الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢ - الصفحة ١١٧
* أفق ما معنى بجمع الحطام * ودرس الكلام ومين يصاغ * * ولازم تلاوة خير الكلام * وجانب أناسا عن الحق زاغوا * * ولا تخدعا عن صحيح الحديث * فما في محق لرأي مساغ * * وما للتقي وللبحث في * علوم الأوايل يوما فراغ * * بلاغا من الله فأسمع وعش * قنوعا فما العيش إلا بلاغ * ولما توفي الشيخ علم الدين البرزالي تولى الشيخ شمس الدين تدريس الحديث بالمدرسة) النفيسية وأمامتها عوضا عنه وكتبت له توقيعا بذلك وهو رسم بالأمر العالي لا زالت أوامره المطاعة تطلع في آفاق المدارس شمسا وتزيل بمن توليه عن المشكلات لبسا أن يرتب المجلس السامي الشيخي الشمسي في كذا وكذا علما بأنه علامة وحافظ متى أطلق هذا الوصف كان علما عليه وعلامة ومتبحر أشبه البحر اطلاعه والدر كلامه ومترجم رفع لمن ذكره في تاريخ الإسلام أعلامه فالبخاري طاب أرج ثنايه عليه ومسلم أول مؤمن بأن هذا الفن انتهى إليه وأبو داود يحمد آثاره في سلوك سنن السنن والترمذي يخال أنه فداه بنور ناظره من آفات دار الفتن والنسائي لو نسأ الله في أجله لرأي منه عجبا وابن ماجة لو عاين ما جاء به ماج له طربا فليباشر ما فوض إليه مباشرة تليق بمحاسنه وتدل طالبي الصواب على مظانه وأماكنه ويبين لهم طرق الرواية فالفقه حلة وعلم الحديث علمها وطرازها والرواية حقيقة ومعرفة الرجال مجازها ويتكلم على الأسانيد ففي بعض الطرق ظلم وظلام ويورد ما عنده من الجرح والتعديل أن بعض الكلام فيه كلام ويوضح أحوال الرواة الذين سلفوا فليس ذاك بعيب وما لجرح بميت أيلام ونيم بما أطلع عليه من تدليسهم فما أحسن روضة هو فيها نمام ويسرد تراجم من مضى من القرون التي أنقضت فكأنها وكأنهم أحلام ويحرض على اتصال السند بالسماع ليكون له من الورق والمداد رصدان ضوء الصبح والأظلام ولا يدع لفظة توهم أشكالا فالشمس تمحو حندس الأوهام حتى يقول الناس أن شعبة منك شعبة وأبا زرعة لم تترك عنده من الفضل حبة وابن حزم ترك الحزم وما تنبه وابن عساكر توجس منك رعبه وابن الجوزي عدم لبه وأكل الحسد قلبه ولا تغفل عن الزام الطلبة بالتكرار على المتون الصحيحة دون السقيمة فما يستوى الطيب والخبيث وذكرهم بقوله عليه السلام من حفظ على أمتي أربعين حديثا وأن كان الحفظ
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»