الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ١١٣
* قد رجع الحق إلى نصابه * وأنت من دون الورى أولى به * * ما كنت إلا السيف سلته يد * ثم أعادته إلى قرابه *) منها الرجز * تيقنوا لما رأوها ضيعة * أن ليس للجو سوى عقابه * * أن الهلال يرتجي طلوعه * بعد السرار ليلة احتجابه * * والشمس لا يؤيس من طلوعها * وإن طواها الليل في جنابه * كتب أبو إسحاق الصابئ لما أعيد الوزير بهاء الدولة سابور عن الوزارة وأعيد إليها * الكامل فقد كنت طلقت الوزارة بعد ما * زلت بها قدم وساء صنيعها * * فغدت بغيرك تستحل ضرورة * كيما يحل إلى ثراك رجوعها * * فالآن قد عادت وآلت حلفة * أن لا تبيت سواك وهو ضجيعها * ولما أعيد عميد الدولة ولد فخر الدولة ابن جهير إلى الوزارة بعد عزله وكان قد تزوج أولا ببنت الوزير نظام الملك وهي زبيدة ابنة الحسن نظم ابن الهبارية فيه قوله البسيط * قل للوزير ولا تفزعك هيبته * وإن تعاظم واستعلى بمنصبه * * لولا ابنة الشيخ ما استوزرت ثانية * فاشكر حرا صرت مولانا الوزير به * وفي الوزير فخر الدولة ابن جهير نظم ابن صردر الأبيات المشهورة وهي المنسرح * يا قالة الشعر قد نصحتكم * وليس أدهى إلا من النصح * * قد ذهب الدهر بالكرام وفي * ذاك أمور طويلة الشرح * * وأنتم تمدحون بالحسن والظرف وجوها في غاية القبح * * وتطلبون السماح من رجل * قد طبعت نفسه على الشح * * من أجل ذا تحرمون كدكم * لأنكم تكذبون في المدح * * صونوا القوافي فما أرى أحدا * يعثر فيه الرجاء بالنجح * * وإن شككتم فيما أقول لكم * فكذبوني بواحد سمح * * سوى الوزير الذي رئاسته * تعرك أذن الزمان بالملح * قلت هذه الأبيات مع عذوبتها ورقتها وانسجام تراكيبها قد أتى فيها باستعارتين مليحتين إلى الغاية وهي عثور الرجاء بالنجح وعرك الرئاسة إذن الزمان بالملح كأنها تودبه وتهذبه وأما قوله فكذبوني بواحد سمح فمأخوذ من النادرة المشهورة وتوفى بالموصل في شهر رجب وقيل في المحرم سنة ثلاث وثمانين وأربع مائة ودفن في تل توبة وهو تل قبالة الموصل) وولد بها سنة
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»