الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ١٨١
* إذا انتصرت لرأي أو لمسألة * ترجحت لأولي الألباب والفكر * * وكل علمس لك الفصل المبين به * فأنت حقا جمال الكتب والسير * قال أبو علي الحسين الواسطي سمعت فخر الدين بهراة ينشد على المنبر عقيب كلام عاتب أهل البلد فيه * المرء ما دام حياص يستهان به * ويعظم الرزء فيه حين يفتقد * ومن شعر الإمام فخر الدين ما أنشده ابن أبي أصيبعة قال أنشدني بديع الزمان البندهي قال أنشدني الإمام فخر الدين لنفسه * فلو قنعت نفسي بميسور بلغة * لما سبقت في المكرمات رجالها * * ولو كانت الدنيا مناسبة لها * لما استحقرت نقصانها وكمالها * * ولا أرمق الدنيا بعين كرامة * ولا أتوقى سوءها واختلالها * * وذاك لأني عارف بفنائها * ومستيقن ترحالها وانحلالها * * أروم أمورا يصغر الدهر عندها * وتستعظم الأفلاك طرا وصالها * ومنه) * أرواحنا ليس ندري أين مذهبها * وفي التراب توارى هذه الجثث * * كون يرى وفساد جاء يتبعه * والله يعلم ما في خلقه عبث * ومنه * نهاية إقدام العقول عقال * وأكثر سعي العالمين ضلال * * وأرواحنا في وحشة من جسومنا * وحاصل دنيانا ردى ووبال * * ولم نستفد من بحثنا طول دهرنا * سوى أن جمعنا فيه قلت وقالوا * * وكم قد رأينا من رجال ودولة * فبادوا جميعا مسرعين وزالوا * * وكم من جبال قد علت شرفاتها * وعال فزالت والجبال جبال * وله قصيدة نونية طويلة سماها الهادية للتقليد المؤدية إلى التوحيد أولها * يا طالب التوحيد والإيمان * أبشر بكل كرامة وأمان * * واعلم بأن أجل أبواب الهدى * تقرير دين الله بالبرهان * ورجمه الكرامية يوما على المنبر وزرقوا عليه من سقاه السم والله أعلم فمات من ذلك قال ياقوت وجدت على ظهر كتاب من تصانيف فخر الدين الرازي ما صورته قال الأديب الأخسيكتي * إن بالمشرق فينا * جبل العلم ابن سينا *
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»