تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٢ - الصفحة ٢٩٦
عبد القادر عداوة قديمة، فلما ولي الوزارة، ثم أستاذية الدار بدد شملهم، وبعث ببعضهم إلى مطامير واسط فماتوا بها، وأهين الركن بإحراق كتبه النجومية.
وكان السبب في خلاص ابن الجوزي أن ابنه محيي الدين يوسف ترعرع وقرأ الوعظ، وطلع صبيا ذكيا، فوعظ، وتكلمت أم الخليفة في خلاص ابن الجوزي فأطلق، وعاد إلى بغداد.
وكان يقول: قرأت بواسط مدة مقامي بها كل يوم ختمة، ما قرأت فيها سورة يوسف من خزني على ولدي يوسف وشوقي إليه.
وكان يكتب إلى بغداد أشعارا كثيرة.) وذكره شيخنا ابن البزوري، فأطنب في وصفه، وقال: فأصبح في مذهبه إماما يشار إليه، ويعقد الخنصر في وقته عليه، ودرس بمدرسة ابن الشمحل، ودرس بالمدرسة المنسوبة إلى الجهة بنفشا المستضيئة، ودرس بمدرسة الشيخ عبد القادر. وبنى لنفسه مدرسة بدرب دينار، ووقف عليها كتبه.
برع في العلوم، وتفرد بالمنثور والمنظوم، وفاق على أدباء مصره، وعلا على فضلاء دهره.
له التصانيف العديدة.
سئل عن عددها فقال: زيادة على ثلاثمائة وأربعين مصنفا، منها ما هو عشرون مجلدا ومنها ما هو كراس واحد.
ولم يترك فنا من الفنون إلا وله فيه مصنف.
كان أوحد زمانه، وما أظن الزمان يسمح بمثله. ومن مؤلفاته كتاب المنتظم، وكتابا ذيل عليه.
قال: وكان إذا وعظ اختلس القولب، وشققت النفوس دون الجيوب.
إلى أن قال: توفي ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان، وصلى عليه خلق العظيم الخارج عن الحد. وشيعوه إلى مقبرة باب حرب.
وكان يوما شديد الحر، فأفطر من حره جمع كثير. وأوصى أن يكتب على قبره:
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»