذلك إني مذ حللت بجلق * ندمت فأزمعت الرجوع إلى أهلي * * ولو كنت في بغداذ قام بنصرتي * هنالك أقوام كرام ذوو نبل * * وما كنت أخلو من ولي مساعد * وذي رغبة في العلم يكتب ما أملي * * فيا ليتني مستعجلا طرت نحوها * ومن لي بهذا وهو ممتنع من لي * * ففي الشام قد لاقيت ألف بلية * فيا ليت أني ما حططت بها رحلي * * على أنني في جلق بين معشر * أعاشر منهم معشرا ليس من شكلي * * فأقسم ما نوء الثريا إذا همى * وجاد على الأرضين دائمة المحل * * ولا بكت الخنساء صخرا شقيقها * وأدمعها في الخد دائمة الهطل * * بأغزر من دمعي إذا ما رأيته * وقد جاء في رجلي منحرف الشكل * * وأمرضني ما قد لقيت لأجله * فيا ليت أني قد بقيت بلا رجل * * فهذا وما عددت بعض خصاله * وكيف احتراسي من أذيته قل لي * * ومن عظم ما قاسيت من ضيق باشه * أخاف على جسمي من السقم والسل *
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 » »»